بدأت بعض شركات السياحة، في الإعلان عن أسعار برامج رحلاتها لعمرة شهر رمضان المبارك، والتي سجلت ارتفاعات غير مسبوقة بلغت 130% مقارنة بالعام الماضي، بعضها بدأ من 41 ألف و900 جنيه لعمرة العشر الأواخر من الشهر الكريم، ووفقا لما أعلنت عنه إحدى الشركات السياحية الخاصة، فيما بلغ أعلى سعر أعلنت عنه شركات السياحة التابعة للقطاع العام 25 ألف و600 جنيه وبلغ أقل سعر 6600 جنيه في غرف تسكين رباعي وخماسي وبدون وجبات.
وبرر خبراء ارتفاع أسعار العمرة إلى عدم وجود غرف كافية بمكة المكرمة والخوف من التخلف الذي يحدث بين المعتمرين، فعلى سبيل المثال أعلنت شركة "مصر للسياحة" إحدى شركات القطاع العام أن أسعار رحلاتها لعمرة رمضان، تبدأ من 6600 جنيه للفرد للعمرة التي تبلغ مدتها 9 ليال، يقضي منها أربع ليال في المدينة المنورة، والباقي في مكة المكرمة بفنادق فئة 3 نجوم بغرفة تسكين رباعي وخماسي وبدون وجبات في المدينة المنورة وبإفطار في مكة المكرمة وأن السفر سيكون يوم 9 رمضان والعودة يوم 18 رمضان.
وبلغ أعلى سعر لبرنامج العشر الأواخر من رمضان في شركات القطاع العام 25 ألف و600 جنيه للفرد في غرفة مفردة شاملة وجبتي الإفطار والسحور على أن يكون السفر من القاهرة يوم 16 رمضان والعودة 29 رمضان عقب ختم القرآن في المسجد الحرام، فيما أعلنت إحدى الشركات التي تنظم رحلات للصفوة والأغنياء أن أسعارها لعمرة العشر الأواخر تبدأ من 41 ألف و900 جنيه.
وتراوحت أسعار البرامج التي تم الإعلان عنها حتي الآن والتي تبلغ مدتها نصف شهر بنحو 16 ألف و800 جنيه وسيكون السفر للأراضي المقدسة يوم 16 رمضان والعودة يوم 30 رمضان والبرنامج شامل وجبة الإفطار، ويؤدي المعتمر صلاة أكثر من 40 فرض في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ويحضر ليلة القدر وختم القران في رحاب المسجد الحرام بمكة المكرمة، لكن اشترطت الشركات في هذا البرنامج أن يكون التسكين في غرف مزدوجة، كما وضعت شروطا علي كافة البرامج مفادها أنه في حالة تطبيق أي زيادة علي تذاكر الطيران أو الرسوم الحكومية، يتحملها المعتمر وتضاف على قيمة الرحلة، وفي حالة فتح خط القاهرة ـ المدينة يتحمل المعتمر الراغب في السفر الي المدينة مباشرة فرق السعر في تذكرة السفر.
وبلغت أسعار العمرة ذات العودة غير المميزة أي التي يعود فيها المعتمر بداية من يوم 5 شوال والبالغ مدتها 20 ليلة 9900 جنيه للتسكين الثنائي و8900 للتسكين الثلاثي، فيما بلغت أسعار البرامج التي يزور فيها المعتمر مكة أولا ويحضر ختم القرآن الكريم في المدينة المنورة مابين 17 ألف و600 جنيه للغرفة المفردة و7500 جنيه للغرفة الرباعية في الفنادق التي تبعد عن الحرم 600 و800 متر.
من جانبه، أكد «عادل هيكل» عضو الجمعية العمومية لغرفة الشركات السياحية أن هناك أسباب لهذا الارتفاع في أسعار العمرة يأتي في مقدمتها أن 70% من فنادق مكة المكرمة التي كان ينزل فيها المصريون خلال السنوات الماضية تم هدمها في إطار خطة التطوير بمكة المكرمة، هذا السبب أدي إلى ارتفاع رهيب في أسعار الغرف الفندقية في بقية الفنادق والتي وصلت إلى أرقام لم نكن نسمع عليها من قبل، فعلى سبيل المثال الأسعار الخاصة التي طرحتها إحدى المجموعة التى تؤجر عدد من الفنادق في مكة المكرمة والمدينة المنورة تراوحت ما بين 33 ألف إلى 39 ألف ريال سعودي للغرفة في الفترة من 20 إلى 30 رمضان، ومن 70 ألف ريال إلى 95 ألف ريال سعودي للجناح في فنادق «جراند زمزم»، وبلغت الغرفة في فندق مكة هيلتون في ذات الفترة من 50 ألف إلى 57 ألف ريال، فيما وصلت إلى 60 ألف ريال في فندق المروة روتانا وهذا يعني أن سعر الغرفة في اليوم الواحد يصل إلى 9 آلاف جنيه مصر في الليلة.
وقال هيكل إن هناك أسباب أخري لارتفاع الأسعار منها أن الوكلاء السعوديين لا يريدون أن يعملوا في البرامج الشعبية الخاصة بالبسطاء والتي تتراوح أسعارها ما بين 6 ألاف و10 ألاف جنيه لأنهم اكتشفوا أن نسبة التخلف بين المعتمرين المصريين تكون من بين هذه الشريحة، لذا فهم لا يرغبون في إصدار تأشيرات كبيرة لهذه الفئة خوفا من حدوث تخلفات تؤدى إلى إغلاق وكالاتهم.
من جانبه، قال «سيف العماري» أمين صندوق الاتحاد المصري للغرف السياحية وعضو الجمعية العمومية لغرفة الشركات إن برامج العمرة التي تبدأ من 40 ألف جنيه وأكثر لا تمثل أكثر من 5% من جملة المعتمرين، وهذه الفئة تمثل فئة الوزراء والوزراء السابقين ورجال الأعمال وكبار المسؤولين والفنانين والفنانات ولاعبي كرة القدم، وهؤلاء يطلبون خدمات مميزة تتكلف كثيرا فبعضهم يطلب أجنحة خاصة يرى من خلالها الطائفيين حول الكعبة ويطلب نوعية خاصة من الأكل في الإفطار والسحور.