قال سياسيون وحقوقيون إن لائحة اختيار خليفة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ليست مجهزة وتحتاج إلى تعديل، مؤكدين أن عدم وجود رئيس جمهورية حالي قد يعيق اختيار البابا المرتقب، وتوقعوا أن يجبر النظام السياسي الحالي خليفة البابا على التعامل مع ملفات الأقباط بنفس طريقة الراحل.
وقال الدكتور سامح فوزى، الكاتب والباحث القبطى، مدير منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية، إن لائحة 1975 الخاصة باختيار البطريرك تحتاج إلى تعديل وليست مجهزة في الوقت الحالي.
وأوضح أن التعديل ينبغي أن يتم في ظل وجود خليفة للبابا، وليس بعد خلو كرسي الباباوية، حتى لا يمكن التحدث عن تعديل اللائحة خصيصاً للبابا الجديد.
ونفى أن يكون عدم وجود رئيس جمهورية عائقاًً أمام اختيار خليفة البابا، لافتاً إلى أن المجلس العسكرى يقوم بهذا الدور السياسي.
وشدد فوزى على ضرورة تعديل لائحة اختيار البابا، قائلاً: «تعديل اللائحة أمر وجوبي حتى يمكن إعطاء مساحة أوسع لتمثيل كل الأقباط في اختيار البابا». وقال إن هذا التعديل سيواكب التحول الديمقراطي والسياسي، الذي تشهده البلاد في الوقت الحالي، وإجراء التعديلات سيكون لوجود فلسفة قديمة بأن الكنيسة القبطية كنيسة وطنية، وتعبر عن جوهر المجتمع المصري، مشيرا إلى أن اللائحة تم وضعها عام 1957 وفق الظروف السياسية السائدة وقتها، بما يوجب تغييرها لمواكبة الظروف السياسية الحالية.
وقال الدكتور إيهاب رمزي، عضو مجلس الشعب، إن الكنيسة لديها لائحة اختيار خليفة للبابا، «ولكن بها مشاكل، وليست مجهزة في هذا الوقت، وتحتاج لتعديل».
وأشار رمزي الى أن الجانب التاريخي ينص على أن امبراطور إثيوبيا و20 من الإمبراطورية الإثيوبية يشاركون في اختيار البابا، إلا أن ذلك كان يتم أثناء بابا الحبشة وانضمام الحبشة لبطريرك القيادة المرقسية، مؤكداً أن هذا قد يعوق اختيار البابا الجديد حال العمل به، لإنه غير مفعَّل، كما أن عدم وجود رئيس للجمهورية أيضاً قد يعيق اختيار خليفة للبابا.
وأوضح أن اللائحة الكنسية لاختيار خليفة البابا تنص على ضرورة أن يكون المرشح راهبًا أو أسقفًا عامًا تجاوز الأربعين من العمر، و15 عامًا في الرهبنة، ويجوز أن يرشح نفسه أو يرشحه آخرون، بشرط ألا يكون مطرانًا لإبراشية، ولا تمنح اللائحة لعموم الأقباط الحق في انتخاب البابا، بل لأعيان الأقباط والوزراء السابقين والحاليين والصحفيين.
وقال إنه تجرى بعد ذلك «القرعة الهيكلية» بين المرشحين الثلاثة الحاصلين على أعلى الأصوات، بعد صلوات خاصة، إذ يتقدم طفل صغير لاختيار ورقة من ثلاث ورقات، مكتوب عليها أسماء أصحاب المراكز الأولى في التصويت، ويكون هو البطريرك رقم 118 في تاريخ الكنيسة القبطية.
وقال بهى الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، إن آليات وسياسات النظام السابق لعبت الدور الأهم لتحويل البابا شنودة إلى أب روحي بالنسبة للأقباط، وتوقع أن يتعامل المجلس العسكري مع خليفة البابا بنفس آليات نظام الرئيس السابق حسني مبارك. وأضاف: «التوجه السياسي الموجود والمعروف لدى السلطة سيجبر البابا الجديد على التعامل بنفس الطريقة في ملفات الأقباط، حتى ولو كان لديه انتقادات للدور السياسي الذي لعبه البابا شنودة».
وقال إن التاريخ لن ينس موقف البابا المتعنت من زواج الأقباط، وأضاف: «أظن أنه أبرز المواقف السلبية، التي ستظل ملتصقة بتاريخ الراحل».