شهدت حركة الملاحة الجوية في أنحاء القارة الأوروبية اليوم الأربعاء استئنافا بطيئا بعدما تسببت سحابة الرماد المنبعث من بركان أيسلندا في شل حركة الملاحة الجوية لعدة أيام، فيما مددت سلطات النقل الجوي الألمانية حظرا جزئيا على الرحلات الجوية حتى الثامنة من صباح اليوم.
وذكرت الهيئة الأوروبية لمراقبة الحركة الجوية أنه سمح لشركات الطيران إدارة الرحلات وفقا لقواعد الطيران البصرية حيث يتولى الطيار، وليس برج المراقبة الأرضي، مهمة اتخاذ القرار خلال الرحلة.
ومن المتوقع أن تجري العمليات بشكل طبيعي في أربعة مطارات ألمانية مستثناه من الحظر وهي مطارات بريمن وهامبورج وبرلين تيجل وبرلين شونفيلد. وقال مسئولون إن هناك "فرص جيدة" بأن يعاد فتح المجال الجوي الألماني بالكامل بحلول مساء اليوم.
كانت الرحلات الجوية قد علقت بسبب مخاوف من أن يتحول الرماد البركاني إلى مادة زجاجية داخل محركات الطائرات ويعطلها.
وفي أيسلندا أعلنت هيئة الأرصاد الجوية صباح اليوم الأربعاء أن البركان المزعج ينثر فقط القليل من الأدخنة والرماد، وذكرت أن سحب الدخان تراجعت إلى ارتفاع 3 كيلومترات بدلا من ارتفاع 11 كيلومترا منذ أيام قليلة.
وأفاد خبراء الأرصاد بأن اتجاه الرياح في المنطقة تغير في المنطقة ليوجه الرماد شمالا بدلا من توجهه شرقا ناحية أوروبا، في الوقت الذي رفعت فيه أغلب الدول الأوروبية الأخرى حظر الرحلات الجوية، وأعادت بريطانيا، إحدى الدول الأسوأ تضررا بسحابة الرماد، فتح مجالها الجوي في وقت متأخر أمس الثلاثاء .
وقالت سلطات الطيران المدني البريطانية إنه جرى رفع حظر الرحلات الجوية بعد إعادة تقييم المخاطر، ولكن يمكن أن يظل الحظر في مناطق معينة والتي يوجد بها تركيز من الرماد "بمستويات غير آمنة بالنسبة للطائرات".
وتعمل شركات الطيران الآن على معالجة مشكلة تراكم مئات الآلاف من المسافرين العالقين في المطارات في أنحاء العالم. وذكرت سلطات السلامة الجوية الأوروبية (يورو كنترول) أنه جرى فتح 75% من المجال الجوي الأوروبي أمس الثلاثاء .
في السياق نفسه، قال رئيس المنظمة الدولية للطيران المدني «إيكاو» المكسيكي «روبرتو كوبيه جونزاليز» إن سموات الدول الأوروبية باتت آمنة الآن أمام الطائرات، وذلك في رده على أسئلة لصحفيين عقب اجتماع عقد في مقر الأمم المتحدة مع الأمين العام للمنظمة الدولية «بان كي مون» أمس الثلاثاء.
من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي «برنار كوشنير» اليوم الأربعاء أن الاتحاد الأوروبي لم يتصرف بصورة جيدة حيال أزمة السفر التى تسببت فيها سحب الرماد الناتجة عن ثورة البركان فى أيسلندا.
وقال كوشنير لإذاعة «فرانس إنفو»: "أوروبا لم تتصرف جيدا ويتعين علينا تعديل التعليمات المتعلقة (بمثل هذه الحالات). لقد كانت حالة غير مسبوقة".
يأتي انتقاد الوزير الفرنسي للتعامل الأوروبي مع أزمة الرحلات الجوية في الوقت الذي أعلن فيه رئيس المنظمة الدولية للنقل الجوي «اياتا» أن شركات الطيران خسرت 1.7 مليار دولار بسبب سحابة الرماد البركاني المنبعثة من بركان أيسلندا.
وقال «جيوفاني بيسينياني» خلال مؤتمر صحفي في برلين إن حجم الأرباح الفائتة لشركات الطيران المتضررة بلغ 400 مليون دولار في اليوم في ذروة أزمة إغلاق المجال الجوي الأوروبي. وكانت «اياتا» قد قدرت سابقا هذه الأرباح الفائتة بـ200 مليون دولار في اليوم، في وقت أغلقت فيه أوروبا الشمالية بالكامل مجالها الجوي منذ نهاية الأسبوع الماضي.
وأوضح «بيسينياني» أنه إضافة إلى الأرباح الفائتة تضاف الكلفة التي تتحملها الشركات لتامين مأوى وطعام وأحيانا وسائل نقل أخرى للمسافرين المحتجزين، ما يوحي بان الكلفة الإجمالية ستتخطى 7،1 مليار دولار، داعيا الحكومات الأوروبية إلى "تحمل مسؤولياتها" ومساعدة شركات الطيران التي تواجه "ظروفا قاهرة".