x

أكبر قادة «الحر» في الشمال: ماهر الأسد يستخدم قاذفات الصواريخ لفض المتظاهرين

الإثنين 26-03-2012 18:34 | كتب: شيماء عادل, سارة نور الدين |
تصوير : اخبار

أخبار القتلى والجرحى من حوله، لم تمنع الرائد أنس إبراهيم، الضابط المنشق عن الفرقة الرابعة التى يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس بشار، من الابتسام والتفاؤل، كما عهده الجميع، فقد كان مع جنوده يستعدون للانقضاض على هدف جديد، بعدما نجح فى أول أيام قصف مدينة إدلب، فى إتلاف دبابتين وبعض الآليات العسكرية التابعة لجيش الأسد.

انشق «إبراهيم» عن الجيش فى بداية الثورة، رافضا أوامر قتل المتظاهرين والمدنيين العزل، حتى صار أكبر قادة الجيش الحر، قال: «أنا من إدلب، لكن أهلى هم كل السوريين فى درعا أو حماة أو حمص، ولن أطلق النار إلا فى وجه جيش النظام وشبيحته». بعد علمه بوجودنا فى بلدته الحدودية، قرر استقبالنا، فانتهزنا الفرصة لإجراء هذا الحوار معه، فالرجل لا يستقر فى مكان واحد، وهو دائم التنقل بين كتائب الجيش الحر فى المحافظات، وإلى نص الحوار:

ما الذى تم إنجازه من أهداف للجيش الحر فى محافظة إدلب التى تتعرض للقصف المكثف منذ أيام؟

- ما نرصده من أهداف جيش الأسد، نحاول بقدر ما استطعنا وبإمكانياتنا الضئيلة، أن ندمره، دمرنا آليتين عسكريتين يوم السبت 10 مارس، وهو اليوم الأول لبدء قصف إدلب، كانت عبارة عن دبابة وعربة مشاة «بى. إم. بى»، كما دمرنا دبابة أخرى صباح ثانى أيام قصف المدينة، وما نحققه من إنجاز على الرغم من صغره بالنسبة للحشد العسكرى حول المدن المنكوبة يزيد من عزيمتنا ويجعلنا نصمم على زيادة استهدافنا لجيش الأسد القاتل.

أنت منشق عن جيش الأسد، أخبرنا عن طبيعة تسليح هذا الجيش، وكيف تواجهون تلك الآليات الضخمة بأسلحتكم الخفيفة؟

- نعلم تماماً ماهية الأسلحة التى يمتلكها الأسد، نهاجم جيشه بإيماننا، ونستغل نقاط الضعف والأخطاء التى يقع فيها الجنود حال ارتباكها، فليست لديهم أى تكتيكات تخفى علينا، وكثير من أفراد الجيش الحر منشقون عن جيش الأسد، وبالتالى فإننا نعلم كيف يفكرون، وأسلوبهم فى القتال معروف لدينا، أما عن أسلحتنا فهى خفيفة جداً، ولا نمتلك دبابات ولا طيران، لكننا نمتلك عقيدة وأقسمنا أمام الله بالدفاع عن أهلنا وأطفالنا والمدنيين العزل.

ماذا لو سقطت مدينة إدلب المحاصرة فى يد النظام السورى وأصبحت مركزاً له لضرب القرى والمحافظات المجاورة؟

- منذ بدأنا الثورة كنا نظن أن «الأسد» وجيشه يفكرون ولديهم عقلية استراتيجية، لكن ما تأكدنا منه بعد الأحداث الأخيرة من هيستريا القتل والقصف، هو أنهم لا يمتلكون أى فكر عسكرى، فالجيش لا يعمل بعقيدة ولا استراتيجية، بل بهمجية، ما يزيد من أخطائه، والإنسان الهمجى لا يفكر، بل يرتكب الأخطاء، ونحن نعتمد على هذه الأخطاء لنربح الأرض ونحرر الوطن.

ماذا لو سقط ريف إدلب هو الآخر فى قبضة النظام.. كيف ستتحركون وهو فى طريقه لإحكام قبضته على الحدود؟

- موقف إدلب مشابه لكل المدن السورية المنكوبة، ولا سمح الله، إذا تمكن جيش «الأسد» من التمركز فى إدلب وجعلها موقعاً لتوجيه ضربات لمناطق أخرى، فلدينا خطط لنقل مواقعنا وقتالنا إلى محافظة حلب وريفها، وسنفتح جبهة أخرى للمواجهة. ونؤسس حالياً لقواعد جيدة للجيش الحر فى مدينة حلب وريفها، بدأت هذه التحركات بعد المجازر التى ارتكبها النظام فى حمص والرستن ومؤخراً إدلب، حلب حتى الآن مظاهراتها قليلة جداً وسلمية، إلا أن المداهمات مستمرة والاعتقالات والتعذيب وحتى القتل بواسطة الشبيحة. لكن عزل مدينة حلب عن سيطرة النظام سيؤدى إلى انتهاء هذا النظام اقتصادياً، فمدينة حلب أهم معاقل الاقتصاد الذى ينهبه النظام، وبالتالى فنقل المواجهات هناك يعتبر خطتنا الإستراتيجية المقبلة لقطع يد نظام «الأسد».

ما حقيقة الفرقة الرابعة وكيف يتعامل ماهر الأسد مع الجنود وكيف يأمرهم بالقتل والترويع؟

- الفرقة الرابعة تعتبر «مافيا» الجيش النظامى، ومن اليوم الأول لاندلاع المظاهرات فى درعا بدأ التصعيد العسكرى لضرب المتظاهرين بمنتهى القوة والقسوة، وما يحدث فيها هو مجرد سرقة للجيش السورى، الذى من المفترض أن يدافع عن السوريين لا أن يبيح دماءهم وأعراضهم.

كيف يتعامل الجيش مع المدنيين.. وكيف رأيت ذلك عندما كنت داخله؟

- ماهر الأسد، أمر فرقته بضرب المتظاهرين بقاذف الصواريخ «ثرى بى جى» وبقذائف «آر بى جى»، هل يعقل أن يتم رمى الناس العزل فى الشوارع بقاذفات الصواريخ والدبابات؟ العقلية التى يعمل بها الجيش السورى تتعامل مع المواطنين السوريين باعتبارهم «جراثيم»، والتعليمات التى تلقاها قادة الجيش أن استعمال جميع الأسلحة ضد المدنيين مباح، فالجيش السورى مصنوع لحماية النظام وليس الشعب السورى.

ما الدور الذى تتوقعه من قيادة الجيش الحر الموجودة خارج سوريا، وكيف ترى أهمية هذا الدور بعيداً عن أرض المعركة؟

- الضباط المنشقون هم أمل الجيش السورى بعد تحرير البلاد من الاحتلال الأسدى، ولدينا بعض العتاب على الضباط المنشقين الموجودين خارج حدود الوطن، وهم مقيدون أيضاً خارج موقع القتال، لكننا نحاول أن نصنع نوعاً من التنسيق بيننا وبينهم، فمصطفى الشيخ ورياض الأسعد، يمثلان قمة الوطنية، وهما أول الضباط المنشقين، ويعملان وفق المعطيات المتاحة أمامهما، لكننا نأمل أن يكثفا جهودهما لدعمنا فى الداخل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية