إذا كانت الحلويات الغربية التى تباع فى المحال هى بعيدة المنال عن يد البسطاء ومحدودى الدخل لارتفاع أسعارها، فإن هؤلاء البسطاء قرروا ألا يحرموا أنفسهم وأولادهم من تذوق هذه المأكولات، فليس ضرورياً أن يشترى الجاتوه من أرقى المحال ويلف فى علب أنيقة فاخرة، فالمهم هو الطعم وليس الشكل.
فى سوق الاثنين فى كرداسة يباع الجاتوه بأسعار تناسب البسطاء، فهو ليس ملفوفاً فى علبة بفيونكة، وإنما موضوع فى جوال بلاستيك، لأنه عبارة عن فتافيت، قام الباعة بجمعها من مخلفات المحال الراقية والمخابز «الأفرنجى»، الغريب أنه رغم عرض هذه الحلويات بطريقة غير صحية فإنها تشهد إقبالاً كبيراً لدرجة أن الزبائن يقفون فى طوابير تشبه طوابير الخبز فى أشد أزمتها.
«جاتوه الغلابة» كما اصطلح الناس على تسميته، عبارة عن قطع مجمعة من عدد كبير من الحلويات وليس جاتوه فقط: «بسبوسة، كنافة، بقلاوة، جلاش»، وكل هذه المكونات موضوعة فى شكائر، وتباع بجنيهات قليلة: كيس الحلوى المشكل من بقايا الجاتوه السادة يباع بـ2 جنيه، أما بقايا الجاتوه بالشيكولاته فسعر الكيس منه يصل أحياناً إلى أربعة جنيهات.
سحر محمد - أحد باعة «جاتوه الغلابة» فى سوق الاثنين، أكدت أن الإقبال على بضائعها مرتفع جداً، خاصة الجاتوه الذى يتناوله البسطاء فى الإفطار، أما البسبوسة فتشهد إقبالاً ضعيفاً حسب تأكيدها، وقالت: «زبون الجاتوه أكتر بكتير ده فيه ناس بتجيلى من حتت بعيدة أوى وتشترى احتياجها بالأسبوع، أنا بقالى خمس سنين هنا وشفت ناس أشكال وألوان».
سحر بدأت تجارة الحلوى منذ أكثر من ثمانى سنوات، حيث تقوم بشراء الجوال من بقايا مصانع الجاتوه والتورتات تحت الكوبرى الدائرى، وأحياناً تلجأ إلى المحال الكبيرة بوسط البلد لشراء ما تبقى من قطع الجاتوه لديها، تشترى سحر ثلاث شكائر كبيرة من الحلوى المشكلة فى أول الشهر والشكارة على حسب الوزن قد يصل سعرها إلى مائة جنيه، وتقوم ببيعها على مدار الشهر، فهى تحمل البضائع فى عربة نصف نقل ثم تقوم بتخزينها بالقرب من السوق الكبيرة وتأتى كل اثنين لفرش البضاعة وانتظار زبائنها الذين يبدأون فى التوافد عليها منذ السابعة صباحاً.