بدأت تركيا محاكمة رئيسها الأسبق كنعان إيفرين، منفذ الانقلاب العسكري الذي وقع في 1980، ورفيقه تحسين شاهين كايا، قائد القوات الجوية الأسبق، الأربعاء في أنقرة، وذلك في سابقة تاريخية في تركيا التي استولى الجيش فيها على السلطة ثلاث مرات منذ 1960 عبر انقلابات عسكرية.
ولم يحضر الرجلان المسنان والمريضان الجلسة الأولى من محاكمتهما بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الدولة» من خلال هذا الانقلاب الذي أُعدم فيه نحو 50 شخصًا واعتقل مئات الآلاف.
وقال إيفرين إنه غير نادم على الانقلاب، مجادلًا بأنه أعاد النظام إلى تركيا بعد سنوات من الفوضى قُتل خلالها خمسة آلاف شخص في أعمال عنف اندلعت بين اليمين واليسار، وقال في كلمة عام 1984، بعد عام من تسليم الحكم لحكومة مدنية: «هل ينبغي أن نطعمهم في السجون طوال سنوات بدلًا من إعدامهم؟».
وانضمت حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، والبرلمان والمعارضة، إلى 350 فردًا وجماعة على الأقل بوصفهم مدعين في القضية كأطراف متضررة، مما يعني أن شكاواهم ستوضع في الاعتبار خلال المحاكمة ومرحلة إصدار الحكم المحتمل.
وتجمع مئات المتظاهرين أمام قصر العدل، استجابة لدعوة العديد من الأحزاب اليسارية الصغيرة، للمطالبة بتحقيق العدالة لضحايا الانقلاب، ورفعوا لافتة كُتب عليها «ضمير الانقلابيين أمام القضاء»، كما رفع بعضهم صور رفاق لهم قُتلوا في السجن.
وقد بدأت الجلسة الأولى في محاكمة قادة انقلاب في تركيا بحضور العديد من نواب الأحزاب الرئيسية الممثلة حاليًا في البرلمان التركي، والذين ادعوا بالحق المدني ضد الانقلابيين.
كان الجيش أطاح ثلاث مرات بحكومات منتخبة في أعوام 1960 و1971 و1980، باسم الدفاع عن المبادئ العلمانية للجمهورية التركية، التي أرساها مصطفى كمال أتاتورك، كما أبعدوا حكومة نجم الدين أربكان الإسلامية عام 1997.
لكن انقلاب 12 سبتمبر 1980 كان الأكثر دموية، حيث اعتقل خلاله مئات الآلاف الذين أدين نحو 250 ألفًا منهم، وعوقب 50 بالإعدام، كما توفي العشرات في السجن جراء التعذيب، وقد اضطر أيضًا عشرات آلاف الأتراك إلى الهجرة.