x

«احتلوا أيباك».. الصوت اليهودي الأمريكي المناهض للصهيونية

الأربعاء 07-03-2012 11:50 | كتب: أحمد بلال |
تصوير : other

بينما كانوا يتناقشون حول سبل دعم إسرائيل ومواجهة الحركات المناهضة لها في الجامعات الأمريكية، ضمن فعاليات المؤتمر السنوي للمنظمة التي تمثل اللوبي الصهيوني الأكبر في الولايات المتحدة الأمريكية، وقفت ليزا بيهريندت، الطالبة الأمريكية اليهودية الديانة أمام حوالي 1000 من طلاب وممثلي «أيباك» صارخة في وجوههم ورافعة لافتة كتب عليها بالإنجليزية «المستوطنات خيانة للقيم اليهودية»، وبالعبرية: «العدالة العدالة».

«معارضة الاستيطان ليست معاداة للسامية، فرض عقوبات على إسرائيل ليست معاداة للسامية، وإنما تتوافق مع القيم اليهودية، ليس هناك شيء خطأ أن تكون يهودي وأن تدعم حقوق الإنسان»، صرخت «ليزا» في طلاب وممثلي «أيباك»، حاولوا التشويش عليها، فواصلت: «لن يجبرني أحد على الصمت، لا مزيد من المستوطنات، أنا شابة يهودية مهتمة بمستقبل الشعب اليهودي ومستقبل كل البشر، أنتم تسكتون الشباب اليهودي، أنتم تدمرون مجتمعنا». قالت «ليزا» الجملة الأخيرة وقد نجح رجال الأمن في إخراجها من المؤتمر.

وطغت قضية البرنامج النووي الإيراني، على جدول أعمال المؤتمر السنوي لـ«أيباك»، الذي عقد بين يومي 3 و 6 مارس الجاري. وجاء توقيت المؤتمر قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية فرصة جيدة للضغط على إدارة الرئيس أوباما، الذي يخوض الانتخابات المقبلة، لمنح الضوء الأخضر لإسرائيل لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، حفاظاً على أصوات اللوبي الصهيوني، الذي تمثل «أيباك» أكبر وأقوى منظماته.

لم تكتفي ليزا بيهريندت، العضو في حركة «شباب يهودي ونفتخر»، الجناح الشبابي لمنظمة «الصوت اليهودي من أجل السلام»، بما فعلته أمام مؤتمر طلاب «أيباك»، فما أن تم إجبارها على الخروج من المؤتمر، حتى بدأت هي ورفاقها في توزيع بيان موقع من حركتي «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» و«شباب يهودي ونفتخر»، أكدوا فيه أن «أيباك لا تمثل معظم اليهود الأمريكيين الذين يعارضون الحرب على إيران والذين يطالبون الولايات المتحدة بمعارضة الاستيطان في الضفة الغربية».

المواجهة بين يهود الولايات المتحدة المناهضون للصهيونية والمؤمنين بها مستمرة طوال الوقت. في سبتمبر الماضي، وبينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يلقي خطابه أمام الكونجرس الأمريكي، ارتفع صوت الناشطة اليهودية «رائي أبيليا» مقاطعاً الخطاب ومعترضاً على ما يقوله نتنياهو، ليقف أعضاء الكونجرس ويصفقون لنتنياهو، ويشوشون على الصوت، فيما كان أعضاء في «أيباك» يعتدون عليها بالضرب ويخرجونها من قاعة الكونجرس.

بعد إخراجها من الكونجرس تم نقلها للمستشفى بسبب الإصابات التي لحقت بها، وهناك أجرى معها مراسل صحيفة «يديعوت أحرونوت» حواراً قالت فيه: «عندما بدأ نتنياهو الحديث عن إسرائيل والديمقراطية، همّت بالحديث ضد ممارساتها غير الديمقراطية، وصرخت: كفى احتلال، أوقفوا جرائم الحرب الإسرائيلية، ودعت إلى منح الفلسطينيين حقوقاً متساوية»، وأضافت «أبيليا» الناشطة في منظمة «كود بينك» اليسارية الدولية المناهضة للحرب، والتي تعمل في الضفة الغربية وقطاع غزة، أن نشطاء «أيباك» انهالوا عليها ضرباً بعد ذلك، و«خنقوها» لتسقط على الأرض، ويقتادها رجال الشرطة إلى الخارج، ليعتقلونها لمدة ساعات.

رجال «أيباك» الذين أخرجوا «ليزا» من مؤتمر طلاب المنظمة، واعتدوا على «أبيليا» كانوا متواجدين في المؤتمر السنوي للمنظمة الذي حضره حوالي 13 ألف شخص بينهم طلاب ونواب ومسؤولون حكوميون وعسكريون وسفراء أجانب وشخصيات دينية في الولايات المتحدة وإسرائيل.

وفي بيان صادر عن المؤتمر، أكدت «أيباك» أن «مؤتمر هذا العام ينعقد في وقت يشهد فيه التهديد العالمي الذي تشكله إيران تصاعداً كبيراً»، وأضافت: «إيران تقترب من امتلاك أسلحة نووية ما يعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر ويهدد أصدقائنا في الخليج وكذلك مصالحنا في الشرق الاوسط»، بالإضافة إلى تهديد إسرائيل.

فور طرد «ليزا» من مؤتمر طلاب «أيباك» انضمت للوقفة الاحتجاجية التي نظمتها حركة «احتلوا أيباك»، المناهضة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، والتي تشكلت مؤخراً على يد يهود أمريكيون مناهضون للصهيونية، وتضم في عضويتها منظمات عدة، مثل «الصوت اليهودي من أجل السلام» و«يهود يقولون لا» و«الحملة الأمريكية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي»، و«احتلوا وول ستريت». وبدأت الحركة الأسبوع الماضي حملة لحث إدارة أوباما على رفض دفع إسرائيل لها لشن حرب على إيران، وأيضاً لاحترام حقوق الفلسطينيين.

أمام مؤتمر «أيباك»، وقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي يسعى للحصول على دورة رئاسية ثانية في نوفمبر المقبل، ليؤكد أمام أكبر لوبي صهيوني في الولايات المتحدة أنه من «حق إسرائيل باتخاذ قراراتها الخاصة بخصوص ما هو مطلوب لتلبية احتياجاتها الأمنية»، وأنه «لا يمكن لأي حكومة إسرائيلية أن تتسامح مع وجود سلاح نووي في أيدي نظام ينكر المحرقة، ويهدد بشطب إسرائيل من الخارطة، ويتولى رعاية مجموعات إرهابية تعهدت بتدمير إسرائيل»، وأضاف أوباما: «كما أوضحت تكرارًا، خلال رئاستي، أنني لن أتردد في استخدام القوة حين يكون الأمر ضروريا للدفاع عن الولايات المتحدة ومصالحها».

وبينما كان أوباما يستجدي أصوات اللوبي الصهيوني من على منصة «أيباك»، كان نشطاء «احتلوا أيباك» يبعثون برسالة مفتوحة إلى أعضاء الكونجرس الأمريكي، حذروا فيها من سعي «أيباك» لتكرر ما فعلته من قبل عندما دعت الحكومة الأمريكية لشن حرب على العراق لـ«مواجهة تهديد صدام حسين»، والادعاء بامتلاكه سلاح نووي، وقالت «ها هي أيباك تكرر الأمر وتدعو لمواجهة إيران، والادعاء أنها تمثل تهديد نووي».

وأضاف البيان: «رؤية أيباك لا تمثل قيم واهتمامات غالبية الشعب الأمريكي الذي صوت لكم، والذي يدفع الضرائب التي تمول حكومتنا، والذي تخدم عائلاته في الجيش الأمريكي، غالبية الأمريكيين لا يريدون حرباً أخرى في الشرق الأوسط.. الحرب على العراق خلفت آلاف الأمريكيين ومئات الآلاف من العراقيين قتلى، نحن نناشدكم لا تكرروا هذا الخطأ المأساوي»، وتابع البيان: «قولوا لا لأيباك، لا لحرب مع إيران، نعم للدبلوماسية».

في كل مرة يتم فيها قمع النشطاء اليهود المناهضين للصهيونية، بواسطة اليهود الصهاينة أنفسهم، يؤكد هؤلاء على هويتهم الدينية، مؤكدين في نفس الوقت تعارضها مع الفكرة الصهيونية نفسها والتي تعتبر اليهود شعباً مختاراً وعده الله بأرض فلسطين.

فعندما قام رجال «أيباك» بإخراج «ليزا» من المؤتمر، الأحد الماضي، قالت: «أنا شابة يهودية مهتمة بمستقبل الشعب اليهودي ومستقبل كل البشر»، وعندما قام عناصر «أيباك» بالاعتداء على «أبيليا» وإخراجها من قاعة الكونجرس قالت: «نحن جيل من الشباب اليهودي، الذي لن يصمت ولن يسمح لرؤساء الحكومات الإسرائيليين الذين يرتكبون جرائم ضد الإنسانية بالتحدث، لأننا نرى أنهم يجب أن يتحدثوا فقط أمام محكمة مجرمي الحرب».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية