أكد محمد هنيدى أن الفن لن يتأثر بسيطرة التيارات الدينية على المشهد السياسى، وقال لـ«المصرى اليوم»: إن الناس متعطشة لأعمال تتحدث عنها وترسم الابتسامة على وجوهها، لأن معظمنا يحتاج إلى علاج نفسى بسبب الأحداث الجارية، موضحا أنه دخل التاريخ من أوسع أبوابه بوقوفه أمام فنانين كبيرين بحجم سميحة أيوب وعبدالرحمن أبوزهرة اللذين يشاركانه بطولة أحدث أفلامه «تيتة رهيبة» الذى انفردت «المصرى اليوم» بتصوير شخصيته داخل البلاتوه.
■ ما سبب حماسك لفيلم «تيتة رهيبة»؟
- فى هذا الفيلم نتناول لأول مرة العلاقة بين البطل وجدته وليس مع الأم والأب مثل أفلامى السابقة، وأركز فى الأحداث على الاختلاف بين الأجيال، وذلك من خلال رسالة إنسانية نكشف فيها عن العلاقة التى تربط الجدة بالحفيد، لأن هناك جدة تتميز بالطيبة الشديدة وأخرى حادة وصارمة والنموذج الثانى هو ما نقدمه فى الفيلم لأنها كانت تعيش فى ألمانيا واعتادت على الالتزام وتتعامل مع حفيدها «رؤوف» بنفس الأسلوب منذ طفولته وبعد وفاة والديه مما يسبب فى إصابته بعقدة فى حياته وجعلناها «رهيبة» بهدف الإطار الكوميدى للفيلم وستؤدى دورها النجمة الكبيرة سميحة أيوب، وأرى ظهورها شرفاً كبيراً لنا جميعاً وبصراحة كنت أحلم أن أمثل معها. كما أكرمنا الله بالفنان القدير عبدالرحمن أبوزهرة، والذى سيؤدى دور جدى لأجد نفسى فجأة محاطاً بين قوسين من التاريخ وهو ما يسعدنى فى هذا الفيلم وإيمى سمير غانم فى دور زوجتى وباسم السمرة فى دور شقيقها ومحمد فراج ولاعب المصارعة ممدوح فرج فى شخصيته الحقيقية ويقدم دور الجار الذى يحاول إعادة تأهيل رؤوف وتحفيزه باستمرار.
■ وهل ترى أن اختيار سميحة أيوب وعبدالرحمن أبوزهرة فى فيلم كوميدى قد يكون مغامرة؟
- إطلاقاً لأننى أؤمن بأن الممثل القوى يستطيع أن يؤدى كل الأدوار باستثناء الممثل «الكوميدى» لأنه مختلف بالطبع. كما أن الأستاذ «أبوزهرة» الذى سبق أن قدم أدوارا كوميدية على خشبة المسرح بينما السيدة سميحة أيوب تمتلك كل الأدوات التى تؤهلها لتقديم أى دور. كما أن الأسلوب والحوار الذى كتب به السيناريو يضعهما فى إطار من الجدية. مما يساهم فى رفع سقف الكوميديا بصورة كبيرة ولا أنكر أننى كانت لدى «هيبة» من الوقوف أمام سميحة أيوب وعبدالرحمن أبوزهرة، ولكنى تجاوزتها مع أول بروفة ترابيزة.
■ وما هى التفاصيل الخاصة بشخصية رؤوف التى تقدمها فى الفيلم؟
- رؤوف طفل معذب من طفولته بسبب أسلوب جدته فى تربيته وعندما يكبر ويسافر إلى ألمانيا يضطر للعيش مع جده الذى يحاول أن يغير مسار حياته ويعيد إليه توازنه من جديد، ولكن يتوفى هذا الجد وتعود الجدة فجأة إلى رؤوف ويستعيد معها الذكريات السوداء ليصاب بأزمة نفسية تدفعه إلى الإضراب عن الزواج، ولكنها تبدأ معه الرحلة من جديد وقد نجح الأستايلست إسلام يوسف فى اختيار شكل وملابس تتناسب مع الشخصية التى تتحدث بـ«لدغة» بسبب حالة القهر النفسى التى كان يعيش فيها، ولكن الشخصية بشكل عام تسير فى إطار ثابت وتتطور بتطور الأحداث مع جدته.
■ وكيف ترى تعاونك الأول مع إيمى وباسم وفراج، بالإضافة لسميحة وعبدالرحمن أبوزهرة وأيضا المنتج وليد صبرى؟
- دائما ما أفكر فى التغيير وأبحث الاختلاف، ولكن فى النهاية الدور ينادى صاحبه وأرى أن كل شخص تم اختياره فى هذا الفيلم هو أكثر شخص مناسب لدوره. كما أننى لا أرى فى ذلك أى مغامرة لأن السيناريو مكتوب وواضح ونعرف جميعا اتجاه الشخصيات والأحداث. أما بخصوص تعاونى مع المنتج وليد صبرى فأرى أنها خطوة تأخرت كثيراً نظراً للصداقة الكبيرة التى تجمعنى به منذ سنوات.
■ تأجيل تصوير الفيلم لأكثر من عامين هل ترى أنه فى صالح الفيلم؟
- بالتاكيد كان فى صالح الفيلم بنسبة 100% لأننا طوال الفترة الماضية كنا نعقد جلسات عمل لزيادة جرعة الكوميديا وقام السيناريست يوسف معاطى بكتابة أكثر من 10 نسخ للفيلم. مما أدى إلى ترابط الأحداث بشكل قوى ونجح معظم الممثلين فى التعايش مع الشخصيات. بينما لم يحدث أى تغيير على مستوى السيناريو وتغير موقع الأحداث فتم نقل شقة رؤوف من شارع قصر العينى إلى مصر الجديدة بسبب توتر الأحداث فى وسط القاهرة.
■ وما حقيقة إضافة مشاهد خاصة بالثورة؟
- إطلاقاً.. ومنذ بداية التصوير ونحن على اتفاق ألا يكون هناك أى شىء يخص الثورة، وأعتقد أن الوقت غير مناسب لتقديم عمل عنها لأنها من وجهة نظرى لم تنته، ولابد من أن تستكمل أهدافها حتى يكون الحديث عنها وافياً. كما أن الجمهور نفسه يريد أن يرى شيئاً مختلفاً ويضحك لأننا الآن فى أشد الاحتياج للابتسامة لأن معظم أفراد الشعب يحتاج إلى علاج نفسى.
■ وما رأيك فى تحول المنافسة بين عادل إمام والسقا ومحمود عبدالعزيز وكريم من السينما إلى التليفزيون؟
- معظم المشاريع التى يخوضها البعض منهم كانت مؤجلة وبعضها جديد وتصادف عرضها فى نفس التوقيت، كما أننى أرى أن التحرك البطىء فى السينما ساهم فى ذلك وجعل البعض يلتفت إلى التليفزيون. كما أننى أرى أن العمل التليفزيونى اختلف كثيرا وأصبح تكنيك التليفزيون هو نفسه تكنيك السينما.
■ وهل هذا يعنى عودتك قريبا إلى التليفزيون؟
- إذا وجدت النص المناسب سأعود فوراً لأنى لم أعد أخشى فكرة التواجد التليفزيونى وتجربتى فى مبروك أبوالعلمين أكدت لى ذلك.
■ ولهذا فكرت فى برنامج تليفزيونى لرمضان المقبل؟
- لم أفكر فى هذا بهدف التواجد، ولكنى قررت خوض هذه التجربة لأنها فقط موجهة للأطفال وبصراحة أرى أن الطفل العربى واجه العديد من الاضطرابات طوال الفترة الماضية ومن حقنا أن نهتم به، ورغم أننى تعاقدت مع إحدى شركات الإنتاج على تقديم البرنامج. إلا أننى لم أستقر بشكل نهائى على الفكرة ولايزال هناك اجتماعات للوقوف على شكل واضح لها.
■ وما حقيقة عودتك للمسرح خلال الفترة القادمة؟
- هذا حقيقى لأن المسرح وحشنى جداً. كما أن الجمهور بعد الثورات يحتاج إلى علاقة مباشرة مع الفنان، وقد استقررت على رواية من تأليف يوسف معاطى، ولكنى أنتظر استقرار الأوضاع لنبدأ التحضير لها بشكل فعلى.
■ وهل ترى أن خريطة الفن المصرى ستشهد تغييرا بعد صعود التيار الدينى؟
- أرى أن أى فنان يقدم ما يقتنع به وما يخدم مجتمعه بعيداً عن أى حسابات أخرى، لأن العمل الجيد لا يجعل الشخص يشعر بقلق وما تقتنع به تستطيع أن تدافع عنه أمام الجميع، وبصراحة الشعب المصرى لا يستطيع أن يعيش دون فن ولا أحد يستطيع أن يوقفه لأن الناس متعطشة لأعمال تتحدث عنها وأعمال تسعدها لأن معظمنا يحتاج إلى علاج نفسى.
■ وما رأيك فى الحكم الذى صدر بحبس عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان؟
- أعتقد أن توقيت الحكم هو ما جعلنا نشعر «بالخضة»، ولكنى بصراحة لا أجد شيئا «يخوف» لأن «مفيش حاجة اسمها نحبس فنان»، ورغم أننى غضبت من الحكم. فإننى لم أقلق فلكل شخص وجهة نظره، ولكن الشعب المصرى والفنانين لن يصمتوا إذا تعرض الفن لأى شىء، ولكنى أطالب كل الفنانين بأن يعملوا ويقدموا ما يحتاجه الجمهور.