سكان مدينة النهضة الذين اعتصموا فى عهد تولى الدكتور عصام شرف رئاسة مجلس الوزراء، أمام ماسبيرو ثم انتقلوا إلى الاعتصام أمام منزل «شرف» للضغط عليه لتوفير مأوى لهم، عادوا للاعتصام مرة ثالثة أمام محافظة القاهرة، لأن الشقق التى تسلموها بقرار من «شرف» ثبت مؤخراً أن سكاناً آخرين يملكون عقود ملكيتها، فنشبت مشاجرات بين الطرفين، لمحاولة كل طرف إثبات ملكيتها.
معاناة شحاتة أبوكف بطل فيلم «غريب فى بيتى» الذى كتبه السيناريست وحيد حامد هى نفسها معاناة حوالى 300 أسرة، ممن تسلموا شقق إيواء من محافظة القاهرة، فكل أسرة من هذه الأسر تخشى ترك الشقة خالية حتى لا تحتل من قبل سكان آخرين يدعون أن بحوزتهم عقود ملكية، وتسمع العبارة الشهيرة: «يبقى الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للقضاء»، وهذا ما حدث بالفعل فى بعض تلك الشقق.
«يا فرحة ما تمت».. عبارة تجسد شعور الأسر التى حصلت على شقق الإيواء بـ«خلع الضرس» - حسب تأكيدها - فمشوار المعاناة الطويل الذى بدأ بالاعتصام أمام ماسبيرو ثم أمام منزل د. عصام شرف ثم نقلهم بأتوبيسات محافظة القاهرة إلى ديوان عام المحافظة لحصر أعدادهم وتسليمهم الشقق - انتهى إلى لا شىء، فرغم رضاهم عن تسلم شقق دون مرافق وغير مكتملة التجهيزات ودون أوراق تثبت حقوقهم، فإنهم اكتشفوا وجود سكان آخرين.
قالت صفاء محمد، من السكان، «توجهنا إلى محافظ القاهرة لإعطائنا أوراقاً تثبت ملكيتنا لتلك الشقق، ولم نحصل إلا على وعود»، مؤكدة أنها عندما تخرج من المنزل تترك ابنها أو ابنتها حتى لا يستولى السكان الآخرون على شقتها مثلما حدث مع جارتها التى استولوا على الشقة بمحتوياته وقالو لها: «اثبتى لو ده حقك».
وكشف عدد من المعتصمين أمام المحافظة أن الصراع على الشقق وصل إلى درجة استخدام القوة والاستعانة ببلطجية ومن لا يستطيع الدفاع عن نفسه تسلب منه شقته فالجميع هناك يسير بمبدأ: «يا تموتنى يا أموتك».. والمحافظة لا تتحرك.