نعت جميع القوى والأحزاب السياسية والهيئات الحكومية البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، الذى وافته المنية أمس الأول، مؤكدين أن الراحل كان يمثل «صوت العقل فى الأزمات»، وأن مصر بغيابه ستفتقد رجلا مخلصا لأمته، وحريصا على وحدة نسيجها الوطنى.
ونعى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى مؤتمر صحفى أمس، إلى جميع المصريين مسلمين ومسيحيين وللعالم أجمع قداسة البابا شنودة الثالث، ووصفه بأنه كان بمثابة «الصديق الحميم والحبر الأعظم». وقال «الطيب»: «فقدت مصر أحد كبار رجالاتها المرموقين فى ظروف دقيقة بالغة الحساسية، ذلكم هو الفقيد الكبير، والصديق الحميم، والحبر الأعظم قداسة البابا شنودة الثالث. والأزهر الشريف بكل مؤسساته الكبرى، وإذ يقدم عزاءه فى فقيد مصر العزيز، فإنه يذكر للراحل الكبير مواقفَه الوطنية الكبرى».
وأعرب عدد من مرشحى الرئاسة المحتملين عن حزنهم الشديد لوفاة البابا شنودة الثالث، ووصفوه بـ«أحد أهم رموز الوطنية المصرية عبر التاريخ» وأجرى الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح اتصالاً هاتفياً بالأنبا موسى، أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية، لتقديم واجب العزاء فى وفاه الراحل».
وأكد عمرو موسى حزنه الشديد لوفاة البابا شنودة، مؤكداً أن مصر فقدت مواطنا عظيما وحبرا قديرا ورائدا مميزا للعمل المصرى المشترك.
وأعلن حمدين صباحى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وقف جميع الفعاليات التى كان من المفترض أن يشارك فيها الأحد، حداداً على رحيل البابا شنودة الثالث، وتضامناً مع مسيحيى مصر فى مصابهم.
وقدم الدكتور محمد سليم العوا العزاء للأقباط، مؤكدا أن الفقيد رحل فى ظروف بالغة الدقة وطنياً ودولياً. وقال العوا إنه «لا ينسى موقفه الوطنى الحاسم من مسألة زيارة الأقباط للقدس، وهى تحت الاحتلال الإسرائيلى، ولا مواقفه الداعمة للوحدة الوطنية فى الأوقات الصعبة».
ونعى الفريق أحمد شفيق البابا شنودة بوصفه مصرياً عظيماً، وقيادة دينية فريدة، وعلماً متميزاً فى التاريخ الوطنى.
وقال الدكتور نبيل زكى، المتحدث الرسمى لحزب التجمع، إن وفاة البابا شنودة جاءت بمثابة الصدمة لكثير من المصريين. وقال فريد زهران، القيادى بالحزب المصرى الديمقراطى، إن الحزب سيشارك فى تقديم واجب العزاء فى وفاة البابا، واصفا إياها بـ«الخسارة الكبيرة».
وقال أحمد خيرى، عضو المكتب السياسى لحزب المصريين الأحرار، إن الشعب المصرى استقبل خبرا صادما بوفاة البابا شنودة لأنه كان يمثل صوت العقل فى الأزمات التى مرت بمصر قبل وبعد الثورة.
ونعى المستشار مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، الأقباط خاصة والمصريين عامة فى وفاة البابا شنودة. وقال إننا فقدنا شخصية مصرية أصيلة طالما دافعت عن الوطن.
وقال عبدالجليل مصطفى، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، إن وفاة البابا شنودة خسارة كبيرة لمصر والأقباط، ونتمنى أن ترشح الكنيسة رجلا على نفس المستوى من الكفاءة الوطنية لملء الفراغ الذى تركه.
وتقدم محمد عمرو، وزير الخارجية، باسمه وباسم جميع أعضاء وزارة الخارجية، بخالص العزاء لجميع المصريين، مسيحيين ومسلمين، فى وفاة البابا شنودة الثالث.
وأصدرت وزارة الأوقاف بياناً إلى شعب مصر كله، مسلمين وأقباطاً على حد سواء، نعت فيه البابا شنودة. وقال البيان: «تلقى وزير الأوقاف والعلماء والدعاة بمزيد من الأسى نبأ وفاة البابا الذى كان نموذجا للوطنية المخلصة ورمزا من رموز الوطن».
وقال الدكتور محمد عبدالفضيل القوصى، وزير الأوقاف، إن «مصر فقدت رمزا من رموزها المخلصين بوفاة البابا شنودة الثالث». وأكدت نقابة الدعاة فى بيان أن «البابا شنودة كان رمزاً للحكمة ورجاحة العقل والوسطية والاعتدال».
وقرر الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة، وقف جميع الأنشطة الفنية «غنائية - موسيقية - مسرحية» بدور الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، وجميع المسارح التابعة لوزارة الثقافة لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من يوم أمس حتى20 الجارى حداداً على البابا شنودة الثالث.