منذ 23 يناير الماضى، جلس ملايين المصريين أمام شاشات التليفزيون، ليتعرفوا على «الوجوه الجديدة» التى وصلت لكرسى البرلمان وظهرت على «الشاشة الرسمية»، بفضل أصواتهم، ووقوفهم فى «طوابير الانتخاب».. جلسوا ليقيسوا «الإنجازات البرلمانية» على «الشعارات الانتخابية»..انتظروا ليشاهدوا مجلسهم التشريعى يتحرك «على مقاس الأمل»، وفتحوا «دفتر الحساب» وسجلوا مع التاريخ، أول سطور «برلمان الثورة».
فى هذا الملف ترصد «المصرى اليوم»، أول 60 يوماً من عمر البرلمان الجديد، وتحاول الإجابة عن السؤال الصعب: ماذا قدم المجلس للمصريين منذ انتخابه وحتى الآن؟، مسترشدين بالجلسات المذاعة على الهواء مباشرة، وتصريحات النواب، و«خناقاتهم»، تحت القبة، وخارج أسوار البرلمان المحاصر بجدران الأسمنت، فى الملف أيضا. تتابع «المصرى اليوم» صلاحيات «برلمان الثورة» و«إنجازه» السياسى والرقابى والتشريعى، منذ أن بدأ وحتى انتهاء اليوم الستين.
..........................................................................................................................
نائب يؤذّن.. وآخر «يتجمّل».. وثالث يرفع «الخرطوش».. وقوانين تنتظر التغيير
بدا المجلس، فى أولى جلساته، متوتراً وعصبياً، وسط حالة من «الفرز» قام بها «النواب أنفسهم»، فبينما اشترط عدد من النواب السلفيين أن يكون «احترام الدستور والقانون بما لا يخالف شرع الله»، أضاف نواب آخرون عبارة «أقسم بالله العظيم أن أحافظ على دماء الشهداء وأهداف الثورة»، ولم تكد تمر حالة الفرز هذه حتى ظهرت أولى مشاكل النواب مع رئاسة المجلس مبكراً، فقام النائب عن حزب الأصالة السلفى، ونائب رئيس الحزب، ممدوح إسماعيل، بالأذان داخل المجلس لصلاة العصر بعد مرور أكثر من 30 دقيقة على موعد الأذان الفعلى، فنهره رئيس المجلس د. سعد الكتاتنى قائلا: «لست أكثر إسلاماً منا، وهناك مسجد يمكنك أن تصلى فيه»
.. المزيد
..............................................................................................................................
«الوفد».. «السقا» يغازل «الكتاتنى».. وعبدالعزيز: دراما رمضان تلهى عن العبادة
لم يختلف كثيراً أداء نواب الوفد، الحزب الثالث من حيث عدد المقاعد فى البرلمان، عن حزبى الحرية والعدالة، والنور الممثلين للأغلبية النيابية.
وتصدر المشهد لنحو ساعة على شاشات التليفزيون، عبر الدكتور محمد السقا (81 عاماً)، الذى ترأس الجلسة الافتتاحية باعتباره أكبر الأعضاء سناً كما تنص لائحة مجلس الشعب، ليردد أبيات شعر حماسية، ويبدى إعجابه بـ«جرس المنصة»، ويمتدح الكتاتنى وهو يتقدم نحو موقع رئيس المجلس ببيت شعر يقول فيه «واثق الخطوة يمشى ملكاً».. المزيد
.................................................................................................................................
«الإخوان»: الكتاتنى يفوز بـ«BMW» و«عسكر» يطالب بـ«مقاطعة الحكومة»
رغم نشأة جماعة الإخوان المسلمين فى 1928، بمدينة الإسماعيلية، إلا أن الجماعة فشلت فى الوصول إلى أى منصب برلمانى، حتى 1976، أى بعد نشأتها بنحو 48 عاماً، حيث بدأت تجربة الإخوان مع الانتخابات البرلمانية، عام 1938 بترشح مؤسسها حسن البنا، كمرشح وحيد للجماعة، إلا أن الإخوان انسحبت وقتها، وفى 1941، ترشح البنا للمرة الثانية، إلا أنه سقط فى الانتخابات، وظلت الجماعة بعيدة عن «القبة»، حتى نجح مرشح وحيد منها هو الشيخ الأزهرى صلاح أبوإسماعيل عام1979.. المزيد
.......................................................................................................................................
