أعربت نائبة رئيس البنك الدولي، أنجر أندرسون، عن تفاؤلها بالمرحلة المقبلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد ثورات الربيع العربي، التي اعتبرتها تجربة عالمية فريدة من نوعها.
وقالت إن ما يميز حركة الربيع العربي هو التصميم الذي رأته لدى شعوب المنطقة على التغيير، وتلك الحركة الدائمة والمتنقلة من قبل الشباب لصناعة مستقبل أفضل.
وأضافت أندرسون، في تصريحات صحفية، السبت، على هامش زيارتها للكويت، أن ما رأيناه من أحداث في المنطقة هو عبارة عن «شباب يبحثون عن فرص عمل وعن الكرامة والاحترام ، ويريدون أن تسمع أصواتهم وأن يكون لهم علاقة وثيقة مع حكوماتهم لصناعة مستقبلهم».
وعن الوضع الذي يعيشه الشعب المصري، أكدت نائبة رئيس البنك الدولي أن البنك يعمل لدعم الحكومة والشعب المصري، لاسيما أن الحكومة المصرية تقدمت بطلبات عديدة إلى البنك الدولي خلال الفترة القليلة الماضية، لتقديم المساعدات الفنية والمالية.
وأشارت إلى أن البنك سيقدم مليار دولار لدعم الميزانية العامة لمصر، إضافة إلى وجود جهات دولية أخرى مستعدة للقيام بتقديم مساعدات مالية لها بما فيها صندوق النقد الدولي وغيرها.
وأضافت أن البنك الدولي توصل إلى تحديد استراتيجية من أربع أولويات رئيسية يجب العمل عليها مباشرة وعلى المدى القصير لمواجهة تحديات عدة تقف أمام الدول التي شهدت ثورات، موضحة أن هذه الأولويات تتمثل في مواجهة البطالة، وآليات التعامل مع جيل الشباب، وأخيرا مواجهة الإهمال لبعض الفئات المجتمعية.
وفيما يخص التحدي الأول والخاص بالبطالة، أوضحت أندرسون أن البنك الدولي نصح الحكومات القيام بتنفيذ مشاريع تحتاج إلى أيد عاملة وموظفين جدد كي تستوعب أعداد البطالة الكبيرة في المنطقة، على أن يتم في الوقت نفسه تحضير القطاع الخاص للقيام بتنفيذ المشاريع والمشاركة في خلق فرص عمل على المدى المتوسط والطويل، من خلال السماح لهذا القطاع بالاستثمار وخلق البيئة الاقتصادية المناسبة له.
وقالت إن معظم شعوب المنطقة تتطلع إلى الحصول على خدمات تتناسب مع تطلعاتها، من خلال حكومات وشركات مؤهلة في هذا المجال بعيدة عن الفساد، وتعمل بشفافية كبيرة لاسيما أن معظم الحكومات تعاني مشاكل فساد في مختلف المستويات، وتعاني الترهل الإداري والبيروقراطية، الأمر الذي يتطلب تطوير مجتمعاتنا وحكوماتنا بشكل يراعي رغبات المواطنين.
وأشارت نائبة رئيس البنك الدولي إلى أن آلية التعامل مع الشباب تكمن في مساعدة الحكومات بالمنطقة على تحقيق النمو المستدام، لخلق فرص العمل وبناء المؤسسات التي يتفاعل من خلالها الشباب مع حكوماتهم، ومواجهة المعوقات كافة التي تقف أمام تحقيق النمو المستدام عبر العمل المؤسساتي، وتحفيز العمل المجتمعي.
وأوضحت أن الإهمال يأتي بسبب العديد من العوامل سواء الجغرافية أو الاجتماعية، ولمواجهة هذا التحدي فيجب أن يتم العمل على تنمية المجتمع عبر الانفتاح.
واعتبرت أن البنك الدولي سيساعد دول الربيع العربي لتحقق كل منها نظامها وبرامجها وآمال شعوبها، عبر العمل وتبادل الآراء والاستشارات مع مسؤولي هذه الدول، للوصول إلى أفضل الصيغ، لاسيما أن هذه الثورات تعتبر مفرقا تاريخيا مهما في حياة هذه الدول، مؤكدة أن البرامج الاعتيادية التي يقوم بها البنك الدولي ستتواصل في هذه الدول، جنبا إلى جنب مع البرامج التي فرضتها هذه التحولات الكبيرة.