قال الكاتب محمد سلماوى، رئيس اتحاد الكتاب المصريين، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، إن كل ما يتم تداوله حالياً من مقترحات بشأن تشكيل اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور غير مرض ومن غير المقبول أن ينفرد تيار معين.
وأضاف «سلماوى» فى مؤتمر نظمه منتدى «إشراقة» الثقافى، الأحد، تحت عنوان «الدستور الثقافى»، إن «الأغلبية السياسية الحالية زائلة، وستتحول إلى أقلية، لذلك لا يمكن أن تتحكم فى مستقبل مصر لعقود مقبلة، والوضع السياسى فى مصر مختل منذ البداية، حيث انتخب برلمان قبل وضع دستور يتم على أساسه انتخاب هذا البرلمان».
وتابع: «هذا خلل تاريخى يتحمل نتائجه من تسبب فيه، والمجتمع كله سيدفع الثمن لو سمح بكتابة الدستور بهذه الطريقة، والدستور الذى من المفترض أن يكون أساساً للاستقرار، سيتحول إذا تمت صياغته تحت سيطرة هذه الأغلبية، إلى وسيلة لنشر الاضطراب». وشدد «سلماوى» على أن اتحاد الكتاب يرفض مشاركة أعضاء البرلمان، فى لجنة صياغة الدستور، والإعلان الدستورى ينص على أن ينتخب مجلسا الشعب والشورى أعضاء لجنة صياغة الدستور، ولا ينص على عضويتهم فى اللجنة، حيث لم ينص الإعلان الدستورى على الانتخاب الذاتى لأعضاء اللجنة.
وطالب الأغلبية البرلمانية بالانصياع للإرادة الشعبية، وانتخاب أعضاء لجنة المائة، من ممثلين عن الجمعيات الأهلية والنقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدنى. وقال «سلماوى» إن «المؤتمر يأتى تأكيداً على أن المثقف ليس سلبياً ولا هامشياً، وإنما شريك فى مرحلة بناء الدولة على أسس جديدة ويجب أن تؤكد الوثيقة الثقافية، التى ستصدر عن المؤتمر، أن المقصود بالحريات ليس حرية الإبداع فقط، بل حرية العقيدة والصحافة والبحث العلمى والنشر أيضاً، والمثقفون سيدافعون عن وثيقتهم، ولن يسمحوا بتجاهلها عند صياغة الدستور الجديد».
وقال الروائى بهاء طاهر إنه «لا ينبغى أن تسيطر جهة محددة، مهما كان حجمها، على وضع الدستور، واختيار أعضاء لجنة صياغته، ولابد أن يكون من يتم ترشيحه لعضوية اللجنة من المثقفين.
وأضاف أن «الدستور المصرى لابد أن يعبر عن جميع طوائف الشعب، مع ضرورة وضع المعايير التى تضمن حريات الإبداع والرأى.
وقالت الكاتبة سلوى بكر، إن «مصر تكافح منذ 150 عاماً من أجل مدنية الدولة، التى وضع أسسها محمد على، ولن نسمح بالتراجع عنها، بين يوم وليلة تحت أى ظرف، واللجنة التى ستضع الدستور عليها أن تدرك أنه عقد اجتماعى لا يحتاج فقهاء، ومن حق كل المصريين المشاركة فيه، خاصة الشباب الذين صنعوا الثورة، والمرأة لأننا سئمنا العجائز».عقد المؤتمر بمشاركة عدد من الهيئات ومؤسسات المجتمع المدنى، بهدف صياغة «وثيقة ثقافية». وقال أحمد عثمان، مدير منتدى «إشراقة»، إن «الدعوة لوضع هذه الوثيقة، تأتى وسط مخاوف من أن يسيطر برلمان قندهار على صياغة مبادئ حرية الفكر والإبداع فى الدستور».