x

زحام شديد على قبر البابا شنودة.. والدير يستعين بالشرطة لتنظيم الزيارة

الجمعة 30-03-2012 18:10 | كتب: حمدي قاسم, ياسر شميس |
تصوير : محمد هشام

تواصل الزحام، الجمعة ، على قبر البابا شنودة بدير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون للأسبوع الثانى، إذ توافد الآلاف لزيارة القبر بصورة تعيد مشاهد الزحام حول الدير لوداع البابا إلى مثواه الأخير بالدير يوم 20 من الشهر الجارى.

وأرجع القمص إفرايم، مسؤول العلاقات الخارجية بالدير، الزحام إلى تنظيم الكنائس فى جميع أنحاء البلاد رحلات للأقباط لزيارة قبر البابا، وهو ما جعل اليوم الأكثر زحاما منذ رحيله. وتوقع أن تستمر الزيارات حتى ذكرى الأربعين، مشيراً إلى أن وجود أعداد كبيرة جداً من الزائرين دفع إدارة الدير إلى طلب الاستعانة بالشرطة لتنظيم عملية الدخول، ومواجهة الزحام الذى لم يتمكن بسببه بعض الآباء القائمين على الدير من الدخول.

وأرجع القمص تادرس الزحام فى يوم الجمعة من كل أسبوع إلى أنه يوم إجازة، ولا يرتبط بطقوس معينة لدى المسيحيين، وأكد أنه يتم يومياً إقامة قداسات فى الدير ويذكر فيها اسم البابا شنودة كأب متنيح.

وتواجد عدد من رجال الشرطة أمام الدير بكثافة بقيادة اللواء رأفت عزيز صليب، مساعد مدير الأمن لمنطقة وادى النطرون وغرب النوبارية، والعميد رفعت خضر، رئيس مباحث المديرية، والعقيد محمد عمار، رئيس فرع البحث بالنوبارية، لتنظيم الدخول والخروج والقضاء على الزحام حول المكان، وتمركزت 4 من سيارات الإسعاف بجوار باب الدير.

وقال محمد مكرم، رئيس الوحدة المحلية لمركز وادى النطرون، إنه تم التنسيق مع جميع الأجهزة لحل أى مشكلات قد تطرأ أثناء الزيارات، وتواجد أحد مندوبى الوحدة المحلية بالدير للتنسيق مع إدارة الدير لحل أى مشكلات، كما قام موظفو الوحدة المحلية بتعديل حركة السير وتوجيه السيارات لأحد الطرق الفرعية لمنع تكدس السيارات داخل المدينة وتسيير الحركة المرورية بها.

وأضاف الدكتور رأفت الربيعى، مدير مرفق الإسعاف والطوارئ بالبحيرة، إنه تم الدفع بـ4 سيارات إسعاف فى منطقة الدير تحسباً لوقوع أى إصابات نتيجة الزحام، وتم إعلان حالة الطوارئ فى نقاط الإسعاف القريبة من منطقة الدير لتكون على استعداد للمعاونة فى حالة حدوث أى مشاكل.

وأكد الدكتور أحمد عبدالخالق، مدير مستشفى وادى النطرون المركزى، أنه تم رفع حالة الطوارئ بالمستشفى لمواجهة احتمالات حدوث إصابات أو اختناقات كما حدث يوم الجنازة، مشيراً إلى أن المستشفى أعد خطة طوارئ لمواجهة الزحام تبدأ بمراقبة طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى، بالتنسيق مع سيارات الإسعاف للإبلاغ عن أى حالات إصابات منذ دخول السيارات فى محيط المنطقة التابعة للمستشفى، وتجهيز 4 غرف عناية مركزة و12 سرير طوارئ تحسباً لحوادث الطرق أو الاختناقات بسبب التزاحم، وعمل نقاط لمتابعة السيارات بعد خروجها من الدير وحتى خروجها من المنطقة.

