x

إسرائيل تحقق في هشاشة «غرفها المحصنة».. وتدرب أطفالها على اختيار «الغرف الآمنة»

الأحد 11-03-2012 14:21 | كتب: أحمد بلال |
تصوير : other

في الوقت الذي قضى فيه قرابة المليون إسرائيلي ليلتهم في الملاجئ، وانقطع قرابة ربع مليون طالب عن الذهاب إلى مدارسهم، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن قيام الشرطة الإسرائيلية بالتحقيق في قضية رشوة، متهم فيها مهندس بالجيش الإسرائيلي المشرف على بناء الغرف المحصنة في المنازل الإسرائيلية.

وقررت إسرائيل إقامة غرفة محصنة في كل شقة يتم بناؤها، إلى جانب الملاجئ العامة الموجودة في المدن والبلدات الإسرائيلية، حيث كشفت الصواريخ التي أطلقها الجيش العراقي على إسرائيل أثناء حرب الخليج الأولى عام 1991، والتي تجاوزت 30 صاروخاً، وجود نقص في عدد الملاجئ العامة في إسرائيل، بالإضافة إلى قضاء الإسرائيليين وقتاً طويلاً في الوصول إليها نظراً لبعد المسافة.

وقالت الصحيفة إن التحقيق أسفر عن اعتقال عدد من المقاولين، بعد الكشف عن وجود خلل في الغرف المحصنة التي تقام في الشقق السكنية الإسرائيلية، لتكون ملجأ للحماية من الصواريخ، وأضافت أن المهندس التابع للجيش الإسرائيلي تلقى رشاوى من عدد من المقاولين للسماح لهم باستخدام مواد رديئة ورخيصة في عملية بناء الغرف المحصنة.

وتضع قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية شروطاً ومواصفات عالية لبناء هذه الغرف، من حيث نوعية الأسمنت والتسليح ونوعية النوافذ والأبواب، التي تضمن حتى عدم اختراق الغازات السامة للغرفة في حال تعرض إسرائيل لهجوم كيماوي.

وتخضع لفحص من قبل مهندس مختص من قبل الجيش الإسرائيلي، حيث لا يمكن لصاحب الشقة أن يتسلمها إلا بعد أن يقر مهندس الجيش الإسرائيلي بمطابقة الغرفة المحصنة للمواصفات المحددة لها.

وتعتمد قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ضمن تدريباتها للإسرائيليين على اختيار أكثر الغرف أماناً في الشقق السكنية التي لا يوجد بها غرف محصنة، والبعيدة عن الملاجئ، على لعبة تضعها على موقعها الإلكتروني، بطلها شخصيتان كارتونيتان يدعيان «توم» و«مومبي».

تتكون اللعبة من ثلاث مراحل، الأولى هي اختيار الغرفة الأكثر أمناً عبر النقر عليها، حيث تظهر اللعبة منظرا رأسيا لشقة بها ثلاث غرف، ويكون على الطفل الإسرائيلي اختيار الغرفة الأكثر أمناً، وللانتقال للمرحلة الثانية يجب اختيار الغرفة الموجود بها أقل عدد من الجدران الخارجية، وأقل عدد من النوافذ، والغرفة المناسبة في اللعبة، بها حائط واحد خارجي، واثنان داخليان، والرابع ملاصق لشقة أخرى، بالإضافة إلى أن بها شباكا واحدا.

المرحلة الثانية للعبة تتضمن اختيار أدوات الطوارئ التي يجب أن يأخذها الإسرائيلي معه إلى الغرفة، ويتوجب على اللاعب اختيار 6 أدوات من بين أشياء كثيرة موجودة مثل فاكس وسيارة لعبة وحوض سمك وغير ذلك، وللانتقال للمرحلة الثالثة للعبة يجب اختيار المياه، وتوصية الجبهة الداخلية الإسرائيلية في هذا الشأن أن تتضمن الغرفة 4 لترات من المياه لكل شخص، وتوفير المياه الكافية لثلاثة أيام، والشيء الآخر هو الطعام، حيث يوصى بتوفير طعام جاهز للأكل في عبوات مقفلة.

الشيء الثالث الذي يجب اختياره، كشاف، لتجنب انقطاع الكهرباء، والرابع هو البطاريات لتشغيل الأجهزة الكهربائية في حال انقطاع الكهرباء، والخامس، الراديو للاستماع لتوجيهات قيادة الجبهة الداخلية من خلاله، والسادس هو شنطة الإسعافات الأولية، والتي يجب أن تضم عدة أشياء من بينها شاش معقم، ضمادات لوقف النزيف، مواد تعقيم للجروح، مقص ولاصقات، وتنصح قيادة الجبهة الداخلية بأن يتوافر في الغرفة ألعاب وكتب لقضاء لتسلية الإسرائيليين أثناء وجودهم في الغرفة.

المرحلة الثالثة من اللعبة، تتضمن الوقت الذي حددته قيادة الجبهة الداخلية للدخول للغرفة الآمنة، حيث قسمت القيادة إسرائيل إلى مناطق، يختلف فيها الوقت المتاح للدخول إلى الغرفة، بعد سماع صفارات الإنذار.

المناطق القريبة من قطاع غزة، جنوب إسرائيل، تباين فيها وقت الدخول إلى الغرف الآمنة، حيث يصل الوقت المتاح للدخول إلى الغرفة في سديروت إلى 15 ثانية فقط، في حين يصل إلى 30 ثانية في أشكلون، و45 في أسدود، و60 ثانية في بئر سبع.

منطقتا ديمونا (النقب) وإيلات، والمقابلتان للحدود المصرية، تم تقسيم كل منطقة على حده، ويصل الوقت المتاح للدخول إلى الغرف فيها إلى 3 دقائق، وهي نفس المدة المتاحة أيضاً في منطقة القدس.

ويصل الوقت المتاح لدخول الغرف الآمنة في مناطق وسط إسرائيل، تل أبيب، ناتانيا، ريشون لتسيون وهرتزيليا إلى دقيقتين، بينما يصل إلى المناطق الشمالية مثل طبريا، شفا عمرو، بيت شان، الناصرة، يكنعام، زخرون يعقوب، والخضيرة إلى 60 ثانية.

وكلما تم الاقتراب أكثر من الحدود الشمالية قل الوقت المتاح، حيث يبلغ 30 ثانية فقط في صفد وكرميئيل، بينما الأمر لسكان الجولان، كريات شمونة، حرفيش ومعالوت (على الحدود مع سوريا ولبنان)، هو «الدخول الفوري للاحتماء فور سماع صفارات الإنذار».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية