أثار قرار حظر استخدام برنامج «سكايب» المستخدم فى إجراء المكالمات الدولية عبر إنترنت المحمول تخوفات كبيرة لدى خبراء ومتعاملين حول إمكانية امتداد هذا الحظر ليشمل منع استخدام تقنيات نقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت بشكل عام.
وخفف مسؤول بارز بالجهاز القومى لتنظيم الاتصالات من حدة تلك المخاوف، وأشار إلى أن القرار يحظر استخدام البرنامج الأشهر حول العالم عبر شبكات المحمول، غير أن القرار فى مضمونه يشير إلى أن الحظر يمتد لأى برنامج آخر له نفس خصائص «سكايب».
وقال المصدر الذى رفض الكشف عن اسمه إن نقل الصوت عبر الإنترنت المعروف باسم voip أو «voic over IP» غير مسموح بتقديمه سوى من خلال الشركة المصرية للاتصالات التى تحتكر الخطوط الأرضية فى مصر، لكنه لم يجزم بإمكانية استمرار السماح بتكنولوجيا نقل الصوت عبر الإنترنت الثابت ADSL.
ويعتقد الخبراء أن تكنولوجيا نقل الصوت عبر الإنترنت بدأت عام 1995 عندما شرعت إحدى الشركات «vocaltec» فى استخدام شبكة الإنترنت فى إجراء اتصالات صوتية بجودة تقل عن الهاتف الأرضى لكن بحلول عام 1998 زاد معدل استخدام هذه البرامج بمقدار 1٪ ارتفعت إلى 3٪ عام 2000 ثم أخذت منحنى تصاعدياً هائلاً عام 2005.
ويرى المهندس أحمد العطيفى، نائب رئيس شركة الأهلى للاتصالات، الخبير بمجال الإنترنت أن شرعية استخدام الإنترنت فى نقل الصوت بمصر أمر غير واضح وملتبس بشكل كبير، فعلى الرغم من أن المصرية للاتصالات هى الجهة الوحيدة التى لها الحق فى تقديم الاتصالات الدولية فإن البرامج المشابهة لـ«سكايب» تستخدم بشكل علنى، كما أن الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات «أغمض» عينه عنها طوال الفترة الماضية.
وفيما تهكم عدد كبير من مستخدمى برنامج «سكايب» على قرار الحظر عبر منتديات ومواقع إلكترونية كثيرة، أشار العطيفى إلى أنه لا يتفهم فلسفة حظر استخدام البرنامج عبر شبكات الإنترنت المحمول خاصة أن هواتف المحمول الذكية تدعم استقبال شبكات الواى فاى «إنترنت لاسلكى» ومن ثم سيكون بإمكان أى فرد استخدام برنامج سكايب من أى مكان توجد فيه شبكة «واى فاى» دون الحاجة لإنترنت المحمول.
وأقر الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات أنه لا توجد إمكانية لحظر أى تكنولوجيا بشكل كامل، خاصة وأنه بإمكان أى فرد استخدام «سكايب» عبر الواى فاى دون الحاجة لأن يكون هناك خط محمول داخل الهاتف وهو أمر بالغ الخطورة أمنياً، لأنه يتيح استخدام الاتصالات فى أعمال غير مشروعة دون رقابة - وفق ما يؤكد مصدر بالجهاز.
وتستخدم الشركة المصرية للاتصالات تكنولوجيا نقل الصوت عبر الإنترنت فى الاتصالات الدولية من خلال كود يطلق عليه «101» يتم فتحه بعد الساعة الحادية عشرة مساء بتعريفة أقل من تعريفة تكنولوجيا الاتصال التقليدية، وذلك بحسب المهندس عماد الأزهرى، نائب الرئيس التنفيذى للشركة.
ويشير المهندس طلعت عمر، المدير العام السابق لشبكة معلومات الشركة المصرية للاتصالات، إلى أن قرار حظر استخدام «سكايب» يعد ردة إلى الوراء ويسير فى عكس تيار التطور فى العالم، لافتاً إلى أن العالم يتوسع فى استخدام تلك التكنولوجيا فيما مصر تتجه لحظرها.