الصعيدى فى الدراما التليفزيونية مصدر قلق دائما، فكل عام تظهر مجموعة ليست قليلة من الصعايدة تعترض على تشويه صورة الصعيد فى المسلسلات. العام الماضى وقبله بسنوات كان الصعايدة معترضين على إظهارهم كبدائيين أما هذا العام، فالصعايدة اتفقوا على أن المسلسلات التى عرضت لا تمثلهم وكأنها تتحدث عن مجتمع آخر لا يعرفوه، فأحمد مكى فى «الكبير قوى» لا يمكن أن يكون صعيدياً فهو شخص يسخر من الصعايدة، ويحيى الفخرانى فى «شيخ العرب همام» ليس هو شيخ العرب بل شخص امتزج فيه الواقع بالخيال فحوله إلى شخص آخر، وعمرو سعد فى «مملكة الجبل» لن يمثل الصعايدة بزراعة وتجارة الحشيش.
فهمى عمر: أنا جدى يشتغل سقا وأبوه «مقمل»!.. حسبى الله ونعم الوكيل
الإعلامى الكبير فهمى عمر، أحد أحفاد همام، أعلن عن غضبه الشديد من تناول مؤلف مسلسل «شيخ العرب همام» لشخصية جده لأنه تجاوز فى حق «همام» وكتب العمل من خياله الذى وصفه بـ «المريض» دون الاستناد إلى الحقائق التى كتبت عن همام رغم أنه اتصل به قبل كتابة المسلسل.
وتساءل: هل يعقل أن يتم تقديم شخصية بحجم همام صاحب الأمجاد المعروفة على المستوى الأوروبى وليس المصرى فقط بهذا الشكل، وهو الرجل الذى قالت عنه الحملة الفرنسية بعد خروجها من مصر إن جمهوريته سبقت النظام الجمهورى الذى أسسته الثورة الفرنسية، فقد كان همام رجلا عادلا بين الناس وكان يكرم الضيف دائما ويبنى المساجد وقد جدد بنفسه بناء مسجد عبدالرحيم القناوى، وكان علماء الأزهر يترددون عليه فى مقر حكمه فى فرشوط، حيث تمتد جمهوريته من المنيا إلى أسوان، وقال: بعد كل ذلك يأتى هذا المسلسل ويقدم همام على أنه رجل بسيط مثل أى فلاح متواضع، ففى ملابسه عادى ودائم الهزار مع حريمه اللاتى يظهرن فى أغلب المشاهد بقمصان النوم.
وأضاف فهمى: الغريب أن المؤلف أظهر همام فى بعض المشاهد بأنه «سقا» وهذا كلام فارغ وليس له أى أساس من الصحة .. فهمام كان فارسا يرتدى ملابس الملوك المصنوعة من الحرير وكان يمتلك جيوشا، وهذا مدون فى كتب التاريخ. واستنكر فهمى ما كتبه المؤلف عن استضافة شيخ العرب همام لقاطع طريق فى بيته رغم علمه أنه يريد أن يتزوج من ابنة أخيه، مؤكدا أن هذه الواقعة لا يمكن أن تحدث فى العائلة الهمامية فى الوقت الحالى فكيف تحدث فى الماضى؟!: لا أستطيع أن أقول شيئاً فى هذا الأمر إلا «حسبى الله ونعم الوكيل».
من المشاهد الأخرى التى لاقت غضب العائلة الهمامية كما يقول فهمى هو ظهور الأمير يوسف والد شيخ العرب همام وهو «يهرش» فى شعره ويطلب ممن حوله أن «يفلوه» لأن شعره ملیء بالحشرات، وتساءل: هل يعقل هذا فى الوقت الذى كتب فيه التاريخ عن أن شيخ العرب همام كان يضع إلى جواره كوب ماء ورد وكان يغسل به يديه بعد مصافحة الناس، فكيف له أن يترك والده «مقمل».. وأضاف: هذا عيب فأنا أعرف أن الدراما توافق بين الخيال والواقع، ولكن لا يجب أن يصل خيال المؤلف إلى هذه الدرجة المؤسفة.
وأوضح فهمى أن مؤلف ومخرج ومنتج المسلسل وبطله يحيى الفخرانى اتصلوا به قبل التصوير وزاروا مدينة فرشوط مسقط رأس همام واستقبلهم الهمامية استقبالاً أفضل ما يمكن وقدموا لهم المعلومات الحقيقية عن همام ثم فوجئوا بأسرة المسلسل تهبط بعائلة الهمامية إلى قاع الأرض.