اعتاد الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن) خلال زياراته الدائمة إلى القاهرة، خلال حكم الرئيس السابق حسنى مبارك، الإقامة فى «قصر الأندلس» بمصر الجديدة، لكن المشهد فى مصر تغير بعد الثورة تغيرا جذريا، لمسه «أبومازن» فى هذه الزيارة تحديدا، إذ لم يستطع الاقتراب من «قصر الأندلس»، لأن الحالمين بخلافة مبارك يتوافدون عليه ليلا ونهارا لسحب أو تقديم أوراق الترشح، بعدما أصبح مقرا للجنة العليا لانتخابات الرئاسة، الأمر الذى جعله يشد الرحال إلى «دار الضيافة» فى شارع الثورة.
أوضح مصدر دبلوماسى فلسطينى أن الرئيس الفلسطينى كان يقيم فى قصر الأندلس أثناء زيارته لمصر دائما، ولكن استقبال قصر الأندلس مرشحى الرئاسة حال هذه المرة دون إقامته، لافتا إلى أن «مصر اضطرت إلى إيجاد مقر إقامة بديل له وهو قصر دار الضيافة، الذى يجرى فيه جميع لقاءاته، ومنها استقبال رئيس المخابرات المصرية مراد موافى، ورئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسى، وممثلى الكنيسة».
ويمتلك قصر الأندلس أرشيفاً تاريخياً، فيذكر أنه كان المكان المفضل لإقامة الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات خلال زيارته للقاهرة، ثم من بعده خلفه «أبومازن»، كما استقبل أيضا سلفاكير ميارديت، رئيس دولة جنوب السودان، وعددا من المسؤولين الأفارقة والأجانب. وتم تطوير وتوسيعه بعد ثورة 1952، وكان مجرد فيلا تابعة ليهود مصريين سافروا بعد الثورة وصادرته الدولة وانضم للممتلكات العامة بعد قرار التأميم الذى اتخذه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
يتكون «قصر الأندلس»، الذى يقع على بعد أمتار من قصر العروبة مقر الرئيس السابق، وعلى بعد أمتار من قصر دار الضيافة - من جناحين يضم الأول ثلاثة طوابق وهو مفروش بأثاث مودرن وليس ملكياً وهو ما يتفق فيه مع قصر دار الضيافة، ويختلفان فيه عن باقى القصور التى بها أثاث ملكى. الى ذلك وفى إطار زيارته لمصر، التقى «أبومازن» الثلاثاء الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى مشيخة الأزهر، وتناول اللقاء تطورات الأوضاع فى فلسطين، والقضية الفلسطينية وجهود المصالحة، والوضع المقلق فى مدينة القدس المحتلة