كوسيلة للتغلب على زحام القاهرة ونقص البنزين والوقوف فى طوابير طويلة للتموين، استطاع عدد من الشباب استخدام الدراجة كوسيلة مواصلات، للتنقل بسرعة والإفلات من طوابير البنزين، هذا ما أكده مصطفى حسين، أحد مؤسسى نادى القاهرة للدراجين، أحد مستخدمى الدراجة فى تنقلاته داخل وخارج القاهرة. ففى الوقت الذى عانى فيه أصحاب السيارات من الوقوف فى طوابير طويلة منتظرين دورهم لتموين سياراتهم، اشتد تمسك مستخدمى الدراجات بوسيلة تنقلهم البسيطة التى لا تحتاج للبنزين ولا تتعرض لأزمات المرور.
فعندما عرف مصطفى من خلال الدراسات أن القاهرة تحتاج لـ5 ملايين لتر بترول، وتصدر 48 ألف طن ثانى أكسيد الكربون فى اليوم الواحد، قرر ألا يدخل سباق البحث عن البترول، واشترى دراجة وبدأ بها رحلاته من وإلى عمله الكائن فى المعادى.
مصطفى يسكن فى وسط البلد، لكنه يتحرك بالدراجة داخل وخارج القاهرة، وقال: «بروح بيها المريوطية والهرم والزمالك والمهندسين، وسافرت بيها للعين السخنة والإسماعيلية والفيوم والساحل الشمالى». مؤكدا أنه لا يزال متمسكا بموقفه من السيارة، ورغم احتياجه لها قرر مقاطعتها والصمود لآخر لحظة دونها.
أحمد الضرغامى شاب آخر لم يكتف بركوب الدراجة فى الطرق العامة، ففضل أن يأخذها معه للمترو، أحمد يعمل مهندسا، ومهتم بمجال البيئة، ومن خلال سفره خارج القاهرة تعرف على الدراجة كوسيلة مواصلات، وفى اليابان رأى الضرغامى السيدات يحملن شنطة على ظهورهن، وبعد خروجهن من باب المترو يفتحنها ويخرجن منها «دراجة» ليركبنها، فقرر أن يشترى شنطة مثيلة ويقوم بالفعل نفسه، وقال: «النساء هناك حركتهن كثيرة من وإلى مدارس الأولاد وللعمل ثم للمنزل لذا فهن أكثر من يستخدم تلك الدراجة».