بزغ نجم مجموعات الألتراس، بعدما خرجت من مدرجات كرة القدم، لتنطلق في الشوارع والميادين، منذ الشرارة الأولى لثورة25 يناير، لتصبح عاملاً قويًا ومؤثرًا في الأحداث التي شهدتها أيام الثورة الـ18، وما تلاها من أحداث دامية في شوارع وسط البلد، وشكلوا بأجسادهم دروع مواجهة على أطراف الميدان لحماية المتظاهرين بالداخل من عصي الشرطة وقنابلها المسيلة للدموع.
واستمرت مشاركة الألتراس اللافتة في معركتي كوبري قصر النيل وشارع قصر العيني يوم الثامن والعشرين من يناير »جمعة الغضب»، التي تصدرها شباب الألتراس لما لهم من خبرة في التعامل مع رصاصات الخرطوش والغاز المسيل للدموع خلال مطاردات الأمن لهم عقب المباريات. ووصولاً للاعتداءات المعروفة إعلاميًا باسم «موقعة الجمل»، حيث كان شباب ألتراس ناديي الأهلي والزمالك في مقدمة المدافعين عن ميدان التحرير.
وأدت مشاركة أفراد الألتراس في الثورة إلى خلق اهتمام شعبي موازٍ للاهتمام الإعلامي، الذي اتسم في أغلبه بنظرة سلبية معادية للحركة والمنتمين إليها، إلا أن التقدير، الذي حظى به شباب الألتراس بين مجموعات الثوار المستقلين والحركات السياسية، جعل اسم الألتراس مطروحًا في البرامج السياسية قبل الرياضية.
فعقب الثورة تغير الأمر من مشاحنات ومعارك بين جمهوري القطبين الأهلي والزمالك إلى سعي من ألتراس الناديين إلى عقد »مبادرات هدنة»، لوقف الاشتباكات بين الجانبين، خاصة بعد توحد أفرادهما على الأهداف ذاتها خلال الثورة.
وظهر هذا التوحد بشكل جلي من خلال المبادرات المتعاقبة، عقب مذبحة استاد بورسعيد، التي أسفرت عن استشهاد عشرات من أفراد ألتراس النادي الأهلي، لتشهد محطة القطار المركزية بالقاهرة «محطة مصر» مساندة واسعة من أعضاء ألتراس نادي الزمالك، الذين كانوا في مقدمة مستقبلي العائدين من بورسعيد، والمساندين لأسر الشهداء والمصابين.