احتدمت حدة الحرب الكلامية بين السودان وجنوب السودان على خلفية الأزمات والخلافات بين البلدين، فى الوقت الذى أعلنت فيه الخرطوم أنها ستعامل رعايا جارتها الجنوبية كمواطنين أجانب، بدءاً من الاثنين المقبل، بينما وافق الرئيس السودانى عمر البشير، على مقترح عقد قمة ثنائية تجمعه مع رئيس دولة جنوب السودان سيلفاكير، مؤكدا أهمية عقد هذه القمة «وقتما يتم التحضير الجيد لها».
وأعلنت وزارة الداخلية السودانية أنه بحلول الاثنين المقبل، سيعامل أبناء دولة جنوب السودان كـ«رعايا أجانب»، حيث تنتهى فترة توفيق أوضاعهم فى الشمال.
وقال اللواء أحمد عطا المنان، مدير الإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية بوزارة الداخلية السودانية، اليوم الجمعة،إن السودان خاطب كل دول العالم بأن المستندات التى بحوزة أبناء دولة جنوب السودان أصبحت «غير مبرئة للذمة». وناشد المنان أبناء دولة الجنوب المقيمين فى السودان بأهمية الإسراع فى توفيق أوضاعهم. ولايزال يوجد مئات آلاف الجنوبيين يعيشون فى الدولة الشمالية ولديهم أنشطة فى مختلف المجالات ويواجهون مصيرا صعبا بعد قرارات الخرطوم بتطبيق شروط الرعايا الأجانب عليهم، وهو ما قد يثير أزمة جديدة بين البلدين.
وفى الوقت نفسه، أعلن وسيط الاتحاد الأفريقى بين السودان وجنوب السودان، ثابو مبيكى، عن لقاء سيعقد بين رئيسى البلدين رغم إلغاء موعد أول للقائهما بعد مواجهات حدودية.
وبعد اجتماع استمر ساعتين مع الرئيس السودانى عمر البشير، لم يعط مبيكى موعدا للقاء الذى كان مقررا عقده الثلاثاء الماضى.
وفيما تطلق المدافع قذائفها على الحدود بين السودان وجنوب السودان، منذ أيام، فإن وسائل الإعلام فى البلدين تطلق قذائفها من خلال حرب إعلامية شرسة، قبل أسبوعين، حيث بدأت الاشتباكات على طول الحدود غير المحددة والمختلف عليها بين البلدين.
وفى محاولة لاحتواء تلك الخلافات، اقترح الاتحاد الأفريقى - الذى استضاف محادثات بين الجانبين فى أديس أبابا هذا الأسبوع دون التوصل لاتفاق - «الوقف الفورى لجميع أشكال الدعاية الإعلامية السلبية والأعمال العدائية».