مع اشتعال أزمة صرف الحوالات الصفراء أمام البنوك، قرر محمد سمير «27 عاما» الاستفادة من تلك الأزمة فى تحسين دخله، بعد أن لاحظ تجمهر عدد كبير من أصحاب الحوالات أمام أحد البنوك المجاورة فى شارع التحرير، ففكر فى شراء عدد كبير من الأكواب البلاستيكية، وعمل شاى لأصحاب تلك الحوالات الذين يقفون لساعات طويلة على أقدامهم.
محمد الذى يعمل مندوباً فى مكتب توظيف يقع أمام البنك، لم يتصور شدة الإقبال عليه منذ أول يوم عمل، فالزحام ساعده على إنجاز مهمته وهى تحقيق عائد أكبر من ذلك الذى يحصل عليه من عمله الأصلى. ولكى يوفق بين العملين قسم محمد يومه بين عمله الأساسى وعمله المؤقت، بعد أن سمحت له صاحبة المكتب فى استخدام أدوات المطبخ والخروج للوقوف أمام البنك يوميا: «بعد الإقبال الشديد عليا منذ أول يوم استأذنت صاحبة المكتب فى استخدام أدوات المطبخ، وإنى أفتح بدرى واقفل متأخر، عشان أستفيد من وجود الناس، وبعد ما وافقت بدأت أقسم وقتى، أصحى بدرى الساعة 6 أفتح المكتب وأجهز الأدوات والشاى والكوبيات، وأبدأ فى البيع، وبين الحين والآخر أتابع الشغل فى المكتب».
ومع بداية دخول فصل الصيف والموجة الحارة التى تشهدها البلاد حاليا، وقف محمد بـ«جردل» صغير ممتلئ بزجاجات المياه الباردة وبدأ يوزعها مجانا على كبار السن: «بدأ فصل الصيف بموجة حارة جدا والناس دى كلها كبيرة فى السن وبقت تقع على الأرض بسبب الزحام الشديد والدخول فى الاشتباكات، وفيه منهم اللى بينام قدام البنك، فقررت إنى أسقع لهم زجاجات مياه وأوزعها عليهم مجاناً لأن الحكومة شكلها مش هتحل الأزمة دلوقتى».
مساعدات «محمد» لم تتوقف عند هذا الحد لكنه قرر أن يفتح المكتب الذى يعمل فيه ليستقبل كل الاستفسارات والشكاوى من المواطنين أمام البنك، خاصة من كبار السن ليكون بذلك هو الدليل والمرشد الوحيد لهم بعد أن تركتهم الجهات المختصة دون رد على أسئلتهم: «بدأت أساعد الناس اللى مش لاقيين حد يرد عليهم وفتحت لهم المكتب، وأى حد عنده استفسار عن مكان البنوك باحاول أساعده لأنى بتخيل إن ممكن والدى أو والدتى يكونوا فى مكانهم، لكن أنا أتمنى تدخل الحكومة عشان الناس دى تعبت بجد».