x

محمد أمين الأمان الزائف! محمد أمين الأربعاء 01-04-2020 00:45


بالتأكيد تابع العالم «خناقة الاتحاد الأوروبى»، بعد أن طلبت إيطاليا وإسبانيا مساعدات لمواجهة وباء كورونا.. وهى الخناقة التى تضرب الاتحاد فى الصميم وتهدد بقاءه فى المستقبل.. فلم تكن إيطاليا هى التى انزعجت وحدها من موقف الاتحاد، ولكن العالم كله انزعج تماماً.. وكانت التساؤلات: هل هذا الاتحاد يمكن أن يحرك الأساطيل لنجدة أى عضو فيه، وهو لم يحرك جناح بعوضة لإنقاذ دولة كاد الوباء يفتك بها؟.. وهل هذا الاتحاد مازال صالحًا للبقاء؟.. وإلى أى مدى يمكن أن تصمد إيطاليا فيه؟!

زرت إيطاليا أربع مرات.. وكنت أرى أن إيطاليا أشبه بمتحف مفتوح.. وكنت أشعر بأننى فى مصر.. فالإيطاليون شعب من شعوب البحر المتوسط.. وقد كانت إيطاليا الأقرب لنا دائماً ولشعوب المنطقة.. وعندنا هناك أكبر جالية فى أوروبا، وأسعدنى أن المصريين هناك ضربوا أروع المثل على الوفاء ناحية البلد الثانى.. بعضهم قدم أفكاراً رائعة، فإيطاليا تستحق أن نبكى عليها وأن نساندها وندعمها.. وكان الرئيس السيسى نموذجاً فى دعم الأصدقاء، وأولهم إيطاليا، حين أرسل لها مساعدات طبية عاجلة!

ولا أنسى العبارة التى قالها رئيس وزراء إيطاليا «كونتى» عقب الاجتماع، عندما قال: إن هذا الاتحاد يوشك أن يفقد مبرر وجوده.. وهى عبارة تحمل فى طياتها كلاماً كثيراً.. ولكن السياسيين لا يتهورون فى اتخاذ المواقف والقرارات الدولية.. ولكنها كانت كاشفة لما فى الصدور.. فقد تفرج الاتحاد كله على إيطاليا.. والعلاقات الدولية لا يصلح فيها هذا النوع من العلاقات أبداً.. أحياناً وجودك فى عائلة يعطيك إحساساً وهمياً بالأمان.. وأظن أن هذا الأمان الزائف هو الذى عاشته إيطاليا، وهم يتفرجون عليها!

فلا أريد أن أنفخ فى النار، وأنا أكتب من جديد عن صدمة إيطاليا.. فإيطاليا لا يمكن أن تكتب عنها مقالاً واحداً.. ولا يمكن أن تمر على أزمتها مرور الكرام.. وحتى الفيلم الوثائقى كان عنوانه «شكراً لتخليكم عنا».. معناه أن عشم الإيطاليين فى الأوروبيين كان فوق الوصف.. وبالتالى كانت الصدمة فوق التوقعات.. فإيطاليا لم تخسر معدات ولا عقارات اشتعلت فيها النيران، ولكنها خسرت آلاف البشر فى نكبة لم تحدث فى الحرب العالمية.. وتحتاج عشرات السنين للعلاج النفسى حتى تفيق.. وقد أصبح يضرب بها المثل فى الوباء!

باختصار، هل تشعر إيطاليا أنها «مقموصة» ولا تقبل أى إعانة من أوروبا أو أمريكا.. أم أنها ستجنب هذه المشاعر جانبا ًوتقبلها من أمريكا التى تعرض عليها المساعدة الآن بعد كوبا والصومال؟.. هل تنحى مشاعر الغضب حماية لشعبها، ويصبح بعدها لكل حادث حديث؟! الله أعلم.. فمن يدرى قد تعمل إيطاليا بأصلها كما تفعل مصر، ولا تتمنى لأحد أن تدور عليه الدوائر، فمن يعش أياماً صعبة لا يتمنى لأحد أن يراها أو يعيشها إطلاقاً!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية