لأن من حقهم أن يجربوا «الحبر الفسفورى»، الذى كان السمة الأساسية لأصابع «الكبار» فى الأشهر الماضية، ولأنهم شاركوا فى الثورة، ودخلوا مع آبائهم لجان الانتخابات، قررت «حضانتهم» أن تمنحهم الحق فى ممارسة «ديمقراطية من سنهم» فيها انتخابات ومطالب ووعود انتخابية.
وعلى غرار ما كان يفعله بابا وماما فى الانتخابات البرلمانية، وقفت زينة محمد (3 سنوات) أمام دفتر أثبتت فيه حضورها بشخبطة اعتبرتها إمضاء، ثم علمت على «الأسد»، وطبقت الورقة، وفى صندوق يجلس إلى جواره الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وضعت «زينة» الورقة، ثم عادت لغمس إصبعها فى حبر فسفورى لونه «بمبى»، وبذلك تكون قد انتهت من أداء واجبها الانتخابى.
«زينة» هى واحدة من ضمن 88 ناخبا عليهم أن يختاروا ما بين الأسد أو الفيل، فى انتخابات أجرتها لهم حضانة بالتجمع الخامس، لتعلمهم قواعد لعبة «الديمقراطية».
المنافسة بين الأسد والفيل بدأت منذ أسبوع، مثلت إحدى المدرسات دور الأسد، والأخرى دور الفيل، وعرضت كل منهما برنامجها الانتخابى وما سوف تقدمه للطلاب إذا اختاروها فى الانتخابات، فى محاولة من الحضانة لتعليم الأطفال كيفية اتخاذ القرار الانتخابى.
تقول شيرين إبراهيم، صاحبة الحضانة: «أردنا أن نربى لدى الأطفال المزاج الانتخابى، ونزرع فيهم منذ الصغر قيمة الاختيار على أساس المنطق وليس العاطفة».
خلال أيام الانتخابات امتلأت الحضانة ببوسترات للأسد وأخرى للفيل، وأقامت الحضانة مناظرة بين المدرستين ومؤيدى كل منهما، لحسم الاختيار لدى الناخبين من الأطفال، وفى تلك المناظرة تفاجأت شيرين إبراهيم بعقلية هؤلاء الأطفال الذين دائما ما يفاجئون آباءهم، وقالت: «فوجئ الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح بالأطفال يسألون المرشحتين عما إذا كانتا ستوفران لهم احتياجاتهم من المياه واللبن واللعب، وبدأوا يقارنون بداخلهم بين المزايا، وعلى هذا الأساس اختاروا وبرروا اختيارهم».