هى جريمة من «نوع خاص» التى جرت تفاصيلها فجراً، الأربعاء الماضى، القتيلان بطل مصر سابق فى تنس الطاولة وصلت سنوات عمره الى «96 عاماً».. وزوجته رفيقة العمر «92 عاماً».. سنهما وضعف قوتهما لم يكونا «مانعاً» أو «شافعاً» عند قاتليهما، أو المتهمين بقتلهما. الجريمة وقعت فى مكانين مختلفين تفصلهما أمتار قليلة.. الضحية «حلمى نجم» تنتهى حياته على يد «قاتليه» فى منزلهم قبل أن يحصلوا على مفاتيح شقته ويصعدوا إلى شقته ليجدوا زوجته جالسة على مقعدها وقبل أن تسأل «مين».. تجد من يقترب منها ويلف حولها «كوفية» ويكتب السطر الأخير من حياتها.. وبعد دقائق يحمل المتهمون جثمان القتيل من منزلهم ويلقون به إلى جوار جثة زوجته.. القتل استغرق 12 دقيقة وانتهى بسرقة 4 هواتف محمولة قديمة، باعوها جميعا بـ120 جنيهاً.. الجريمة كانت «سهلة وصعبة» على «أمن الجيزة» بإشراف اللواءين أحمد سالم، مدير الأمن، وكمال الدالى مدير الإدارة العامة للمباحث.
المتهم بالقتل «47 سنة».. وشريكاه زوجته «30 سنة» وابن خالها «17 سنة».. المتهم الأول هو «الرئيسى» فى هذه الجريمة والمخطط لها والمنفذ بمعاونة شريكيه.. شاب ممتلئ الجسم.. صحيفته الجنائية تقول إنه سبق اتهامه فى 8 قضايا.. تنوعت بين التموين والمخدرات.
«أنا مش عارف قتلت الحاج حلمى إزاى» ــ هكذا يقول المتهم وهو يتحدث بهدوء ــ أنا استأجرت الشقة من 6 سنوات وكل شهر بادفع الإيجار 800 جنيه وأحياناً بادفع «مقدم».. سافرت الإمارات من سنوات.. وكانت حياتى المادية ممتازة.. لدرجة أنى تركت «مخبز» لأشقائى الستة دون مشاركتهم فى إيراداته.. وكنت بانفق عليهم.. أنا خرجت من ثانوية عامة بعد وفاة والدى.. وتوليت العمل فى المخبز.. ومن حوالى «12 سنة» سافرت الإمارات وكنت باتولى إحضار مصريين من مختلف التخصصات للعمل هناك.. تزوجت من 6 سنوات وكانت زوجتى معى.. وتعرضت لعملية نصب فقدت فيها «تحويشة العمر».. وعدت إلى مصر من 5 شهور.
علاقتى بـ«الحاج حلمى» ممتازة ــ المتهم يواصل ــ كنت أبعت له الفلوس من هناك.. ولما أكون فى مصر هنا.. أخبط على باب الشقة ويفتح الباب ويقولى: «خش يا أستاذ عصام».. وأدخل أشرب حاجة وأديه الإيجار وأمشى.. وكمان زوجته ست طيبة جداً.. المهم أنا رجعت وكان معايا حوالى 18 ألف جنيه.. وخلصت منى فى الشهور اللى فاتت.. حتى لما رحت لإخواتى وقلت لهم إن ظروفى وحشة.. ومش معايا فلوس.. استغربوا.. وقالوا «مش معقول».. وكانت صدمتهم طبيعية.. لأنى كنت بانفق عليهم وهدايا وملابس وكانوا بيحسبوا إنى «باكدب» عليهم.
الأسبوع اللى فات.. حوالى قبل الجريمة بـ4 أيام.. رجعت من بره.. لقيت «مراتى» بتعيط.. ومنهارة.. وقالت لى: أنا مش هاستحمل.. أنا تعبت.. تخيل إن الحاجة صفية.. خبطت على الباب بشكل غريب وأنا كنت فى «الحمام».. وفتحت لها وقالت لى: «هتدفعوا الإيجار ولا هنطردكم..» وزعقت لى.. وده كان قدام جارتنا.. وأنا مش هاستنى لازم نتصرف.. وبعد كام ساعة.. اتصلت بى على التليفون وقالت لى عايزين الإيجار».
أنا كنت محتار أعمل إيه.. ونزلت على المخبز.. وأنا مؤجره من سنين بـ1800 جنيه.. وكان المبلغ بيروح لإخواتى بعد وفاة أمى من 10 سنين.. المهم رحت لإخواتى وادونى 400 جنيه.. ومشيت وبالصدفة.. قابلت الواد «حلمى» يقصد المتهم الثانى فى الجريمة وهو ابن خال زوجته ــ لقيته نايم فى الشارع ومعاه شنطة هدومه.. أصل الواد حلمى ده أبوه وأمه «منفصلين».. المهم أخدته على البيت عندى.. وإحنا فى الطريق قالى.. مالك يا عم عصام؟ قلت له مادفعتش الإيجار.. وصاحبة البيت زعقت لمراتى ولازم ندفع الإيجار النهاردة.. ورد: «إزاى تزعق لبنت عمتى».. إحنا ممكن نعمل أى حاجة ونلم الدور ده.
وصلنا البيت عندى واتفقنا أنا وهو ومراتى على سرقة الحاج حلمى ومراته.. الحاج حلمى كان بينزل كل يوم من الساعة 4 الفجر إلى 5 الفجر يشترى الجورنال.. أو ياخدهم من البواب مش عارف.. بس الراجل متعود من سنين ومن «معاشرتى» ليه.. إنه بينزل فى الوقت ده وكنت بأحس بخطواته.. المهم.. قلت لـ«مراتى».. إنت تفتحى الباب والراجل طالع.. وتدخليه البيت وإحنا نتصرف معاه.
الساعة عدت 4 الفجر ــ المتهم لايزال وبهدوء يروى تفاصيل الجريمة ــ والراجل كان طالع ومراتى فتحت الباب.. وقالت اتفضل يا عم حلمى خد الإيجار.. ودخل وقعد على الكرسى مستنى.. وأنا خرجت له أنا وحلمى.. وهو وقف وقال لو مفيش آجى فى وقت تانى.. أنا جريت عليه ومسكته كتفته.. وكتمت نفسه.. وقاومنى ووقعته على الأرض.. وقلت لحلمى.. امسك معايا يا حلمى.. وحلمى داس على إيدين الراجل وأنا فضلت كاتم على نفسه.. الوضع ده استمر 7 دقائق كاملة.. لقيته قطع النفس ومات فى أيدينا.. أخدت من جيبه مفاتيح شقته وطلعنا على فوق.. فتحنا انا وحلمى.. لقينا الست قاعدة على كرسى.. وكانت الصالة «ضلمة».. وقالت مين.. وبسرعة الواد حلمى كان لابس «كوفية».. لفها على رقبتها.. وشدينا قصاد بعض.. والست متحركتش من على الكرسى.. وماتت فى 5 دقائق.. وقلبنا الشقة بس كنا خايفين.. لقيت 2400 جنيه.. و4 موبايلات.. بس قديمة.. المهم جرينا على شقتى وشيلنا جثة «عم حلمى» وطلعناها شقته ورميناها فى الصالة وقفلنا الباب ومشينا.
أنا نزلت عادى.. اديت «الواد حلمى» 100 جنيه.. وأخدت حمام.. ونمت.. آه جالى نوم.. والساعة عشرة الصبح نزلت أنا ومراتى وحلمى.. لفينا فى وسط البلد وبعنا الموبايلات فى محل بالجيزة وجابت 120 جنيه مش أكتر.. وأكلنا كشرى.. واشترينا حاجات.. ورجعنا.. وعلىّ الساعة 4 العصر.. «الدينا اتقلبت».. ومراتى قالت لى الشرطة جت.. المهم خبط على ضابط شرطة عرفت انه النقيب أحمد فاروق، معاون مباحث الطالبية.. وقالى معلهش.. إحنا آسفين بس فيه جريمة قتل فى العمارة وهناخد منك كلمتين.. وقالى انت كنت فين من الساعة كذا للساعة كذا.. وفهمنى أن «العمارة» كلها اتسألت.. والمهم مشى.. وأنا اطمنت شوية.. ورحت تانى وسط البلد وسألت على تذاكر سفر للإمارات.. ورجعت على البيت وتانى يوم.. لقيت ضابط تانى جه.. عرفت انه العميد جمعة توفيق.. وقالى احنا عايزينك فى كلمتين يا أستاذ عصام.. وقالى إنت قلتلنا إنك كنت للساعة 12 بالليل عند صاحب المخبز وهو قالنا إنك قعدت معاه ساعتين.. كنت فين؟.. وأثبت لنا.. قلت مش عارف أنا كنت با تمشى.. وسألنى أنت دفعت الإيجار.. والإيصال فين.. وارتبكت.. وقلت له أنا هاقول على كل حاجة.. وقلت إن «مراتى» كانت نايمة وملهاش علاقة بالموضوع.. لكن «الواد حلمى» استجوبوه لوحده وقال إنها «سحبت» الحاج وإحنا خلصنا عليه وكانت عارفة اننا هنأذيه.. وأنا قلت الكلام ده قدام اللواء محمود فاروق والعقيد محمد عبدالتواب و«مثلته» كمان أمام وكيل النيابة محمد الطماوى.
مش عارف ايه اللى حصل ولا عملت كده ازاى.. لا مركزتش فى عمر الحاج حلمى وانه قرب يوصل 100 سنة.. كان هدفى إنى أقتله وبس عشان أسرقه.. وأنا باكتفه من إيديه.. قالى فى ايه يا «أستاذ عصام».. فى إيه يا «أستاذ عصام».. طول عمره يقولى يا أستاذ عصام.. وأنا كنت باقوله يا حاج حلمى أو يا عم حلمى.. لكن فى المرة الأخيرة.. «مردتش» عليه».