ومن مدخل مدينة وادى النطرون، بمنطقة الرست على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى، راجت عملية نقل الزائرين بالتوك توك الذين أتوا لزيارة الدير مستخدمين وسائل المواصلات الأجرة، وارتفعت أجرة التوك توك ليبدأ سعر نقل الفرد من 10 جنيهات حسب الوقت، وتبلغ المسافة من الرست إلى الدير حوالى 8 كيلو مترات. وأكد عماد حنا، سائق توك توك، أنه يعمل فى المنطقة منذ 5 سنوات وينقل الزائرين من الرست إلى الدير، والأجرة فى الأيام العادية 7 جنيهات، ولكن معظم سائقى التوك توك فى المنطقة قاموا برفع الأجرة إلى 10 جنيهات منذ بدء توافد الناس على وادى النطرون لزيارة البابا.

ووضعت إدارة المرور علامات إرشادية على الطريق المؤدى إلى الدير لإرشاد الزائرين، وفضل عدد من الزائرين العودة من الزيارة سيراً على أقدامهم.

وأمام الدير تراصت عشرات السيارات والأتوبيسات وسيارات الأجرة والنقل حول المكان، وكان هناك زحام شديد خارج الدير أيضاً لشراء منتجات الدير الذى يقع على مساحة 300 فدان ويقدم منتجات زراعية، وأيضاً شراء البوسترات التذكارية الخاصة بالبابا شنودة ومزار الأنبا بيشوى.

وأمام الدير كانت إحدى السيارات الملاكى قادمة وفيها 6 أشخاص، قالوا إنهم قادمون من منطقة المهندسين بالجيزة لزيارة البابا. وقالت مارى رأفت: «جئت فى سيارة مزدحمة جداً لكننا كنا سعداء لحبنا للبابا»، مشيرة إلى أنها ظلت طوال يومى الأحد والاثنين بعد وفاته تقف أمام كرسيه، وأنها لم تستطع الدخول إليه فى البداية، لكنها طلبت شفاعته حتى تستطيع أن تلقى نظرة الوداع عليه وهو على كرسيه، وتمكنت من الدخول إليه خلال اليومين، وجاءت اليوم لتزور قبره لحبها له، وليذكرها فى صلواته. وتلتقط ابنة عمها، مارجريت سمير، الحديث فتقول للبابا: «وحشتنا جداً يا سيدنا.. وحشتنا ونفسى ترجع تانى»، مضيفة أنها كتبت أمنية شخصية فى ورقة وستقوم بطيها ووضعها على المذبح (التابوت). وتلتقط أختها «جانيت» الحديث: «فراقه صعب عليا، وأمنيتى يعمل لى معجزة، كنت دايخة على الدكاترة والقولون كانت متضخم لعيب خلقى فيه، ورحت لسيدنا فى المقر بالقاهرة، وأرسلنى لطبيبه الشخصى، وذهبت له بعدها فقال لى ربنا يعمل اللى فيه الصالح».

وتضيف أختها ماريان: «كنت بحب البابا أوى، وكنت مرتبطة به روحياً، وأتذكر أننى ذهبت لمقر البابا بالكاتدرائية فى العباسية وطلبت من حارس المقر أن يأتينى بمياه مصلية (أى مياه تم قراءة الصلوات عليها من البابا)، وأتانى بمياه وشربتها، وبعدها أتانى البابا فى المنام، وهو يصلى ويبكى من أجلى، وتم شفائى بعدها».

وفى داخل الدير وأمام المزار كان يوجد طابوران، أحدهما للنساء والآخر للرجال، ويقوم على تنظيمهما عدد من آباء الدير وفرق من كشافة الكنائس.

وكانت إحدى السيدات تجلس على كرسى متحرك، وقالت إن اسمها أم مينا، وإنها جاءت ضمن إحدى الرحلات مع زوجها وأولادها من كنيسة القديسين بالإسكندرية. وأضافت: «لم أستطع أن أزور البابا وهو حى فجاية دلوقت آخد بركة».

وتمنت رضا عجايبى، من القاهرة، أن يمن الله على ابنها وأختها بالشفاء، وأنها صلت لأجل كل المرضى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية