خلافات وخناقات قبل أيام قليلة من موعد الزفاف، بين العريس وأشقاء العروس، والعكس، تحمل بين طياتها نيرانا قد تقضى على فرحة العائلتين، على الرغم من أنها تنشأ لأمور بسيطة، أو غير مقصودة من أحد الأشخاص، وإن لم تتسبب فى إفساد مراسم الزفاف، فإنها تتسبب فى تعكير صفو العلاقات بين العائلتين.
يقول الدكتور عصام عبدالجواد، أستاذ الصحة النفسية بجامعة القاهرة: مع اقتراب موعد زفاف العروسين تعيش عائلتا العروسين ضغطا عصبيا هائلا، بكل من فيها من والدين، وإخوة وأخوات، فضلا عن العروسين، حيث تعيش الأسرة فى حالة من التأهب الدائم لاستكمال الأغراض المطلوبة من العروسين، وهو الأمر المرهق نفسيا وماديا، ما قد يولد التوتر بين عائلة العروسين، يزيد على ذلك إحساس الأهل بقرب الانفصال عن الابن أو الابنة، وهو ما يزيد من الضغط النفسى، حتى إن بعض الأمهات أو الأخوات الصغيرات، خاصة اللاتى يشاركن إخوتهن فى نفس الحجرة ولا يفارقن العروس قبل زواجها حتى فى النوم، خاصة إذا كانت لدى العروس شقيقات صغيرات، ونسمع أغلبهن ليلة الزفاف وهن يسألن للعريس ببراءة «واخد أختى ورايح على فين؟» تتفاقم بين العروسة وهؤلاء الشقيقات حالة الحميمية بصورة فائقة قبيل يوم الزفاف، لأنها بعد أيام قليلة ستخرج من المنزل، ولا تعود إليه إلا زائرة، ويخلف هذا الشعور إحساس بالغضب الداخلى من الطرف الثانى، حتى وإن كان الجميع يثق فيه وعلى يقين أنه سيحافظ على تلك العروس، وقد يترجم البعض هذا الشعور الداخلى بانفعالات زائدة، أو خناقات على أى سبب، مهما كان صغيرا.
إذا كان الارتباط بين العروسين على أسس اجتماعية صحيحة، وتوافقت العائلتان فيما بينهما، وتأكدتا من حسن النسب، فلابد من احتواء تلك الخلافات الصغيرة، لأن كل إنسان له دوره فى الحياة، وخروج الابن أو الابنة من منزل الوالدين، وترك الأخوات الأصغر سنا أمر طبيعى، فالوالدان كانا أبناء وخرجا من بيوت والديهم لتأسيس حياة جديدة..
ونصح عصام الأسر التى تعانى من تلك الخلافات ووجود توتر بين الأبناء وعريس الابنة أو العروس وباقى أفراد الأسرة، باحتواء الموقف، ومحاولة تهدئة الأمور، للتغلب على تلك المشاعر المتناقضة، وأن يحيطوا العضو الجديد فى الأسرة سواء كان العريس أو العروسة بالاهتمام، والاعتقاد بأنه شخص سيضيف إلى أسرتهم، وأنه سيكون سببا فى سعادة كل أفرادها.