تباينت ردود الفعل فى أندية الدورى الممتاز حول قرار المشاركة فى الدورة التنشيطية التى أعلن عنها اتحاد الكرة كبديل لإلغاء الدورى هذا الموسم، ففى الوقت الذى رحب فيه عدد من الأندية بإقامة الدورة، تحفظ عدد آخر بحجة عدم جدوى المشاركة فيها، خصوصاً أن اتحاد الكرة لم يوضح شروط الدورة، وجوائزها، والتكاليف التى ستتحملها الأندية. واعتبر البعض الدورة خدمة لناديى الأهلى والزمالك باعتبارهما المستفيدين منها لمشاركتهما فى البطولة الأفريقية للأندية أبطال الدورى، وكذلك للحفاظ على الرعاة، أما باقى الأندية فلن تستفيد منها، وإنما ستزيد من أعبائها المادية دون أى نفع.
من جانبه تحفظ محمد بدر، رئيس نادى إنبى، على المشاركة فى الدورة، وقال إن حالة الغموض التى تحيط بالفكرة وعدم معرفتنا أى تفاصيل سواء ما يخص عدد الفرق المشاركة ونظام الدورة ومواعيدها جعلتنا نؤجل حسم قرارنا لحين معرفة كل شىء خاصة أن الفريق أمامه ارتباطات رسمية فى بطولة الكونفيدرالية فضلاً عن انضمام عدد كبير من لاعبى الفريق للمنتخبات الوطنية المختلفة، وغيرها من الأمور التى تحتاج لمناقشات مع الجهاز الفنى بقيادة حسام البدرى حتى نعلن عن قرارنا النهائى. فيما أيد شريف حبيب، عضو مجلس إدارة نادى المقاولون العرب، كلام محمد بدر، وقال: الأندية حتى الآن لا تعرف أى تفاصيل عن الدورة، وشروطها، الأمر الذى يجعلنا فى حيرة من أمرنا بشأن المشاركة أو الاعتذار.
وأضاف: ننتظر معرفة التفاصيل الكاملة قبل الحسم، وعموماً لن نشارك فى الدورة إلا إذا تأكدنا أنها ستعود بالنفع على الفريق مادياً وفنياً.
وانضم نادى الجونة لقائمة الأندية التى تحفظت على قرار المشاركة، وأرجأ مسؤولوه الإعلان عن القرار النهائى مؤقتاً لحين عرض الأمر على مجلس الإدارة المقرر عقده خلال الأيام القليلة المقبلة لدراسة الموضوع من كل جوانبه والتشاور مع الجهاز الفنى بقيادة أنور سلامة المدير الفنى.
فيما رحب عبدالله جورج مسؤول التعاقدات بنادى الزمالك بمشاركة الفريق بالدورة التنشيطية، خصوصاً بعد إلغاء معسكر الفريق الذى كان من المقرر إقامته فى الإمارات. وأضاف جورج هناك اجتماع لمجلس الإدارة لاتخاذ القرار النهائى، وفى الغالب ستتم الموافقة على المشاركة. خاصة أنها تمثل إعداداً قوياً للفريق الكروى الأول استعداداً لبطولة الأندية الأفريقية. ورحب الأهلى أيضاً بالدورة التى طالب بها فى وقت سابق، وسيتم اتخاذ القرار النهائى فى اجتماع مجلس الإدارة خلال الأيام القليلة المقبلة. وأكد محسن عبدالمسيح، عضو مجلس إدارة النادى الإسماعيلى، ترحيب ناديه بإقامة الدورة التنشيطية. وقال: المسابقة التنشيطية فرصة طيبة للاعبين غير الدوليين للاحتكاك والتجربة، وأوضح عبدالمسيح أن الدورة ستبرز عناصر جديدة من اللاعبين الجدد والناشئين بعد حصولهم على الفرصة دون خوف.. وقال: القرار صائب للحفاظ على اللاعبين لمدة 6 أشهر أخرى، فيما وافق مجلس إدارة الداخلية على المشاركة بالدورة، واعتبرها مفيدة عن حالة الركود التى يعانيها الفريق منذ أحداث بورسعيد، خاصة أنها ستكون إعداداً قوياً للموسم المقبل، بالإضافة لكأس مصر والتى يسعى الفريق لتحقيق مفاجآت فيها.
