قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن جماعة الإخوان المسلمين «تدعم قوتها في مصر بتحدياتها للجيش»، مشيرة إلى أن الجماعة تتحدى وتواجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة بشكل واضح الآن، وتحاول زيادة سلطاتها على النظام السياسي في المقابل.
وأضافت الصحيفة الأمريكية على الصفحة الرئيسية لموقعها الإلكتروني أن النفوذ المتزايد للجماعة أصبح محط الأنظار، خاصة بعد سيطرة الذراع السياسية للإخوان، حزب الحرية والعدالة، جنبًا إلى جنب مع الإسلاميين على اللجنة التأسيسية للدستور، من خلال اختيار البرلمان.
وأشارت إلى مقاطعة الليبراليين واليساريين للجنة، التي انسحب ثمانية على الأقل حتى الآن منها، بعد أن اتهموا الأحزاب الإسلامية بالسيطرة على عملية وضع الدستور برمتها.
ولفتت إلى أن الصدع بين الجماعة، التي كانت محظورة يومًا ما، والجيش بدا واضحًا عندما أصدرت الجماعة بيانًا «لاذعًا» وصفت فيه الحكومة التي عينها المجلس العسكري بالفشل، وشككت في انتخابات الرئاسة المقبلة. وفي المقابل، «أطلق الجيش نيرانه المضادة الأحد بأن استنكر تشكيك الجماعة في المؤسسة العسكرية ونشر مزاعم مفبركة».
ونقلت الصحيفة عن شادي حامد، خبير شؤون الجماعة في مركز بروكنجز الدوحة، قوله إن «المجلس العسكري يدخل مرحلة المرحلة الأخيرة في حكمه بعد أن استتب آخرون لخلافته على السلطة، والآن لم يعد أحد يستطيع إيقاف الإخوان».
وقالت إن بعض المحللين يرون أن المواجهة المتصاعدة يمكن أن تكون خطيرة على مسار الانتقال السياسي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، ورغم ذلك يبدو أن الإخوان «مستعدون لمواجهة الجيش الآن، ولكن من المحتمل أن تتوقف تلك المواجهة قريبًا وتبدأ المراوغة مع قادة المجلس العسكري واستقرار الأوضاع في مصر»، حسبما يرى مارك لينش، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن الأمريكية.
وأوضحت أن بعض قادة الإخوان المسلمين، مثل محمود غزلان، المتحدث باسم الجماعة الذي كان يتحدث عن «خروج آمن للمجلس العسكري منذ أسابيع»، يتحدث الآن عن التجارة التي يسيطر عليها الجيش ويتساءل: «لماذا يجب أن تظل أنشطة شركات تعبئة المياه وشركات الزراعة ومحطات البنزين وشركات تصنيع المنتجات الغذائية التابعة للجيش كلها في السر؟».