x

مكتبة الإسكندرية توثق تراث فرقة رضا

الأربعاء 23-12-2009 00:00 |

فى هدوء شديد ودون ضجة.. ودون احتفالية من الدولة.. أتمت فرقة رضا للفنون الشعبية خمسين عاماً.. ياه هل فعلاً مضت هذه الأعوام.. منذ أن أدهشتنا الفرقة بتسجيل تراثنا؟.. هل مضت خمسون عاماً ونحن نعيش الفن الشعبى لكل الدول ما عدا مصر.. فأدهشنا وفاجأنا الأخوان على ومحمود رضا والبديعة فريدة فهمى برقصات تسجل تراثنا..

هل مضت خمسون عاماً منذ شاهدت المبدعة فريدة فهمى تجلس خجولاً فى كواليس مسرح الأزبكية الصيفى تنتظر لحظة دخولها المسرح وقد تحولت إلى فراشة تطير لتسجل تراث بنت البلد مع بائع العرقسوس؟.. وكتبت عنها فى حينها فى مجلة «الجيل» (عندما ترقص بنت البلد بالباليه).. خمسون عاماً مرت على أوبريت «فدادين خمسة» ليسجل تحديد الملكية الزراعية.. وأربعون عاماً مضت على تسجيل أسطورة بناء السد العالى.. وخمسون عاماً مرت ومحمود رضا يشتعل فناً بالتحطيب وتسجيل تراث الوطن، ويخطو على المسرح من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار فى خطوات شابة، وعقل يحمل مشروع القومية بتسجيل تراث بلده بالخطوة والأوبريت.

وعلى رضا، رحمه الله، يدير المسرح ويخرج العرض بوجه خواجة وروح ابن البلد وألفاظ مشجعة قوية.

كانت الفرقة 26 راقصاً وراقصة فى ذلك الحين.. كلهم شباب جامعى من كليات الهندسة والطب والآداب يضمهم الراحل الدكتور حسن فهمى، أستاذ الهندسة الصناعية بكلية الهندسة، راسماً خطاً جديداً فى كتاب الوطن بأن الفن لا يتعارض مع الدراسة، وأن تسجيل تراث الوطن عمل قومى.

وتكبر الفرقة وتنفتح على خريطة مصر كلها من حجالة مرسى مطروح إلى بنات بحرى.. وتسجيلها للسد العالى فى أسوان ملحمة غنائية قوية الخطوات، وصولاً إلى النوبة على غناء الشجى محمد العزبى.. ويحلم على رضا بتسجيل آثارنا فى الأقصر فيخرج فيلم «غرام فى الكرنك» وتصبح أغنية (الأقصر بلدنا بلد سواح) هى النشيد القومى للأقصر.

وتنطلق الفرقة حول الوطن العربى وتسجل فى السودان الشقيق رقصة الحمامة.. ويخرج من عقل محمود رضا التراث حركة وفهماً عميقاً، ويشارك الفنانون بليغ حمدى وجمال سلامة وحلمى بكر وغيرهم ليتحرك وجدانهم بألحان للفرقة التى تسجل مصر، وفناننا الكبير الراحل صلاح عبدالكريم مع الراحل رؤوف عبدالمجيد ومعهم فريدة فهمى يرسمون الديكور والملابس، ويخرج من عباءة محمود رضا لتصميم الرقصات الجوادى رمضان وببا السيد.تنامت الفرقة ووصل عددها فى السبعينيات إلى 180 من الراقصين والراقصات والفرقة الموسيقية.. مرت الفرقة بمراحل الشباب والفتوة ثم الشيخوخة.. وعظيم الفرقة محمود رضا.. ينظر إليها بالاستشعار عن بعد.

وفريدة فهمى تحتفظ ببعض الصور التى رسمتها للملابس ويجىء الراحل العظيم حسين كمال ويسند إليها تصميم ملابس مسرحية «ريا وسكينة» ويسند لمحمود الرقصات.. وتترك على المسرحية بصماتها ويترك محمود بصماته.. ويعيش الاثنان فى هدوء، وفرقة تحمل اسميهما فى مصر ولكن لا يكفى الاسم.

وبذكائه الشديد وإدارته إدارة ثقافية واعية يشرح الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية فى الاحتفال باليوبيل الذهبى للفرقة بتسجيل تراثها ودعوة محمود رضا وفريدة فهمى ليحصل على كل التفاصيل، وليساهم بجديته المعهودة فى تسجيل كل تراث الفرقة، وجمع الأفلام والتسجيلات والصور وأفرد لها مكاناً فى المكتبة كأحد روافد الفن المصرى الشعبى الذى يمتد منذ الفرعونية حتى الآن.

ويطفو سؤال هنا: لماذا لا تستفيد أكاديمية الفنون من الدكتورة فريدة فهمى التى حصلت على أعلى شهادة من جامعة لوس أنجليس عن فن محمود رضا، وكذلك من محمود رضا نفسه الذى طاف مصر كلها وجمع تراثها الحركى والمواكب لأعياد الحصاد والأفراح والموالد.

قبل الطبع

هل نطمع من المكتبة فى ورشة عمل فى الصيف للأطفال حول الفنون التراثية الشعبية فى مصر حتى ننقذهم من الديدان الشريطية التى تتنامى فى الفضائيات وتفسد حركات أولادنا.. وحتى لا يضيع التراث.. وورشة العمل فى صميم دور دكتور شريف محيى الدين، مدير مركز الفنون بالمكتبة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية