x

«ديريك كيونجو».. صانع «صابونة الأمل» لفقراء أفريقيا

الإثنين 09-04-2012 17:18 | كتب: فاطمة زيدان |
تصوير : other

«قطعة الصابون التى تستخدمونها مرة أو مرتين أثناء الإقامة فى فندق بإمكانها مساعدة الفقراء ومكافحة أمراض كثير من أطفال أفريقيا»، هكذا يتحدث ديريك كيونجو عن فكرته، فهو يقود مشروعاً لجمع الصابون من الفنادق فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، وشحنه إلى الدول الفقيرة، مثل السودان وكينيا وأوغندا.

بدأ كيونجو، أمريكى من أصل أوغندى، مشروعه عام 2009، عندما وصل إلى الولايات المتحدة وأقام فى فندق فى فيلادلفيا، حيث لاحظ أن عمال الفندق يبدلون الصابون يومياً، حتى لو لم يكن استخدمه مطلقاً.

يقول كيونجو لشبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية: «لقد صُدِمت عند معرفة كمية الصابون التى يتم إهدارها فى نهاية اليوم، فمئات الملايين من قطع الصابون يتم إهدارها فى أمريكا الشمالية وحدها». وأضاف: «تساءلت ماذا لو أخذنا بعضا من هذا الصابون وأعدنا تدويره، وإعطاءه علامة تجارية جديدة، ثم إرساله إلى البلدان الأفريقية حيث لا يستطيعون تحمل تكلفة شراء صابون».

بالنسبة لكيونجو مهمة جمع الصابون هى بمثابة «خط الدفاع الأول» لمكافحة وفيات الأطفال فى جميع أنحاء العالم، حيث يتوفى أكثر من 2 مليون طفل سنوياً ممن يعيشون فى البلدان ذات الدخل المنخفض بسبب أمراض ناتجة عن عدم نظافة اليدين. واستطاع كيونجو بمساعدة زوجته وأصدقائه ومئات الفنادق الأمريكية، البدء فى مشروع الصابون العالمى.

ولاقت الفكرة إعجاباً كبيراً فى الأوساط الأمريكية حيث ساعدته إحدى شركات الصابون فى تصميم «صابونة الأمل» للترويج لفكرته ودعمه فى جمع تبرعات، كما أعلن مجلس ولاية «أتلانتا» يوم 15 مايو من كل عام «اليوم العالمى للصابون»، تحيةً لفكرة كيونجو.

فى البداية كان كيونجو يستخدم مخزن منزله لإعادة تدوير الصابون، إلى أن تبرعت إحدى الأسر الأمريكية بمستودع ضخم يسمح بتخزين حوالى 25 طناً من الصابون.

ويجمع المتطوعون العاملون مع كيونجو فى مختلف أنحاء الولايات المتحدة صابون الفنادق ويرسلونه إلى المستودع بولاية أتلانتا، ثم يتجمعون فى العطلة الأسبوعية هناك لتنظيف وإعادة معالجة الصابون وتعليبه.

ويتم شحن الصابون بعد اختبار عينة منه والتأكد من قبل معمل متخصص من أنه آمن، بالتعاون مع منظمات شريكة للشحن والتوزيع مباشرةً إلى من هم بحاجة إليه. وحتى الآن، قدم المشروع ما يقرب من 3 ملايين طن من الصابون لتسعة بلدان.

كيونجو معتاد على الفقر والظروف القاسية، حيث إنه غادر أوغندا إلى كينيا منذ ما يقرب من 30 عاماً، مع والديه بسبب التعذيب الجماعى والقتل على أيدى قوات الجيش الأوغندى السابق، ليعيش فى مخيمات اللاجئين، ويصارع من أجل البقاء على قيد الحياة.

ويقول كيونجو «الشعب الأوغندى عاش أسوأ حالاته فى المخيمات، فالصابون كان من الصعب جداً تواجده، حتى إنه لم يكن موجوداً تماماً فى بعض الأحيان، وكثيراً ما كان يمرض الناس نتيجة لعدم تمكنهم من غسل أيديهم».

واستطاع كيونجو التغلب على ظروفه المعيشية الصعبة كلاجئ فى الولايات المتحدة إلى أن حصل على الجنسية الأمريكية وتخرج فى الجامعة، وأصبح المنسق الميدانى لمنظمة «كير» الدولية، وهى منظمة خاصة للمساعدات الإنسانية، لكنه لم ينس جذوره أو حقيقة أن العديد من اللاجئين فى أفريقيا، يفتقرون إلى المرافق الأساسية ويحتاجون المساعدة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية