ذكرت صحيفة «ديلي تيليجراف» البريطانية، في تقرير لها، الأحد، أن الدين الإسلامي أصبح محط اهتمام شديد في الحملات الرئاسية، وهذا أمر مثير للسخرية، في فرنسا التي تفخر بعلمانيتها، والموضوعات الثلاثة المتعلقة بالهجرة، والأمن، والأصولية الإسلامية، أصبحت أكثر ارتباطاً وتفضيلاً للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي لمع نجمه في الأساس بعد أن كان وزيراً للداخلية خلال تعامله القوي مع الشباب الغاضبين في الأحياء المسلمة بباريس عام 2005.
وأردفت الصحيفة أن «الداعمين لـ(ساركوزي) في معركته لإعادة انتخابه، يزعمون أن موقفه الحازم مع الإسلاميين يحمي فرنسا، بينما يعتقد خصومه أن تهييجه للشعور بالخوف من الإسلاميين ما هو إلا حيلة للظهور كرئيس قوي ومتفاعل، وهو ما ظهر في سبتمبر الماضي، حين أمر ساركوزي بمنع صلاة الجمعة في الشوارع، بعد استخدام المرشحة الرئاسية اليمينية مارين لوبين صوراً لهذه الصلوات لتوحي بأن المسلمين يستولون على الشوارع».
وأشارت الصحيفة إلى أنه «في بداية سباقه الانتخابي، اعتبر ساركوزي أن «اللحم الحلال»، هي المسألة الأكثر إلحاحاً بالنسبة للمصوتين الفرنسيين، ووعد بتقديم قانون يقضي بوضع علامات لكل اللحوم المذبوحة على الطريقة الإسلامية، لكن حادثة تولوز، ومحمد مراح، جاءت لتعيد مسألة الهجرة والأمن لخطب ساركوزي».
واستطلعت الصحيفة آراء بعض المهاجرين والمسلمين في الأحياء التي تجمع جنسيات متعددة، وقالت: «إنهم عبروا عن غضبهم من هذا الوضع، وقالوا إن السياسيين يحدثون ضجة مفتعلة حول الإسلام، ومشاكل تافهة كاللحم الحلال ليبتعدوا عن المشاكل الأهم كالبطالة والاقتصاد».
وأضافت الصحيفة، أنه «خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التي تعقد في 22 أبريل الجاري، يجب على ساركوزي أن يخوض منافسة مع التيار اليميني، الأمر الذي يعني أن الإسلام والهجرة سيبقيان من الموضوعات الرئيسية في المناظرات، حتى يطيح ساركوزي بمرشحة اليمين المتطرف مارين لوبي».
وأكدت الصحيفة أنه «من الخطأ ربط الهجرة بالإسلام، إلا أن المحللين يعتقدون أن السياسيين في فرنسا يربطون بين الإسلام والهجرة، وهو ما يصدقه المواطنون العاديون، غير أن هذا غير صحيح، خصوصاً أن معظم المهاجرين في الوقت الراهن يأتون من الصين أو أوروبا الشرقية».
واختتمت الصحيفة أن «هذه الخطوات العدائية تجاه المسلمين من ساركوزي، غير عابئة بكتلة تصويتة قوامها 6 ملايين مسلم بفرنسا، مرجعة السبب لأمر بسيط، وهو أن هؤلاء المسلمين لا يصوتون، وأن هذه الإجراءات لا تساعد على تشجيعهم للتصويت، والعديد من المسلمين يعتبرون أنه من الصعب أن يعيشوا في فرنسا هذه الأيام».