انتقدت قيادات كنسية وقبطية قيام جماعة الإخوان المسلمين بترشيح المهندس خيرت الشاطر، لرئاسة الجمهورية، واعتبروه محاولة منهم للسيطرة على الحياة السياسية فى مصر، وضربة للقوى المدنية وخطوة تزيد العداء بين الشارع والجماعة، داعين «الإخوان» إلى العودة إلى ما تعهدت به سابقا.
وقال الدكتور أندريا زكى، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، إن تلك الخطوة لن تكون فى مصلحة حزب الحرية والعدالة، وطالب جماعة الإخوان بالالتزام بمواقفها السابقة، خاصة طرح مرشح من الجماعة للرئاسة.
وأضاف زكى فى تصريح لـ«المصرى اليوم» أن لجنة السنودس الإنجيلى ستجتمع اليوم الاثنين، لتتخذ موقفاً واضحاً بخصوص تمثيل الطائفة فى تأسيسية الدستور، وموقفها من اللجنة كلها.
من جانبه، قال الأنبا يوحنا قلتة، المعاون البطريركى للأقباط الكاثوليك، أن جماعة الإخوان حرة فى اختيارها، ولكنه أكد أن الوضع السياسى فى مصر يزداد صعوبة وغموضاً وتشابكاً، وأضاف: إن الشعب المصرى هو الخاسر من كل تلك الصراعات وكل التيارات السياسية تبحث عن مصالحها الخاصة.
من جانبه، أكد القمص صليب متى ساويرس، عضو المجلس الملى العام بالكنيسة الأرثوذكسية، أن طرح خيرت الشاطر قرار خاص بجماعة الإخوان المسلمين، وفى النهاية سيختار الشعب المصرى الأصلح له، وإن كانت تلك الخطوة تنقص من رصيد الجماعة لدى الشارع، وأضاف: الكنيسة لن تؤيد مرشحاً بعينه، وستترك الحرية للأقباط لاختيار من يرونه مناسباً لذلك المنصب الرفيع.
من جهة أخرى، انتقد الدكتور شريف دوس، رئيس هيئة الأقباط العامة، قرار الترشيح، ووصفه بالـ«ضربة القوية» لكل القوى المدنية، واستئثار الإخوان بكل روافد الحكم فى مصر، ولكنه سيؤدى لانقسامات داخل الجماعة على مستوى القمة والقاع، وأشار إلى أن المقصود بتلك الضربة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، الذى يحوز على ثقة شباب الإخوان، وبعض قيادات الجماعة، وفى النهاية ستؤدى تلك الخطوة إلى تغليظ العداوة بين الشارع المصرى وجماعة الإخوان المسلمين. طالب «دوس»، الجماعة بالعودة إلى الصالح الوطنى، حتى لا يأخذونا إلى منحى خطير فى الحياة السياسية.
وأشار المستشار أمير رمزى، عضو لجنة العدالة الوطنية، إلى أنه كان يتوقع تلك الخطوة من جماعة الإخوان، التى تريد السيطرة على السلطة فى مصر، وإن كانت ستعود عليهم بشكل سلبى، خاصة وسط تزمر شعبى وسياسى، وسيعطى الفرصة للمرشحين الليبراليين، ويأخذ من أصوات المرشحين الإسلاميين.
وقال جون طلعت، منسق مبادرة الإنذار الطائفى المبكر، إن جماعة الإخوان، ستخسر كل شىء، بعد أن اعتقدت أنها ستكسب كل شىء، وهم يعيدون سيناريوهات الماضى، برغبتهم فى السيطرة على مصر كلها، لكنهم سيخسرون الشارع المصرى، وهو العامل الأول والأساسى فى الحياة السياسية.