قالت منظمة العفو الدولية، الجمعة، إن الجلسة الأخيرة في محاكمة طبيب بالجيش المصري متهم بإجراء اختبار «كشوف العذرية» بالقوة على المحتجة سميرة إبراهيم، يوم 11 مارس الجاري، ستظهر إذا كانت المحاكم العسكرية المصرية مستعدة لتقديم أي إنصاف لضحايا العنف الذي مارسه بحقهن الجيش.
واعتبرت المنظمة أن العنف الذي استخدمته قوات الأمن ضد المحتجات «شوه التظاهرات العامة في مصر التي جرت خلال العام الذي مر بعد وقوع هذه الحادثة».
وقالت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: «منذ هذه الواقعة غير المقبولة، والتي لا تقل عن التعذيب، واجهت المتظاهرات الضرب والتعذيب وغيره من صنوف المعاملة السيئة على أيدي رجال الجيش وقوات الأمن».
وأضافت: «المحاكمة الخاصة بفحوص العذرية تمنح العسكريين في مصر فرصة نادرة ليثبتوا أن ارتكاب الجيش للتعذيب لن يمر دون عقاب، وأن مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان من بين صفوفهم سوف يحاسبون على ما فعلوا».
وقالت المنظمة إنه تم إبلاغها في 9 مارس 2011، أخلى ضباط الجيش ميدان التحرير من المحتجين بالعنف، واقتادوا ما لا يقل عن 18 فتاة إلى الحجز العسكري، وبقيت 17 من هؤلاء النساء محتجزات لمدة 4 أيام، ونقلت المنظمة عن بعضهن أن الجنود خلال هذه الفترة ضربوهن وصعقوهن بالكهرباء وأخضعوهن لعمليات تفتيش بعد تعريتهن، ثم أخضعوهن لفحوصات لعذريتهن وهددوهن بتوجيه تهم احتراف البغاء إليهن.
وأضافت المنظمة أن نساء أخريات، غير سميرة إبراهيم صاحبة دعوى «كشوف العذرية» أقمن دعاوى ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة؛ بسبب العنف الذي استهدف النساء في التظاهرات العامة، ومن ذلك التظاهرات التي حدثت في ديسمبر الماضي، أمام مبنى مجلس الوزراء في شارع قصر العيني، حيث كان المحتجون يطالبون بإنهاء الحكم العسكري، والتي توفى فيها ما لا يقل عن 17 شخصًا.
وأشارت المنظمة إلى أن عزة هلال (49 سنة)، كانت إحدى المرأتين اللتين ظهرتا في شريط فيديو، يظهر فيه أفراد الشرطة العسكرية وهم يسحبون امرأتين، وقد تمزقت ثياب إحداهن، قبل أن يضربوهن بقسوة ويدهسونها، وقالت إن عزة أبلغت المنظمة بأن الجنود ضربوها عندما حاولت مساعدة المحتجة الأخرى المحجبة التي ضربها الجنود حتى أصبحت دون حراك وتعرى جسدها، وأنها تعرضت للضرب مراراً وتكراراً بالعصا على رأسها وذراعيها وظهرها مما جعلها تنزف نزيفًا شديداً وتفقد الوعي.
وأضافت المنظمة: «أما غادة كمال، (28 سنة)، وهي صيدلانية وعضو في حركة شباب 6 أبريل أبلغت منظمة العفو الدولية بأن قوات الأمن في 16 ديسمبر ضربوها بعنف هي ونساء غيرها، وتحرشوا بهن جنسياً.
وأخبرت غادة منظمة العفو الدولية بأن الجنود قد ضربوها بالعصا وبشيء يشبه السوط، وداسوها بأحذيتهم الثقيلة، وقالت إنهم تحرشوا بها جنسياً بينما كانوا يسحبونها إلى داخل مبنى البرلمان.
وقالت منظمة العفو الدولية إن هذه الأشكال من التعذيب وسوء المعاملة تستغل الوصمة المرتبطة بالعنف الجنسي والعنف القائم على اختلاف النوع الجنسي، وتم استخدامه لتكوين صورة نمطية عن النساء المحتجات وتهميشهن، في محاولة لمنع هؤلاء النساء وغيرهن من نساء مصر وفتياتها من المشاركة في الحياة العامة.
وطالبت المنظمة بإجراء تحقيقات دقيقة ونزيهة ومستقلة في جميع شكاوى النساء الذين تلقين هذا النوع من الاعتداء القاسي وبتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة، كما صرحت منظمة العفو الدولية بأنه يجب تقديم التعويضات الكاملة للضحايا، بما في ذلك التعويضات المادية عن الأضرار التي لحقت بهن والضمانات بعدم تكرار حدوثها.