اتهم رئيس إقليم كردستان العراق «مسعود بارزانى» رئيس الوزراء العراقى «نورى المالكى»، باحتكار السلطة وتمهيد الطريق لعودة الديكتاتورية إلى البلاد، وهدد باللجوء إلى استفتاء بشأن إنشاء دولة كردية.
وقال «بارزانى» إن «العراق يتجه إلى كارثة الديكتاتورية، والاستئثار بالسلطة فى كل مرافق الدولة». ورأى أنه يجرى حاليا «تهميش الجميع، وكأنه تم إسقاط النظام الجديد فى العراق على يد شخص، فيما يعيش الباقون على مكرمات القائد الجديد».
وأعلن «بارزانى»، خلال زيارته الولايات المتحدة، أنه يعتزم دعوة كل القادة العراقيين، فور عودته إلى كردستان، إلى اجتماع لدراسة الوضع بمسؤولية، وليس للمجاملة أو إيجاد حلول وقتية أو مسكنات للأزمة. وهدد باللجوء إلى استفتاء بشأن إنشاء دولة كردية وإسقاط المالكى من رئاسة الحكومة إذا رفض الحضور. وشدد على إمكانية سحب الثقة من الحكومة العراقية فى بغداد. وأوضح أن تصريحاته هذه ليست «تهديداً أو ابتزازاً»، وقال: أنا جاد فيما أقول، سأطرح الموضوع فى استفتاء للشعب الكردى، فمهما كان الثمن لن نقبل بعودة الديكتاتورية إلى العراق، وفقاً لما نقله موقع «بى. بى. سى» الإخبارى الإثنين.
وفيما يتعلق بقضية طارق الهاشمى، ونائب الرئيس العراقى، قال «بارزانى» إن الهاشمى لم تتم إدانته حتى الآن. وأضاف: أنا لا أدافع عن الهاشمى ولكن أدافع عن مبدأ الشراكة. وانتقد «بارزانى» القضاء العراقى، متهماً إياه «بعدم الاستقلالية والمصداقية» - حسب موقع «العربية» الإخبارى.
وحول التدخل الإيرانى فى العراق، أكد «بارزانى» أنه ضد أى قوة إقليمية أو دولية تتدخل فى اختيار الحكومة العراقية، أو رئيسها، وقال «لا يحق لأحد التدخل فى اختيار الحكومة العراقى»، وأضاف: ولكنى أدعو أيضاً إلى علاقات متكافئة طيبة مع إيران وغيرها.
وبدوره، قال القيادى البارز فى الحزب الديمقراطى الكردستانى على حسين إن تصريحات بارزانى تتفق مع الدستور وليست لإثارة الرأى العام. وأوضح «نشعر بأن المالكى يتصرف منفردا بعيدا عن بنود الدستور والديمقراطية، نحن ندعو إلى الالتزام بالدستور، لأن بقاءنا مع العراق مرهون بالالتزام بالدستور».
وردا على تصريحات بارزانى، قال المستشار الإعلامى للمالكى، على الموسوى، إن «التصريحات المتكررة للبارزانى بخصوص تفرد المالكى بالسلطة تمثل تصعيدا غير مفهوم وهى مرفوضة شعبيا». وشدد على أن «العديد من القيادات الكردية تتصل بنا وتبلغنا عن رفضها لمثل هذا التوجه الذى قد تستفيد منه أطراف أخرى لا تحمل نوايا طيبة للشعب العراقى أو للشعب الكردى».
يذكر أن «بارزانى» قد انتقد المالكى بشدة أيضا فى مارس الماضى، واتهمه باحتكار السلطة وبناء جيش يأتمر بأوامره. وقال الزعيم الكردى حينها إن الشراكة التى سمحت بتشكيل حكومة وحدة وطنية ضمت حزبه وحزب المالكى إثر الانتخابات التشريعية فى 2010 أضحت «غير قائمة تماما وفقدت كل معنى لها». ويشكل النواب الأكراد نحو خمس البرلمان العراقى، ويشغل الائتلاف الكردى المكون من حزبين 5 حقائب وزارية فى الحكومة العراقية. ويتمتع إقليم كردستان بحكم ذاتى منذ إسقاط نظام الرئيس العراقى الراحل صدام حسين عقب الغزو الأمريكى عام 2003.