x

«أسرى الداخل» يُحيون ذكرى يوم الأرض داخل السجون ويشكون «ظلم ذوي القربى»

الخميس 29-03-2012 22:18 | كتب: أحمد بلال |
تصوير : other

 

أصدر أسرى الداخل في السجون الإسرائيلية بيانًا، حصلت «المصري اليوم» على نسخة منه، قالوا فيه إنهم يحيون ذكرى يوم الأرض خلف جدران سجون الاحتلال، وقال الأسرى في بيانهم إن «الجماهير القادرة على حماية الأرض والوجود، هي أيضا قادرة، حين تقرر، على تحرير أسرى الحرية»، وأضاف البيان أن «يوم الأرض ليس مجرد حدث من الماضي، بل هو معركة وجود متواصلة وثقافة كفاح ومقاومة شعبية لمشاريع التهويد ونهب الأرض والوطن والاحتلال».

ويعاني الأسرى من فلسطينيي 48، وهم بنظر القانون الإسرائيلي مواطنون يحملون هوية إسرائيلية، من تمييز شديد داخل السجون. المحامي الناشط في مجال الدفاع عن الأسرى، ووالد الأسير راوي سلطاني، قال لـ«المصري اليوم» عبر الهاتف، إن أسرى الداخل اعتقلوا نتيجة موقف سياسي في الأساس، و«يعيشون ظروفًا صعبة جدًا وحالة انتقام مستمرة وليست عقابًا فقط، يتم الانتقام منهم يوميًا».

الأساليب الإسرائيلية في التنكيل بأسرى الداخل عديدة، سردت الناشطة في مجال الدفاع عن الأسرى وزوجة الأسير أمير مخول، أمين عام لجنة الدفاع عن الحريات السياسية في مناطق 48 (إسرائيل)، جنان عبده، بعضًا منها، لـ«المصري اليوم» عبر الهاتف من حيفا. قالت: «نرى أقاربنا في السجن من خلف زجاج حاجز ومضاعف، لا يمكن اللمس ولا العناق، والحديث من خلال سماعة هاتف، وغالبًا يكون مع تشويش، وكل ذلك لإفقاد الأسير إنسانيته».

وأضافت جنان عبده إن ذوي الأسرى يتعرضون للكثير من الإذلال والإهانة أثناء الزيارة والتفتيش، وتجبر النساء على خلع ملابسهن أثناء المرور من البوابات الأمنية، ويكون الأهالي في وضع صعب، لأنهم لا يريدون أن يُثقلوا على الأسير الذي ينتظر الزيارة على أحر من الجمر، فلا يكون أمامهم سوى القبول بالتفتيش المهين.

وتشير جنان عبده إلى قيام السلطات الإسرائيلية بسلسلة من الإجراءات إمعانًا في إذلال الأسرى، من بينها منع الصحف ومحطات التليفزيون العربية، المنع من الدراسة في الجامعات المفتوحة، منع الحصول على طعام من العائلة في الزيارات، وحتى منع الحصول على صور لمناظر طبيعية لأماكن، لقطع السجين عن كل تواصل مع العالم خارج جدران السجن، ومع بلدته وبيته، وإلغاء كل معانيهم بالنسبة للأسير، هذا بالإضافة إلى منع الأسرى من الحصول على علاج من خارج السجن، ومن إجراء الفحوصات الطبية.

ودعا أسرى الداخل في بيانهم إلى «تكامل الأدوار بين كل الأطر والمؤسسات والحركات التي تعمل في قضية الأسرى، وذلك ضمن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وعلى مستوى شعبنا الفلسطيني وندعو إلى بلورة مرجعية فلسطينية عليا لتحرير الأسرى وذلك ضمن منظمة التحرير الفلسطينية، تمثل كل الشعب الفلسطيني بمن فيه فلسطيني الـ48».

وقال المحامي فؤاد سلطاني، إن فلسطينيي 48 سيركزون في إحيائهم لذكرى يوم الأرض على قضية أسرى الداخل «لأنهم يعيشون في الفترة الأخيرة في ظل تضييق كبير»، وأضاف سلطاني في حديثه لـ«المصري اليوم»: «شعارنا في يوم الأرض: الحرية لأسرى الحرية».