«النور»: البداية «صورة على المنصة» وبعد شهرين: المتظاهرون يتعاطون الـ«ترامادول»
كانت البداية فى فبراير الماضى، فبعد مرور أقل من شهر على بداية الجلسات الفعلية، طالب النائب السلفى يونس مخيون، بحجب المواقع الإباحية، فى الوقت الذى كان فيه المجلس يواجه أزمة مجزرة بورسعيد التى راح ضحيتها نحو 74 من الشباب فى واقعة هزت مصر كلها، وفجرت موجة احتجاجات دامية بين الشرطة وآلاف المتظاهرين فى عدة محافظات.
ووسط المناقشات الساخنة للأحداث فى محيط وزارة الداخلية، التى واكبت «مجزرة بورسعيد»، خرج النائب رزق حسان، ليقول فى المجلس «المتظاهرين دول بياخدوا 200 جنيه وشريط ترامادول»، ليضطر الحزب للاعتذار عن تصريحات نائبه بحق المتظاهرين الذين كانت دماء إصاباتهم لا تزال تسيل.. المزيد
.......................................................................................................................................
الأغلبية تطالب بوزارة جديدة.. والجنزورى «لا يركع»
منذ عهد حكومات الأقلية، فى العصر الملكى، لم تشهد ساحات المجلس النيابى المصرى، أى نزاعات بين الحكومة والنواب، فدائما، كانت السلطتان «التشريعية والتنفيذية»، متفقتين. ففى عصر حكومات الأغلبية، كان الوفد هو البرلمان، والوفد أيضاً هو الحكومة، أما فى عصور عبدالناصر والسادات ومبارك، فالحكومة هى الحزب الحاكم، والبرلمان هو الوجه الآخر للعملة، ولا فرق سوى أن تحت القبة «سيادة النائب»، وفى مجلس الوزراء «معالى الوزير».
فى برلمان الثورة، بدا الأمر مختلفاً للغاية، فالحكومة «الجديدة»، لا تزال منزعجة من «هؤلاء» الذين انتقلوا فجأة من مقاعد قليلة للمعارضة، إلى «اكتساح» برلمانى، يتأكد بطلبات إحاطة وأسئلة عاجلة، ولهجة حادة فى التعامل، ومناقشات عصبية، هذه المرة ليست فى الغرف المغلقة «كالعادة»، لكنها على الهواء مباشرة، فى قناة مخصصة لمثل هذا «الظرف التاريخى».. المزيد
.....................................................................................................................................
من «مجزرة بورسعيد» إلى «التمويل» «المشير» مطلوب للبرلمان
«الجيش والشعب إيد واحدة»، هكذا استقبل المصريون «قواتهم المسلحة» فى ميادين الثورة، بعد اشتباكات دامية استمرت لفترة لا تتجاوز نصف الساعة، على الكورنيش، وميدان الشهيد عبد المنعم رياض، احترقت فيها مدرعات عسكرية، لتصل «رسالة الثوار» كاملة، وظهر شعار «الإيد الواحدة».
منذ تولى المجلس العسكرى إدارة شؤون البلاد، فى 11 فبراير 2011، وحتى الآن، ورغم الانتقادات الحادة الموجهة إليه، والمطالبة فى بلاغات رسمية بـ«محاكمة» لرموز المجلس العسكرى، فإن جميع الجهات الرسمية ظلت مغلقة أمام «الإيد الواحدة»، حتى أتى البرلمان مذاعاً على الهواء.. المزيد
..................................................................................................................................
صلاحيات «المجلس الموقر» كل الطرق تؤدى إلى «العسكرى»
فى 19 مارس 2011، دخل الشعب المصرى، سنة أولى ديمقراطية، خلال الاستفتاء على تعديل أقل من 10 مواد من دستور 1971، وبعد إعلان النتيجة، بالموافقة على التعديلات بنسبة أكثر من 77%، عاد دستور السادات، ثم مبارك إلى الحياة مرة أخرى، حتى فوجئ الجميع بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة يصدر الإعلان الدستورى رقم واحد، والذى ألغى عملياً نتيجة استفتاء شارك فيه أكثر من 18 مليون مصرى، وافق منهم 14.6 مليون ناخب على «إحياء» الدستور القديم.. المزيد