تشهد الذكرى السادسة والثلاثون ليوم الأرض الفلسطيني، التي تحل الجمعة، مظاهرات في حوالي 60 دولة، تحت عنوان «مسيرة القدس الدولية»، لإحياء ذكرى اليوم وتسليط الضوء على الانتهاكات التي تتعرض لها مدينة القدس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وحذرت إسرائيل سوريا ولبنان من أي محاولات لاقتحام الحدود معها في ذكرى يوم الأرض، حيث أعلنت قوى فلسطينية وعربية في سوريا ولبنان والأردن اعتزامها التوجه بمسيرة القدس في الدول الثلاث إلى الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، على غرار ما حدث في ذكرى النكبة في 15 مايو الماضي.
وكثفت إسرائيل استعداداتها الأمنية لمواجهة أي اقتحام محتمل للحدود من جانب الحدود السورية واللبنانية والأردنية، ومع قطاع غزة والضفة الغربية.
وينظم نشطاء فلسطينيون ومصريون في القاهرة مظاهرة في ذكرى يوم الأرض، بدعوة من الهيئة الوطنية لحماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني- ساحة مصر، تحت عنوان «مسيرة القدس الدولية – مصر»، عصر الجمعة في ميدان التحرير، يتخللها كلمات لممثلي القوى المشاركة، التي ستصدر في نهايتها «نداء الأرض».
وتنظم قوى فلسطينية بمشاركة نشطاء دوليين مسيرة القدس الدولية في مدينة القدس المحتلة، الجمعة، وكثفت قوات الأمن الإسرائيلية من تواجدها في مطار (بن جوريون) في محاولة لعرقلة مشاركة نشطاء دوليين في المسيرة.
من القدس، قال المطران عطا الله حنا، أحد الداعين للمسيرة، لـ«المصري اليوم»، عبر الهاتف: «سننظم مسيرة القدس في المدينة المحتلة، ونشارك في استقبال الإخوة الذين سيحضرون للمشاركة فيها»، وعن المسيرات الدولية قال حنا: «هناك تنسيق وتواصل وهدف واحد من كل هذه المسيرات، وإن تعددت المواقع التي تتم فيها إلا أن هدفها واحد وهو إبراز القضية الفلسطينية، والقدس، ومعاناة الشعب الفلسطيني، هذه تظاهرة سلمية وطنية حضارية هادفة لدعم الشعب الفلسطيني والتنديد بممارسات الاحتلال».
وتابع المطران حنا: «نكبة الشعب الفلسطيني لم تكن فقط عامي 48 أو67 وإنما هي نكبة مستمرة ومتواصلة حتى اليوم وإن كان ذلك بصور وأشكال متعددة، إلا أن النكبة مازالت قائمة والقدس محاصرة وشعبنا يضطهد ويستهدف في كل يوم وما أكثر النكبات والنكسات التي حلت بشعبنا».
وفي الداخل الفلسطيني، دعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية إلى عدد من الفعاليات في يوم الأرض، منها مسيرات مركزية ستنطلق في دير حنا والنقب ويافا، ومسيرات محلية في المناطق التي سقط منها شهداء في يوم الأرض عام 1976، كفر كنا، عرابة، سخنين والطيبة.
وقالت لجنة المتابعة في بيانها، الذي حصلت «المصري اليوم» على نسخة منه إن ذكرى يوم الأرض تأتي في ظروف «لا تقل خطورة عن يوم الأرض الأول، بل إن مخططات التهويد والمصادرة وهدم البيوت تأخذ منحى جديدًا في هذا العام».
وقال البيان إن: «أساليب المؤسسة الإسرائيلية لا تختلف في القدس عنها في المثلث والجليل ومدن الساحل، فهدم البيوت بحجة عدم الترخيص، وتضييق مسطحات نفوذ بلداتنا العربية مازال على أشده، والحكومة نفسها التي ترفض المصادقة على الخرائط الهيكلية المقترحة من قبل سلطاتنا المحلية منذ ستة عقود ونيّف، والهدف مفضوح، ألا وهو المزيد من مصادرة أراضينا العربية الخاصة والعامة».
ورفعت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب في صفوفها في كل أنحاء إسرائيل، استعدادًا لفعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض غدًا في المناطق المحتلة عام 1948، و«للتصدي لأي سيناريو أو حدث متوقع أو غير متوقع حتى البالغ الصعوبة منه»، بحسب بيان الشرطة الإسرائيلية.
وحذرت الشرطة الإسرائيلية في بيانها من أنها «لن تسمح لأي طرف أو جهة كانت بأي محاولة لأي خرق أو إخلال بالقانون والنظام بما فيه إغلاق محاور سير مرورية وطرقات».
الناشطة الفلسطينية، جنان عبدة، قالت لـ«المصري اليوم»، من حيفا، عبر الهاتف: «الأرض هي قضيتنا الأساسية، والصراع على الأرض هو صراع تاريخي مع الحركة الصهيونية، وهو صراع على البقاء الفلسطيني والهوية وتثبيت الحق الفلسطيني، وإحياء يوم الأرض سنويًا هو دليل على وجودنا كفلسطينيين لم يغادروا أرضهم عام 48، وهو تأكيد على حقنا في أرضنا وأن لا تقادم تاريخي في الحق، وأن تمسكنا بأرضنا حق شرعي».
وأضافت جنان عبده أن «جيل النكبة والأجيال التي جاءت بعده نجحت، رغم كل محاولات طمس الهوية وتهويد المكان والسيطرة في أن تمرر الرسالة للأجيال، أن هويتنا كرامتنا وأرضنا كرامتنا».
وتابعت الناشطة الفلسطينية: «لنا نحن فلسطيني الـ48 الباقين على أراضينا أو المهجرين في الداخل الفلسطيني، أهمية خاصة لأننا الشهود على الجريمة، ونحن أيضًا نقف بالمرصاد لممارسات إسرائيل وندفع الثمن المباشر بالاقتلاع والتهجير والسجن، إن استمرار إحياء يوم الأرض لهو أكبر دليل على فشل إسرائيل في محو ذاكرتنا وتاريخنا، الذي حاولت بكل الطرق أن تمحوه، وهو أيضًا تصدي لمحاولات إسرائيل الدائمة باقتلاعنا من أرضنا، فسياسات الاقتلاع مازالت سارية المفعول وتنفذ في النقب خاصة هذه الأيام وتتمثل في مخططات جديدة تقترحها الحكومة كمخطط برافر الذي لا يختلف عن خطة كينيج في السبعينيات التي أرادت تهويد الجليل، واليوم يتم تهويد النقب».
وقالت جنان عبده: «المسيرات الدولية والتوجه نحو القدس فيها رسالة واضحة أن قضيتنا قضية عادلة وأننا ضحايا وأصحاب حق، لكننا نناضل أيضًا ولا نجلس مكتوفي الأيدي، وإلا ما كان العالم تضامن معنا ومع قضيتنا العادلة، وأن الشعوب تتضامن مع الشعوب الأخرى.
وأولًا وأخيرًا فإن القدس عربية وحقنا فيها وعليها كما على كل فلسطين، وأن حق العودة ليس شعارًا وليس قرار أمم متحدة، بل هو إمكانية قائمة يجب تطبيقها. وأن العودة طبيعية وشرعية وما هو غير شرعي هي دولة الاحتلال التي تفصل بيننا وبين امتدادنا العربي الطبيعي والشرعي».