رفضت مسودة قرار القمة العربية التي ستنعقد في بغداد الخميس، أي تدخل أجنبي في سوريا، ولكنها طالبت بمحاسبة المسؤولية في الأمن والجيش السوري عن ارتكاب «انتهاكات في حقوق المدنيين ترقى إلى الجرائم الإنسانية»، فيما أعلنت دمشق مسبقًا أنها لن تتجاوب مع أي قرار تصدره القمة يتعلق بأزمتها.
ونقل تليفزيون «المنار» اللبناني المملوك لحزب الله، عن مصدر سوري لم يسمّه، قوله إن سوريا سترفض أي مبادرة تصدر عن القمة العربية التي ستنعقد في بغداد، تتعلق بالوضع في سوريا التي تواجه أزمة مستمرة منذ أكثر من عام، ضد الرئيس بشار الأسد.
ونقلت «المنار» عن المصدر قوله «سوريا سترفض أي تعامل مع مبادرة تتعلق بالوضع السوري تصدر عن قمة بغداد».
وانعقد مجلس وزراء الخارجية العرب في بغداد الأربعاء، غداة اجتماع وزراء الاقتصاد، في إطار التحضيرات للقمة العربية الدورية الثالثة والعشرين التي تستضيفها العاصمة العراقية.
وقال مشروع القرار إن «الدول العربية لها موقف ثابت يقوم على الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية وتجنيبها أي تدخل عسكري».
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض الحكومات العربية والغربية إلى التدخل عسكريًا في سوريا بما في ذلك إقامة منطقة حظر طيران فوق سوريا بأكملها لحماية المدنيين.
واستخدمت روسيا والصين حق النقض «فيتو» في مجلس الأمن لمنع صدور قرارين كانا سيدينان حملة قوات الأسد على المتظاهرين التي تقول الأمم المتحدة إنها أودت بحياة أكثر من تسعة آلاف مدني.
ودعا مشروع قرار الوزراء العرب إلى وقف العنف في سوريا «من أي مصدر كان»، ووضع آلية مراقبة محايدة، وعدم التدخل الأجنبي، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين دون إعاقة، والدعم القوي لمهمة المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا كوفي عنان.
وفي نفس الوقت أدان مشروع القرار «الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين».
وفي إشارة إلى الاعتداءات في حي بابا عمرو في مدينة حمص بوسط سوريا قال مشروع البيان إن «مجزرة بابا عمرو والمقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى إلى الجرائم الإنسانية وتتطلب مساءلة المسؤولين عن ارتكابها».
ولم تدع سوريا لحضور القمة العربية في بغداد، وكانت الجامعة العربية علقت عضوية سوريا العام الماضي وسبق أن دعت إلى تنحي الأسد.