وتابع سلطاني: «نحن كعرب 48 لا نجد الاهتمام الكافي من قبل السلطة الفلسطينية، التي لا ترى في نفسها ممثلة لهذه الشريحة من الفلسطينيين التي بقت في أرضها ووطنها وفرضت عليها الهوية الإسرائيلية، ربما هذا من وجهة نظرهم يعطينا بعض الحقوق أكثر من الفلسطينيين في أماكن أخرى، ولكن هذا غير صحيح، نحن نعاقب عدة مرات، مرة على ما قمنا به وأسرنا بسببه، ومرة أخرى على الخيانة من وجهة نظر إسرائيل، ومرة بسبب تخلي السلطة الفلسطينية عننا لكوننا نحمل الهوية الإسرائيلية، وبالتالي نحن لا فلسطينيتنا ساعدتنا ولا حملنا الهوية الإسرائيلية أسعفنا».

وللأسباب السابقة تقول جنان عبدة: «ليس صدفة أن نجد غالبية الأسرى القدامى الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 25 و30 عامًا هم من أسرى الـ48».

وحذر الأسرى في بيانهم من الاستمرار في تجاهل أسرى الداخل في عمليات التبادل مؤكدين أن «أسرى الـ48 هم في صميم وقلب قضية أسرى الحرية وليسوا على هامشها كما تتعامل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينيّة. فأسرى الـ48 ليسوا قضية إسرائيلية داخليّة، بل مسألة فلسطينيّة وعربيّة بامتياز.. إن حقنا نحن فلسطيني الـ48 وحق أسرى الـ48 لا يخضع لاعتبارات خط أخضر احتلالي، ولا اعتبارات اتفاقيات أوسلو، بل ينبثق من حق الشعب الفلسطيني- كل الشعب الفلسطيني- بالوطن وعليه».

وقال محمد ميعاري، أحد قيادات لجنة الدفاع عن الأراضي التي قادت إضراب يوم الأرض عام 1976، من حيفا لـ«المصري اليوم» عبر الهاتف: «أوسلو والسلطة الفلسطينية أثرا على وضعنا، لابد من ربط قضية فلسطينيي 48 بالضفة وغزة، قالوا لنا إن هذا يؤثر سلباً على السلطة والمفاوضات مع إسرائيل، لذلك عندما تحدث صفقة أسرى إسرائيل تقول إن عرب 48 ليسوا جزءًا من الفلسطينيين، السلطة لم تحرر أسيرًا واحدًا من الداخل، من الذين حوكموا بسبب القضية الفلسطينية، وقد قمنا بعمل وثيقة حيفا التي تستعرض وضع عرب الداخل وقلنا فيها إن القضية تبدأ في 48 وأي حل لا يتناول القضية بهذا المنطق لن يتوصل لنتيجة إيجابية».

ووصف أسرى الداخل في بيانهم تعامل السلطة الفلسطينية معهم بأنه «ظلم ذوي القربى»، وطالبوا لجنة المتابعة العربية، التي تضم كل الأطر السياسية العربية في إسرائيل، بتشكيل وفد رسمي للقاء الرئيس الفلسطيني أبو مازن ومطالبته بتحمل كامل المسؤوليات تجاه أسرى الـ48، وأولًا الأسرى الذين مضى على اعتقالهم ما يقارب الثلاثة عقود، ومطالبة الحكومة الإسرائيلية بالإفراج عن أسرى الداخل، وإقامة مهرجان وطني حاشد في يوم الأسير الفلسطيني يُعلن من خلاله برنامج نضالي وتحرك شعبي محلي ودولي وإشراك كل الأطر السياسية والأهلية والشبابية والطلابية والحقوقية وعائلات الأسرى.

تقول الناشطة جنان عبده لـ«المصري اليوم»: «إسرائيل تتبع سياسات على أرض الواقع تهدف إلى تجزئة الشعب الفلسطيني وتقسيمه حسب مناطق جغرافية وسنوات الاحتلال، فتتعامل مع أسرى الـ48 الذين بقوا على أراضيهم أو هجروا داخل حدود ما يسمى بإسرائيل على أنهم مواطنين إسرائيليين وتحاول أن تتعامل بشكل مختلف (بالمعنى السلبي) معهم عن الفلسطينيين الأسرى في المناطق التي احتلت عام 67 والضفة وغزة والقدس»، وتضيف جنان: «في السجن الموجود به زوجي أمير مخول يتم فصل أسرى الداخل والقدس عن أسرى الضفة وغزة بمعنى أن إسرائيل تقول إن القدس جزء من إسرائيل».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية