حذر السفير الإسرائيلي السابق لدى القاهرة، إسحق ليفانون، من فشل مصر في الخروج من أوضاعها الحالية، إذا خالفت إسرائيل، محملًا مسؤولية ذلك- في حالة حدوثه- لجماعة الإخوان المسلمين.
ووصف «ليفانون» أوضاع مصر الحالية، في حوار مع صحيفة الراي الكويتية، الأحد، بأنها صعبة، محذرًا من إلغاء معاهدة السلام، وقال إن مصر تفهم أن الاتفاقية استراتيجية لكل المنطقة، وذات أهمية في استقرار المنطقة، مضيفًا أن الإخوان المسلمين الذين فازوا في الانتخابات المصرية يبرهنون حتى الآن أن لديهم مرونة أكثر من قبل، وأكد أن الإخوان والسفليين في مصر يريدون «سلامًا في الثلاجة مع إسرائيل».
وقال إن العداء لإسرائيل كان موجودًا في عهد مبارك، فكل النقابات العمالية في مصر رفضت أي علاقة رسمية أو غير رسمية مع إسرائيل والإسرائيليين، وأوضح أنه بعد عام من الثورة تمكنت إسرائيل ومصر من الحفاظ على علاقات مستقرة، واصفًا ذلك بأنه نجاح كبير في ظل العاصفة.
وأوضح «ليفانون» أن التعاون بين إسرائيل والقيادة الأمنية والعسكرية والسياسية في مصر قبل الثورة كان على أعلى المستويات، أما فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية على مستوى العلاقات الثقافية والاقتصادية والزراعية والتبادل التجاري وغيرها فكانت «صفرًا على الشمال»، وأضاف «لم يكن هناك أي نوع من أنواع التعاون باستثناء التعاون الأمني والسياسي مع نظام مبارك».
ونفى وجود خبراء إسرائيليين في الزراعة والاقتصاد يعملون في مصر، وكشف عن أن إسرائيل تدفع لمصر مليار دولار سنويًا مقابل الغاز المصري، نافيًا أن تكون الأسعار اقل من سعر السوق.
وقال: «ندفع لمصر أعلى سعر، ولكنهم يقولون إنهم تحدثوا مع الروس الذين يتلقون أسعارًا أعلى، ولكن نحن قلنا لهم إن الغاز الروسي حتى يصل أوروبا يقطع 4 إلى 5 آلاف كيلومتر، وهذا يحتاج مصاريف، لذلك السعر أعلى وهذا غير موجود لدينا». ووصف السعر الحالي للغاز المصري بأنه أكثر من مناسب ومجدٍ ومربحٍٍ لمصر، وهناك احتمال بعد عامين أن يتم فتح الاتفاقية والنظر في الأسعار.
وحول سيناريوهات الوضع والعلاقات مع مصر، قال «ليفانون» إن مصر دولة مهمة في الشرق الأوسط ولدينا اتفاقية سلام معها، سنبذل كل جهدنا للحفاظ عليها، مؤكدًا أن إسرائيل تتابع عن كثب الوضع في مصر، وأكد أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة أثبتت أن مصر أصبحت دولة ديمقراطية مثل أوروبا وإسرائيل.
وقال إن إسرائيل في أي وضع من الأوضاع ستبقى قوية في المنطقة، وأضاف: إذا التقط الإخوان المسلمين الفرصة ولم يعودوا إلى الخلف كل الأوضاع سوف تتغير للأفضل، وهم يبرهنون حتى الآن أن لديهم مرونة أكثر من قبل، فهم يفهمون أنهم إذا فشلوا اليوم، فلن يتمكنوا من النجاح في الانتخابات المقبلة.