ووافق أيضا مجلس إدارة وادى دجلة على المشاركة بالدورة لتأهيل اللاعبين بشكل جيد، بالإضافة لانتشالهم من حالة الملل التى أصابتهم خلال التدريبات فى الفترة الماضية، واعتبر مجلس الإدارة الدورة خير إعداد. فيما أكد اللواء سامى صادق، عضو مجلس إدارة نادى حرس الحدود، أن ناديه سيحدد موقفه من المشاركة، فى الدورة خلال الساعات المقبلة، عقب اجتماع مجلس الإدارة، برئاسة عبدالحكيم مسلم.
ورهن «صادق» المشاركة فى الدورة، بعدة اشتراطات، أهمها نقل «الرعاة» و«حقوق البث الفضائى، من الدورى، إلى الدورة التنشيطية، ووجود ضمانات أمنية، بعدم تكرار أحداث بورسعيد، لتفادى تعرض الأندية لانتكاسة مالية.
وقال عضو المجلس: «دون هذه الاشتراطات، سيصعب المشاركة، فى الدورة لكننا سنشارك فى الغالب، لاسيما أن الجهات التنفيذية ستضع هذه الشروط، فى الاعتبار».
وانسحب «صادق»، من اجتماع رؤساء الأندية الأول، الذى انعقد الأسبوع الماضى، لتحديد مصير الدورى إثر خلاف فى وجهات النظر، مع عفت السادات، رئيس نادى الاتحاد.
ورفض «صادق» التطرق، لأسباب الانسحاب، وقال: «الأمر لا يتعدى خلافا بسيطا، فى وجهات النظر، ولا يستحق الوقوف عنده». واعتبر عضو المجلس، إلغاء الدورى «أمراً منطقياً»، فى ظل الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد، لكنه أبدى حزنه، على إلغاء الدورى، حيث كان فريقه يتربع على قمته، وأحد المنافسين بقوة على تحقيق اللقب.
فيما رحب نادى اتحاد الشرطة بالمشاركة واعتبرها خطوة مهمة لتعويض الفرق عن قرار إلغاء الدورى وقال حلمى طولان، المدير الفنى، إن الدورة تساعد الفرق على التحضير الجيد للموسم الجديد وتساهم فى الحفاظ على الحالة الفنية والبدنية للاعبين كما أن لجنة المسابقات أمامها الوقت الكافى لوضع جدول جديد للموسم الجديد يساعد المنتخبات الوطنية على إقامة معسكرات إعداد جيدة، مشيراً إلى أن استمرار الكأس يعوض الفرق عن عدم استكمال الدورى.
واعتبر المهندس محمد فرج عامر، رئيس نادى سموحة، قرارات اتحاد الكرة فى اجتماعه مع الأندية، إلغاء الدورى الممتاز، وإقامة دورة تنشيطية بدلاً منها بمثابة خطوة أولى فى سبيل الإصلاح الرياضى داخل مصر. وقال: «الثورة الرياضية غير مكتملة النمو حتى الآن، فقرار إلغاء الدورى سليم، ولكن لابد أن يعقبه إصلاح المنظومة الرياضية، وإعادة الأمور إلى نصابها، وكان لابد أن يسبق هذا القرار معاقبة المتسببين فى الأحداث وتقديمهم للقضاء». وأضاف: «لابد من وضع اللوائح الرادعة التى تليق بتاريخ مصر، وتفعيلها بالشكل الذى يمنع معها تكرار كارثة بورسعيد الدموية مجدداً داخل الملاعب المصرية». وشدد فرج عامر، على حتمية توفير العدالة بين الفرق وعدم التفريق بينها، وقال: «لن نصبح كومبارس لأندية القمة التى تأخذ الشو الإعلامى والجماهيرى والعائد المادى الضخم». واعتبر رئيس نادى سموحة غياب العدالة والفساد داخل الجبلاية العامل الأساسى فى تكرار الأحداث المؤسفة طوال السنوات الماضية. وأوضح عامر أن استضافة الملاعب المباريات بحماية القوات المسلحة وفى غياب الجمهور أمر جيد، لكنه شدد على عودة الأمن من جديد حتى يشعر به كل المصريين.
وفى المقابل، أكد عفت السادات، رئيس نادى الاتحاد السكندرى امتثاله لقرار اتحاد الكرة، والمشاركة بالدورة التنشيطية. وقال: «رغم الأضرار المالية الكبيرة التى تكبدتها المنظومة الكروية بصفة عامة، فإن إلغاء الدورى كان القرار الأصوب، فى ظل الغياب الأمنى، والفساد الرياضى الذى تفشى مؤخراً».
وشدد السادات على أن المنظومة الرياضية تسير للأفضل فى ظل القرار الجماعى الذى اتفق عليه الجميع لمصلحة مصر.