x

«المصري اليوم» ترصد هموم محطات وقود بلا بنزين وسيارات تصطف «طوابير»

الأربعاء 21-03-2012 18:31 | كتب: سحر المليجي |
تصوير : حسام فضل

رصدت «المصرى اليوم» تداعيات أزمة نقص الوقود فى محطات البنزين فى العديد من الأماكن فى قلب القاهرة، حيث أكد المسؤولون عن بعض المحطات أنهم لم تصلهم «قطرة» واحدة منذ أيام، فيما كانت المحطات التى تتوفر فيها كميات بسيطة من البنزين والسولار، تتعرض لإقبال كبير من جانب أصحاب السيارات الذين اصطفوا فى طوابير طويلة، على أمل الحصول على «لترات معدودات من الوقود».

وفى محطة بنزين دار الحكمة بشارع قصر العينى، خلت المحطة تماما من أى سيارات، وقال رفعت فراج، المشرف على المحطة، «لم تصل إلينا قطرة بنزين منذ 3 أيام، على الرغم من أننا لا نبيع بنزين 80، ونبيع بنزين 90 و92 و95، إلا أن جميع الأنواع لم تصل الينا، رغم أننا خاطبنا الشركة أكثر من مرة دون فائدة.

من جهته، قال محمود محمد، موظف، الذى كان يقف بجوار سيارته «اضطرتنى ظروف عملى، أن آتى من مدينة سيوة بمحافظة مطروح إلى القاهرة، حيث عانيت معاناة شديدة بسبب أزمة البنزين، واضطررت إلى اللجوء لأكثر من 4 محطات للبنزين، كى أقوم بملء التنك الخاص بسيارتى، ولم يكن هذا هو حالى وحدى، فقد تسببت الأزمة فى توقف الكثير من السيارات والأتوبيسات والميكروباصات، بطول الطريق، بسبب عدم وجود بنزين فيها، بالإضافة إلى حالة التكدس أمام البنزينات، وهو ما تسبب فى حدوث زحام رهيب، زاد من طول فترة السفر المعتادة 4 ساعات كاملة، وكنت أعتقد أنه بمجرد وصولى للقاهرة سأتخلص من الأزمة، لكننى اكتشفت أنها مازالت مستمرة». وفى شارع المبتديان، كان المشهد مختلفا، حيث اصطفت طوابير سيارات النقل، والميكروباصات، خارج المحطة، وهو ما تسبب فى توقف الطريق تماما عن الحركة.

وقال صبرى العليمى، سائق تاكسى: «رحلة عذاب يومية أقوم بها من أجل الحصول على بنزين، من أجل ملء تنك السيارة التى تعتبر مصدر رزقى الوحيد، وفى كل مرة أقف فى الطابور مما يضيع من وقتى من ساعة ونصف إلى 3 ساعات، على الرغم من أننى أشترى البنزين بأغلى من ثمنه فى محطة البنزين نفسها، فلتر البنزين الذى من المفترض أن يباع بـ90 قرشاً أشتريه بـ 100 قرش، لكنه أرخص من أن ألجأ إلى تجار أرض اللواء الذين يبيعون اللتر بـ125 قرشاً، وصفيحة السولار بـ35 جنيها، لافتا إلى أن أزمة البنزين موجودة منذ شهرين، وأن المحطات أصبحت منقسمة إلى نوعين، أولهما لا يوجد به بنزين أو سولار، والثانى فيه زحام شديد جدا بسبب توافر البنزين.

واتفق معه محمد زهدى، سائق نقل، والذى قال «اللى بيحصل فينا ده حرام، أروح شغلى إمتى، إذا كنت بضيع كل يوم ساعتين الصبح فى طابور السولار، وأعمل إيه فى مواعيد تسليم البضائع، كل يوم الصبح أنزل قبل موعد عملى بساعة ونصف من أجل البحث عن محطة فيها سولار، والوقوف فى الطابور من أجل ملء التنك، لافتا إلى أنه كثيراً ما يلجأ إلى محطات وسط البلد، للهرب من محطات البنزين بالمقطم، وكورنيش المعادى، والسيدة زينب والتى قد يصل فيها أعداد السيارات المتوقفة إلى أكثر من 100 سيارة، حتى إنه فى حالة الحصول على السولار، يصبح الخروج من الشارع أمر بالغ الصعوبة بسبب تكدس الطريق وتوقفه تماما عن الحركة».

محمد، سائق ميكروباص، يقول «عربية من غير بنزين عبارة عن شخص ميت، فهى لا تتحرك، وعندما لا تتحرك، يتوقف مصدر رزقنا الوحيد ولا نجد قوت يومنا أو قوت أولادنا».

أضاف: «البنزين يباع فى السوق السوداء بالجيارة وأرض اللواء، بضعف السعر، على الرغم من أنه سلعة مدعمة، وعندما نشتريه، ونطالب برفع الأجرة، يتشاجر معنا الركاب، ولا نعرف ماذا نفعل، فالحكومة تخلت عنا منذ أكثر من 4 شهور، والمشكلة لا تحل رغم تصريحات المسؤولين بأنه لا توجد أزمة، وأنصحهم بأن ينزل أحدهم إلى الشارع ويحاول ملء تنك سيارته».

عفاف عبدالمنعم، صاحبة محطة التعاون للبترول بشارع بورسعيد، قالت «كميات البنزين التى نطلبها، لا يتم توفيرها، فعلى الرغم من أن تصريح المحطة، يقضى بأن أحصل على 30 ألف لتر بنزين 80، و15 ألف لتر بنزين 92، فإن الكميات التى تأتى نصف الكمية تقريباً، ولا يتم توريد بنزين 90 تماما، لافتة إلى أنه بمجرد تسلم الكمية فى المساء، فإنه يتم توزيعها، حتى إنها لا تكفى للصباح، وتظل المحطة مغلقة انتظارا لسيارة التفريغ، وأكدت أن حملات التفتيش التى تقوم بها مباحث التموين، لا تعطى أياً من أصحاب المحطات فرصة لبيع البنزين فى السوق السوداء، وأن هذه الاتهامات، وسيلة لكى يتخلص المسؤولون من مسؤولياتهم، من أجل إلقائها على اكتاف غيرهم، مؤكدة أنها لم تتسلم بنزين 92 منذ 3 أيام، وبنزين 80 تسلمت نصف الكمية فقط.

على بعد خطوات منها كانت محطة مصر للبترول، وقد حاول عمال المحطة، فض مشاجرة بين اثنين من المواطنين، قد تشاجرا بسبب أسبقية الوصول للمحطة، وهو ما يعنى الحصول على البنزين أولا، وقال مصطفى فتحى، مدير المحطة: لا توجد لدينا أزمة فى نقص البنزين، المشكلة فى المشاجرات اليومية بين المواطنين، والتكدس بسبب أسبقية الحضور.

حسين مؤمن، مدير محطة مصر للبترول الشيراتون، قال «لا توجد أزمة بنزين وإنما أزمة أخلاق، فأصحاب المحطات البعيدة عن وسط القاهرة، يقومون ببيع الكميات التى يحصلون عليها فى السوق السوداء، وهو ما يجعل هناك تكدساً شديداً على المحطة، حيث يلجأ إليه يوميا سائقو ميكروباصات حلوان والمعادى و6 أكتوبر والسيدة زينب، وهو ما يسبب زحاماً وتوقفاً للطريق، بالإضافة للمشاجرات اليومية، والتى كان آخرها مساء الثلاثاء ، حيث تعارك اثنان من سائقى الميكروباص، وقاما بتحطيم طلمبة السولار بالمحطة، ومن وقتها ويقف رائد شرطة و4 من أمناء الشرطة، من أجل تنظيم دخول وخروج السيارات الراغبة فى الحصول على البنزين والسولار والغاز.

مصطفى عبدالعليم، المشرف على محطة البنزين بشارع مصدق، قال «نحن محطة تابعة للحكومة، ولا نعانى من أزمة نقص البنزين لكننا نعانى من أزمة التكدس وزحام السيارات والتى تتسبب فى خلافات ومشاجرات يومية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية