فى بلد «مايكل أنجلو» و«ليوناردو دافنشى»، أعظم رسامى عصر النهضة، وصاحبى أشهر لوحات عالمية، منقوشة على أسقف «الفاتيكان»، توارث الإيطاليون، على ما يبدو، تلك الموهبة.
لا ينتظر دارسو الفن هنا، وفى غالبية دول أوروبا، فرصة التعيين ولا يقفون فى طابور العاطلين عن العمل، بل يبادرون بالحصول على تصاريح تقوم الحكومة بتسهيلها لهم، لإشغال مساحة محددة، عادة ما تكون فى الأماكن السياحية، حيث ينصبون عدتهم من حامل رسم وورق وفرشاة وألوان أو أقلام فحم، وغيرها من أدوات فنية.
بطول الشارع المؤدى إلى نافورة «فونتانا دى ترافاى» الشهيرة، تلك التى يلقى فيها السياح عملاتهم، أملا فى تحقيق أمنياتهم، يجلس الفنانون بمختلف تخصصاتهم، هذه تستخدم الألوان البخاخة فى عمل لوحات مفرغة، مقابل 15 يورو، وهذا يستخدم الألوان الجواش لرسم مناظر طبيعية، أما «نيلز» فاختار الرصاص ليرسم بورتريه الوجه مقابل 10 يوروهات (قابلة للفصال مادمت فى إيطاليا).
ويقول «نيلز» دون أن يرفع عينه عن لوحته «كلنا مستفيدون، السياح يستمتعون بما نقدمه من فن، سواء شجعونا ماديا أو اكتفوا بالمشاهدة. ونحن نصقل موهبتنا، ونخلق فرص عملنا بأيدينا، حتى نجد وظيفة أفضل». أما الأجمل من هذا وذاك، فهو أن الحكومة تجنى الرسوم المستحقة لها من إشغال الطريق العام دون أدنى فوضى أو إزعاج يذكر.
