تواصلت الاحتجاجات العمالية فى القاهرة وعدد من المحافظات الثلاثاء ، وواصل العشرات من العاملين المفصولين تعسفيا من شركة بتروجت، التابعة لوزارة البترول، تظاهراتهم لليوم الثانى على رصيف مجلس الشعب، وذلك للمطالبة بعودتهم للعمل، وتنفيذ ما وعد به وزير البترول الحالى.
وشهدت وقفة العمال المفصولين اشتباكات بينهم وبين شاب بزى مدنى، ادعى أنه ضابط شرطة، بسبب تحريضه المعتصمين على القيام بأحداث شغب، وحاول الشاب الفرار منهم، إلا أن بعض المحتجين تمكن من الإمساك به بمساعدة أفراد الشرطة، ثم ذهبوا به إلى قسم قصر النيل للتحقيق معه، وعقب الواقعة كثفت قوات الداخلية التواجد الأمنى أمام مجلس الوزراء ومجلس الشعب.
وتقدم العاملون بشركة السد العالى للمشروعات الكهربائية «هيدليكو»، إحدى الشركات التابعة لوزارة الاستثمار، بمذكرة للدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء، لإعادتهم إلى وزارة الكهرباء، وقال مدحت عزام، رئيس اللجنة النقابية للعاملين بالشركة، إن الشركة كانت تحقق أرباحا كبيرة، إلا أن السياسات «الفاشلة»، التى انتهجها النظام السابق، فى محاولة منه لتخريب القطاع العام أصابت الشركة بالشلل، لافتا إلى أنهم يطالبون رئيس الوزراء بإنقاذ مئات العاملين وأسرهم، ونقل تبعيتها لوزارة الكهرباء، خاصة أن الدكتور حسن يونس وافق على ذلك الإجراء. ونظم عدد من العاملين بمصلحة الضرائب وقفة احتجاجية الثلاثاء أمام مبنى وزارة المالية، للمطالبة بـ«التطهير» - على حد وصفهم - وعدم التمديد لرئيس المصلحة وعدد من قياداتها، بعد بلوغهم السن القانونية للمعاش، وضرورة الاستغناء عن جميع المستشارين بالمصلحة، والكشف عما يتقاضونه من أموال الدولة.
ونقل المئات من موظفى 23 جهاز مدينة جديدة، على مستوى المحافظات، اعتصامهم المفتوح من مقار أجهزتهم إلى ديوان عام وزارة الإسكان، فى محاولة للضغط على الوزير الدكتور فتحى البرادعى، لتحقيق مطالبهم، التى وصفوها بأنها «مشروعة»، وتتمثل فى إلغاء بدل اللجان، ومساواتهم بموظفى هيئة المجتمعات العمرانية، مهددين بإيقاف العمل فى أجهزة المدن كليا، بعد أن أوقفوه «جزئيا».
وتواصلت الاعتصامات والإضرابات العمالية فى عدد من المحافظات، للمطالبة بتعديل الأوضاع المادية، ففى المنيا، أوقف 135 عاملا بشركة النيل لحليج الأقطان وأسرهم حركة قطارات الصعيد المتجهة شمالا وجنوبا، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم منذ شهر نوفمبر الماضى.
قال أعضاء باللجنة النقابية إن جميع المحاولات السابقة فشلت فى صرف الرواتب، وأن إدارة الشركة تتعمد عدم الصرف فى أعقاب صدور حكم القضاء الإدارى ببطلان عقد البيع، ورفض العمال وأسرهم إعادة حركة سير القطارات، قبل الاستجابة لمطالبهم.
وشهدت مكاتب الضرائب العامة بالمنيا إضرابا عن العمل، وخلت المكاتب من الموطفين، بسبب سفرهم، للمشاركة فى الوقفة الاحتجاجية، التى تم تنظيمها أمام مقر الهيئة بالقاهرة، احتجاجا على عدم الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بتعيين أبناء العاملين، وزيادة الحوافز على الراتب الشامل وليس على الأساسى، وزيادة بدل طبيعة العمل، والمساواة مع بقية العاملين بجهاز الدولة فى زيادة الرواتب. وفى الدقهلية، أوقف المئات من الموظفين المعتصمين بشركة مياه الشرب والصرف الصحى محطات الصرف الصحى بمراكز بلقاس والسنبلاوين وحى شرق المنصورة، مما أدى إلى غرق عدد من المنازل والشوارع بمياه الصرف الصحى، وذلك تصعيدا من العمال والموظفين المعتصمين منذ الأسبوع الماضى، احتجاجا على ما وصفوه بـ«سوء فساد إدارة الشركة القابضة»، مطالبين بمساواتهم فى الحوافز والأرباح وبدل التغذية بالعاملين بالشركة القابضة وعدد من الشركات الأخرى بالمحافظات، وهدد المعتصمون بإغلاق بقية محطات الصرف فى أنحاء المحافظة وإغراق البلاد فى الصرف الصحى.
وفى الجيزة، واصل عمال البريد فى أوسيم والبدرشين والعياط وكرداسة احتجاجاتهم لليوم الثالث، للمطالبة بإقالة وزير الاتصالات، لعدم صرفه الأرباح منذ عام 2004، وعدم تثبيت المؤقتين، وقيامه بتعيين أصحاب المؤهلات العليا «موزعى بريد»، وأكدوا استمرار احتجاجاتهم، حتى الاستجابة لمطالبهم.
وفى الإسكندرية، واصل عشرات العاملين بمستشفى البترول فى منطقة فلمنج إضرابهم الجزئى عن العمل للأسبوع الثالث على التوالى، بسبب «عدم حصولهم على حقوقهم المالية كاملة من إدارة المستشفى، من تأمينات وبدلات النوبتجيات».
وشهدت محافظة الغربية العديد من الاحتجاجات الفئوية، حيث دخل اعتصام العاملين فى التربية والتعليم يومه الثالث على التوالى فى جميع الإدارات التعليمية، احتجاجا على إصدار وزير المالية قرارا بالخصم من نسبة مكافأة الامتحانات، مطالبين بصرف حافز الإثابة بنسبة 200% كاملاً دون الخصم منه، وإدراج الإداريين والعمال فى القانون رقم 155 لسنة 2007، وصرف مكافأة الامتحانات، دون أى خصومات.
ونظم محصلو رسوم النظافة بحى ثان المحلة الكبرى اعتصاما مفتوحا أمام ديوان مجلس المدينة، للمطالبة بإعادتهم إلى العمل مرة أخرى، بعد فصلهم تعسفيا عام 2008، ووعدهم بتعيينهم فى وظائف بديلة، وذلك عقب تحصيل رسوم النظافة من خلال فواتير الكهرباء.
وفى كفر الشيخ، أضرب المئات من العاملين بمجمع مواقف بيلا عن العمل، وتجمعوا فى وقفة احتجاجية، للمطالبة بمستحقاتهم المالية، وطالب محمد الصافى، رئيس الموقف، بمساواة العاملين بموقف بيلا بالعاملين بالمواقف الأخرى ماليا، موضحا أنه لم يتم صرف الإضافى لهم عن العمل أيام الجمع والأعياد والعطلات الرسمية، كذلك صرف الأرباح لهم أسوة بباقى العاملين بالدولة.
