بعدما هدد رئيس «المجلس الوطنى الانتقالى» فى ليبيا مصطفى عبدالجليل باستخدام القوة «لمنع تقسيم ليبيا» إثر إعلان زعماء قبائل منطقة برقة (شرق) إقليماً فيدرالياً اتحادياً، متهماً دولاً عربية لم يسمها بتشجيع «الفتنة» فى بلاده، نفى الشيخ أحمد الزبير الشريف السنوسى رئيس ما يعرف بـ«مجلس إقليم برقة» تلك الاتهامات الاربعاء، قائلاً «لسنا دعاة انفصال، ولسنا أتباعاً لأى دولة»، وأكد فى الوقت ذاته أن قرار إعلان برقة إقليما فيدرالياً «نهائى ولا رجعة فيه»، وأن المجلس «لن يتحاور مع أى طرف، إلا فى إطار الفيدرالية».
وقلل الزبير السنوسى - ابن عم الملك إدريس السنوسى - من تهديد عبدالجليل باستخدام القوة، قائلا «إذا كانت عنده قوة، فليستخدمها»، فيما نفى أن تكون قرابته للملك الراحل بداية لعودة النظام الملكى، وقال «نحن لا نتكلم عن الملكية..
نتكلم عن استقرار المنطقة وإحلال الأمن». كما نفى السنوسى أن يكون الهدف من إعلان إقليم «برقة الفيدرالى» هو السيطرة على حصيلة الموارد الطبيعة الموجودة بالإقليم وفى مقدمتها موارد حقول النفط، وأوضح «النفط خاص بكل الليبين».
وفى الوقت الذى يحتدم فيه الجدل حول قضية «الفيدرالية» فى ليبيا، والتى يعتبر شرق البلاد نموذجها الأول المعلن، أصدرت الحكومة الليبية الانتقالية بياناً الاربعاء أعلنت فيه رفضها «للمحاولات الفردية لفرض أى نوع من الوصاية على الشعب الليبى».
وشددت الحكومة على أن شكل نظام الحكم فى البلاد «سيقرره الليبيون من خلال الدستور»، وأكدت رفضها «المساس بوحدة الوطن وفاء لدماء الشهداء»، موضحة أنها ستعمل على ترسيخ اللامركزية من خلال المجالس المحلية المؤقتة، ووصفت خطوة زعماء قبائل برقة بأنها «تسلط وتعسف فى حق الشعب».
ومن جهته، حذر مفتى ليبيا الشيخ صادق الغريانى من أن إعلان برقة إقليماً فيدرالياً، هو «بداية لتقسيم ليبيا، وابتعاد عن شرع الله»، محملاً الفساد المستشرى فى البلاد المسؤولية عن مثل هذه الدعوات.
وقال المفتى إن «الفيدرالية هى بداية التقسيم، والتقسيم يؤدى حتماً إلى الخلاف، ويفتح الباب للنزاع وهذا هو الذى يريده أعداء الإسلام لنا (فرق تسد)».
واعتبر الغريانى أن «الحل الحقيقى الذى يقضى على المركزية البغيضة التى هى سبب كل البلاء هو القضاء على الفساد الإدارى المتفشى».
وكان مئات الأشخاص تظاهروا الاربعاء ضد «الفيدرالية» فى عدة مدن ليبية، من بينها طرابلس وبنغازى وسبها والكفرة، رافعين لافتات تؤكد «الوحدة الوطنية».
ودولياً، حثت منظمة التعاون الإسلامى الليبيين على الحفاظ على وحدة بلادهم، فيما شدد الرئيس الأمريكى باراك أوباما الاربعاء لدى استقباله رئيس الوزراء الليبى عبدالرحيم الكيب على ضرورة انتخاب مجلس تأسيسى فى ليبيا فى يونيو المقبل.
وعلى صعيد آخر، قال وزير الداخلية الليبى فوزى عبدالعال إن بلاده مستعدة للتعاون مع أى دولة فى العالم ارتكب النظام الليبى السابق جريمة ضد مواطنيها أو على أراضيها، وذلك بإجراء التحقيقات اللازمة، وفقاً لمتطلبات القانون الليبى ومقتضيات العدالة.
وفى تلك الأثناء، قال رئيس الوزراء الليبى فى الأمم المتحدة