x

«صنع الله»: أتمنى فوز أبو الفتوح.. وأنتظر الجولة الثانية من الثورة

الأربعاء 11-04-2012 12:22 | كتب: أ.ش.أ |
تصوير : محمد معروف

 

قال الروائي صنع الله إبراهيم، ردًّا على حديث فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، بأنه منع اعتقال «صنع الله» بعد رفضه جائزة من الدولة، إنه «لم يتعرض لمضايقات بعد تصرفه، لأنه لم يكن موجودا في أي تنظيم سياسي، ولا يملك نفوذا يستطيع من خلاله حشد الجماهير».

وأضاف: «لم أشعر بأي سخافات بعد رفض الجائزة، إلا أن مسرحية من تأليفي كان يفترض أن تعرض على مسرح (السلام) التابع للدولة تم وقفها بعد أن كنا بدأنا في البروفات النهائية للعرض».

وأوضح أن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني «نفذ خطة ذكية جدا لاحتواء المثقفين وإبعادهم عن السياسة».

واعتبر أن المثقفين «وجدوا أنفسهم محاصرين، ولا تلوح في الأفق أمامهم أي بارقة أمل في تغيير هذا الوضع».

وانتقد الحديث عن أن ثورات الربيع العربي «صناعة أمريكية، على نحو ما ذهب الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف»، بحسب «صنع الله».

وأكد أن الأمريكيين «يدركون منذ 3 أو 4 سنوات أن الأوضاع في مصر غير مستقرة، وكانوا متخوفين من قدوم زعيم مثل جمال عبد الناصر، ولذلك تحركوا في عدة اتجاهات، وفتحوا خطوط اتصال مع الإخوان، وطرح تساؤلا في وكالة المخابرات حول إمكانية التعامل مع هذا التيار المتصاعد».

وتابع: «أما القول بأن الولايات المتحدة هي التي دبرت للثورة، فهذا أمر بعيد ومستبعد، فالمخابرات الأمريكية لا تستطيع تحريك الشعوب»، مؤكدًا أن ما حدث في 25 يناير «لا تستطيع الولايات المتحدة التخطيط له دون استبعاد إمكانية أن يكونوا قد استغلوه، أو بحثوا إمكانية استغلاله والسيطرة عليه لكن التخطيط له أمر مستبعد».

ولفت إلى أنه يعكف هذه الأيام على كتابة عمل روائي جديد، يتناول الأوضاع المطروحة على الساحة حاليا، مشيرًا إلى أنه «من الصعب كتابة أي عمل أدبي عما يجري الآن، فهو يحتاج إلى وقت كبير، خصوصا أن تفاعلات الثورة لا تزال مستمرة».

وأوضح أن العمل الذي يقوم حاليا بكتابته «يتناول الارتباك الموجود على الساحة، ولا يتحدث عن الثورة بشكل مباشر، لكن حول الأوضاع المطروحة حول هذه الثورة».

وفيما يتعلق بتراجع اليسار أمام الإسلاميين قال إن اليسار «يواجه فكرا ساذجا جدا وبسيطا، يقوم على أساس أن الإسلام هو الحل، وهو أمر لا خلاف عليه، ولكن ما هي الآليات، وكيفية حل المشكلات»، مشيرا إلى أن «اليسار يناقش التفصيلات، والإسلاميون لا يفعلون ذلك، كما أن استخدام الدين عند اليسار مرفوض، لا لأن اليساريين ضد الدين، ولكن لأن طريقة تفكيرهم تقوم على المنطق والعقل، ومن يستخدم الدين دائمًا ما يدفع بأن كلامه هو كلام الله، وبالتالي يحتكر الحقيقة والحلول، وهذا أحد أسباب عجز اليسار».

وأوضح أن «التفتت، كمرض قديم في الحركة اليسارية، سبب ضعفها»، مشيرا إلى أن المرشح لرئاسة الجمهورية حازم صلاح أبو إسماعيل يستطيع حشد عشرات الألوف، لأنه «يقوم على فكرة السمع والطاعة، فيما لا يستطيع اليسار أن يفعل ذلك».

وأعرب عن أمله في فوز المستشار هشام البسطويسي بمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية المقبلة»، لكنه سرعان ما استدرك بأن ذلك «أمر صعب».

وأكد أنه «معجب بالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح» ويتمنى فوزه «رغم أنه محافظ»، لكنه لفت إلى «تفضيله للبسطويسي».

وقال إن انتخابات الرئاسة ستكون «سوقا»، موضحا أنه «كان ينبغي أن يتم إقرار قانون لعزل مسؤولي النظام السابق سياسيا، عقب تنحي مبارك، حتى يكون للثورة نتائج ملموسة فور تحقيق أحد أهدافها، لكن ثورة 25 يناير لم تكن لها قيادة واضحة، ولا برامج محددة لتحقيق هذه النتائج».

ورفض القول بأنه «ينبغي ترك الأمر لصندوق الانتخابات، كي يحدد من يفوز بالرئاسة»، لافتا إلى أن «الصندوق ليس كل شيء».

وفيما يتعلق بالكلام عن تقسيم مصر، قال: «هناك تهديدات خارجية، ولكن لو تواصلت سياسة اضطهاد المسيحيين والتمييز ضدهم، فسيساعد ذلك على زيادة التهديدات»، معتبرا أن نجاح شخصية إسلامية في انتخابات الرئاسة «سيزيد من تفاقم هذا الوضع»، محذرا من «خطورة قضايا أخرى، مثل قضية النوبة، ومشكلات بدو سيناء».

وأشار إلى أنه «قرأ مؤخرا كتابا عن الدولة الإسلامية في السودان، على أيام جعفر النميري، يتحدث عن أنه كان رجلا عاديا يحتسي الخمور، وفجأة، وسط صراعات السلطة وألاعيب السياسة، تبنَّى النهج الإسلامي، وأعلن تطبيق الحدود، وأصبحت الآن هناك نقابة لمقطوعي الأيدي في السودان».

ولم يستبعد أن تتكرر هذه التجربة في مصر، وقال: «هذا يمكن أن يتكرر في مصر، وسيكون شيئا مرعبا، فيمكن أن يفوز عمر سليمان في انتخابات الرئاسة، فيتبنَّى نهجا إسلاميا، ويطبق الشريعة، إرضاء للتيار الإسلامي».

وقال إنه «ينتظر الثورة الثانية، أو الجولة الثانية من الثورة، التي ستحدث بشكل أو بآخر»، مضيفا أن الثورة المضادة جعلت الناس تسأل: ماذا فعلت الثورة؟، لأن منظومة الفساد واحدة ومركبة بشكل معقد، ولا يمكن تحقيق أي إنجاز أو فعل أي شيء إلا إذا اقتلعت هذه المنظومة من جذورها».

من ناحية أخرى، رأى صنع الله إبراهيم أن ثورة 25 يناير «لم تقم ضد نظام يوليو ككل، لكنها قامت ضد نظام يوليو في صيغته الساداتية والمباركية، لا جمال عبد الناصر، الذي يحتل مكانة خاصة في قلوب المصريين.

وأشار إلى أن هناك إدراكا عاما بأنه يكفي ما مضى من عسكرة الحياة السياسية المصرية في مختلف المجالات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية