قال طارق رمضان، أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أكسفورد، في حوار بالفيديو لصحيفة «جارديان» البريطانية، إن جماعة الإخوان المسلمين تفتقر مقومات إدارة الحكم في مصر.
وفي معرض حديثه عن كتابه الجديد «الصحوة العربية» Arab awakening قال رمضان: إن «جماعة الإخوان المسلمين تستند في منافستها على مقعد رئيس الجمهورية عبر مرشحها خيرت الشاطر إلى شرعيتي الدين والتاريخ، مستدعية في ذلك تاريخها في معارضة النظم الدكتاتورية الحاكمة في مصر»، وأضاف: «لكن هذا لا يصلح وحده في بناء الدولة».
وأضاف رمضان أن الجماعة تستعيض باستنادها إلى سلطتي الدين والتاريخ، عن وضع حزمة من السياسات الجادة لإنقاذ مصر من مشكلاتها الأساسية المتمثلة في الفقر والفساد وانهيار أسس النظام التعليمي وغيرها، مشيراً إلى أن «مصر بحاجة إلى برنامج سياسات اقتصادية واجتماعية وهو ما لا تقدمه الجماعة، التي تظن أن الخدمات التي كانت تقدمها للناس وهي فى موقع المعارضة مازالت صالحة لإنقاذ البلاد بينما تدير السلطة».
وبيّن رمضان أن «الوضع في مصر لا يمكن قراءته بمعزل عما يجري في تونس، التي مال الإسلاميون فيها نحو التواصل مع القوى العلمانية، وأعلنوا بوضوح أن الدستور لن ينص على تطبيق الشريعة».
وأكد أن الجماعة تعاني من داخلها صراعا بين التيار الراغب في التواصل مع التيارات المغايرة بمن فيها القوى العلمانية والأقباط، وبين التيار الراغب في استحواذ الجماعة وحدها على مقاليد الأمور في البلاد.
وأضاف أن «هذا الصراع ظهر من اليوم الأول في الثورة، عندما رفضت قيادات الجماعة (التورط) في المظاهرات الشعبية، لكن شباب الجماعة أجبر القيادات على المشاركة، وسرعان ما قامت هذه القيادات بانتهاز الفرصة المواتية لعقد اتفاقات مع الجيش، في مخالفة واضحة لإرادة الشباب الذي رفض مبكرًا الانصياع للدكتاتورية وللحكم العسكري»، مطالبا بمدنية الدولة حتى خلال المرحلة الانتقالية.
وتابع رمضان: «نحن لا نعلم الآن أيا من التيارين المتصارعين داخل الإخوان سوف ينتصر، وستظل الجماعة تعاني من هذا التوتر داخلها في الفترة المقبلة».
وطالب رمضان، الإخوان المسلمين بالإعلان عن سياسات اقتصادية واجتماعية واضحة، بالإضافة لإعلان رؤيتهم لوضع مصر الإقليمي وعلاقتها بالدول الأخرى، مضيفًا: لو لم يتم التطرق لهذه القضايا، فهذا يعني أن الإخوان «لا يدركون معنى وجودهم في موقع الحكم في مصر».
وأنهي رمضان حديثه المصور لـ«جارديان» بقوله: «إن ممارسة الديمقراطية عبر أدواتها لا تعني تحقق تلك الديمقراطية، فما يحدث في مصر الآن من القوى الحاكمة يقودنا إلى (ديمقراطية تحت السيطرة)».
طارق رمضان هو ابن السيدة وفاء البنا، الابنة الكبرى للشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، يحمل الجنسية السويسرية ويعمل أستاذا للدراسات الإسلامية المعاصرة في عدد من الجامعات الأوروبية.