رصدت «المصرى اليوم» آلام ومعاناة المواطنين فى رابع أيام إضراب النقل العام فى شوارع القاهرة والجيزة، خصوصا أثناء انتظارهم الأتوبيسات فى محطات ومواقف عبدالمنعم رياض، ورمسيس، وأحمد حلمى، إذ أكد المواطنون أنهم يتعرضون لمغالاة فى رفع الأجرة، كما أنهم يتأخرون عن العمل ويتعرضون للجزاءات. واستنكر عدد من المواطنين، إضراب عمال النقل العام فى ظل الأزمات التى تعيشها مصر وطلبهم زيادة فى الأجور، مطالبين الحكومة المصرية بحل مشكلاتهم حتى لا يصاب المجتمع المصرى بالشلل التام بسبب إضراب النقل العام.
وقال محمد لطفى، أحد العاملين بوزارة الزراعة: إنه تعرض للجزاءات الأربعاء ، الثلاثاء، بسبب تأخره عن الوصول إلى عمله فى الوقت المحدد وهو الثامنة صباحا بسبب غياب أتوبيس النقل العام الذى يستقله من شارع الهرم إلى مقر الهيئة التى يعمل بها بمنطقة الدقى، مستنكرا، موقف سائقى الأتوبيسات الذين يعطلون مصالح المواطنين، ويعرضونهم للجزاءات، وأضاف: «اضطررت لركوب ميكروباص بأجرة إضافية غير التى أخصصها يومياً من راتبى لوسائل المواصلات».
وأكد على عبدالغنى، أحد المواطنين، الذى تحدث بحزن شديد على ما آلت إليه مصر من مشكلات بعد الثورة، وهو ما وصفه بالفوضى رغم أنه مع ثورة 25 يناير، ومع الأهداف التى خرجت من أجلها، مؤكدا على حق سائقى النقل العام فى مطالبهم، التى طالبهم بالانتظار قليلاً حتى تتخطى مصر حاجز الخطر الذى تتعرض له اقتصاديا. وأشار إلى أن الزحام الشديد الذى يعانى منه أثناء انتظاره أتوبيسات النقل العام التى تعمل، قائلاً: ناهيك عن الانتظار بالساعات حتى وصولها، تحت أشعة الشمس.
وقالت سميحة محمد، «60 عاماً»، زوجة لأحد شهداء حرب 73، إنها تعانى من هذه الأزمة منذ أكثر من 5 أيام، مشيرة إلى أن الأتوبيس هو الوسيلة الوحيدة التى تستقلها من البيت وحتى مستشفى القوات المسحلة بالمعادى، نظرا لأنها مريضة، ولم تستطع تحمل وسائل الموصلات الخاصة لدخلها المتوسط، قائلة: «هما عايزين إيه من البلد كفايا خراب لحد كده» وعند سؤالها لأحد العاملين بأكشاك النقل العام بموقف عبدالمنعم رياض عن الأتوبيس رقم 128 المتجه إلى عين شمس رد قائلا «ممكن مايجيش أعملك إيه».
وقال نصر عباس، محاسب قانونى، إن ما يحدث الآن هو حالة من الفوضى التى أعقبت ثورة يناير «فكل من يجد عنده مشكلة خاصة فى العمل يعمل على إثرها احتجاجاً وإضراباً» وهو ما أكد على أنه يؤثر على المواطن فى الشارع تأثيرا مباشرا فأدى ذلك لرفع الأجرة فى وسائل المواصلات البديلة عن أتوبيس النقل العام، وأشار «عباس» إلى أن هذه الأيام تمثل فترة ضغط فى العمل بالنسبة لهم كمحاسبين وعاملين بالضرائب وهذا يؤثر على عملهم.
وعلق، محسن عبدالله، سائق، «56 عاماً»، قائلا إن هؤلاء الموظفين كانت لهم مطالب من قبل وتمت زيادتها. وتساءل لماذا الإضراب الآن، قائلا «البلد ماتتحملش حاجة فى الوقت الحالى»، وأضاف: «المواطن المصرى لا يقدر تحمل أى عبء مادى فى الفترة الحالية، وجاء رفع الأجرة ليكمل المعاناة التى تعيشها القاعدة الأكبر فى البلد، وأضاف «عبدالله»، أنه ينتظر أى وسيلة مواصلات أكثر من ساعة لتقله إلى منزله.
فيما قالت، فتحية صبحى، ربه منزل، «50 عاماً»، إنها انتظرت وسيلة مواصلات لتنقلها من موقف عبدالمنعم رياض إلى مدينة السلام أكثر من 3 ساعات.
موضحة أن مشكلتها ليست فى الاستغلال المادى بالنسبة لسائقى الميكروباص أو سيارات المينى باص، لكن المشكلة الرئيسية الآن هى العطلة التى تجعلنا نعيش فى الشارع بسبب أزمة الإضراب أكثر مما نعيش فى المنزل، مطالبة بأنه لابد على كل من يعمل فى أى جهة حكومية الآن أن يتقى الله فى كل مريض يعانى من هذه الأزمة الكبيرة، حتى يستقر الوضع فى البلد وبعد ذلك كل من عنده أى مطالب يطالب بها لكن لا يجب تعطيل شىء، خاصة إذا كانت وسيلة مواصلات.