أعرب عمرو زكى، مهاجم المنتخب الوطنى الأول ونادى الزمالك، عن أسفه لفشل المنتخب فى إسعاد الجماهير المصرية، وأعلن تقدمه باعتذار لكل الجماهير المصرية التى ساندت الفريق سواء بالذهاب إلى ملعب المباراة فى استاد القاهرة يوم السبت الماضى أو إلی ملعب المريخ بأم درمان بعد الخسارة من نظيره الجزائرى فى فى المباراة الفاصلة وضياع حلم العودة لكأس العالم بعد غياب 20 عاماً.
وشن زكى هجوماً ضارياً على الجماهير الجزائرية والمنتخب الجزائري، واصفاً الجو الذي خاض فيه المنتخب اللقاء بالإرهاب بسبب الأسلحة التي رفعها الجزائريون، مشيراً إلى أنهم نسوا الوحدة العربية عندما أهانوا مصر بأسلوب يتنافى مع أخلاقيات كرة القدم، ووعد "زكي" فى حواره لـ«المصرى اليوم» الجماهير المصرية بتعويضهم عن الفشل في مهمة التأهل إلى المونديال بالفوز بكأس الأمم الأفريقية المقررة في شهر يناير المقبل بأنجولا.
■ في البداية ما شعورك بعد ضياع حلم كأس العالم بعد الخسارة أمام المنتخب الجزائري؟
- أحب أن أعتذر للشعب المصري بالكامل بعد فشلنا في اقتناص بطاقة التأهل إلى كأس العالم، لأن الجماهير كانت تعلق طموحات كبيرة على أبناء هذا الجيل للوصول إلى المونديال الذي غبنا عنه منذ 20 عاماً، وللأسف فشلنا في تحقيق هذه الأحلام، وخيبنا أملهم بالخسارة في آخر محطة كانت كفيلة بوصولنا جميعاً إلى المجد.
■ ولكنكم وجدتم كل الدعم من القيادات في اتحاد الكرة والجماهير، فضلاً عن اتصال الرئيس مبارك بالبعثة بعد المباراة؟
- ما تقوله هو أكبر دليل على أصالة الشعب المصري الوفي، الذي يقدر مجهود أبنائه الذين لم يدخروا جهداً في محاولة إسعادهم، ولكن التوفيق ابتعد عن الفريق ككل في المباراة، وهذا هو حال الكرة يوم لك ويوم عليك، كما أحب أن أؤكد أن اتصال الرئيس مبارك ببعثة المنتخب أثر في الجميع وشعرنا بدور الأب الذى يلعبه مع الفريق ككل دائماً عندما يحنو على أبنائه عند الإخفاق ويشجعهم على مواصلة المشوار نحو الأفضل.
■ وما رأيك في الأحداث التي سبقت المباراة، اليى امتدت بعدها إلى أعمال عنف من قبل الجماهير الجزائرية؟
- أنا حزين لأن الجزائر دولة عربية وهى لا تستحق ذلك، لأن ما عشناه في ملعب المريخ بأم درمان لا علاقة له بكرة القدم، وبعيد كل البعد عن الروح الرياضية والأخلاق المفروض أن تسود داخل الملعب.
■ وكيف ترى وصف بعض الجزائريين لمصر بأنها مثل اليهود وإسرائيل؟
- أشعر بحالة من الخزي على حال الوحدة العربية، كما أننى ندمت على كل ما فعلته مصر تجاه الجزائر فيما مضى وأثناء ثورة الجزائر والدور الحيوي الذى لا ينكره أى مواطن جزائري، كما أنهم نسوا أننا أشقاء وعرب، وقاموا بمهاجمة حافلة المنتخب الوطنى وخرجنا من السودان في حراسة الشرطة، وهو ما يتنافى مع الروح الرياضية، كما أنهم حولوا الملعب إلى ساحة حربية وليس إلى مكان للعب كرة القدم.
■ ومن السبب فى هذه الأحداث؟
- الإعلام الجزائري بالتأكيد الذي نشر أخبار مغلوطة أدت إلى إثارة الفتنة وجعل هذه الجماهير تهين مصر رائدة الدول العربية والساعية دائماً إلى تحقيق الوحدة العربية، وهو ما جعلنى أردد بعد اللقاء وبأعلى صوت أن أعظم بلد هو مصر وأننا لدينا أفضل كرة قدم وأفضل إعلام محترم لا يسىء إلى المنافس.
■ ولكن ما الأسباب الفنية وراء الخسارة وضياع الحلم؟
- الجميع لم يقصر في أداء المهام المطلوبة منه بداية من دعم الدولة بمختلف أجهزتها، ومروراً بتوفير جميع وسائل النجاح من قبل اتحاد الكرة، فضلاً عن مجهود الجهاز الفني واللاعبين، ولكن الحظ لم يكن حليفنا في هذه المباراة، وكان من السهل على الجميع أن يرى السيطرة الكاملة للمنتخب الوطني على مجريات اللقاء في الشوط الثانى تحديداً، وكم الفرص التي أهدرها اللاعبون، التي كانت كفيلة بتحقيق الفوز، ولكننا سنبذل قصارى جهدنا لتعويض ما فاتنا في المرحلة المقبلة وتحقيق إنجازات أفضل في المستقبل.
■ هل تعتقد أن خسارة هذا اللقاء ستؤثر على فرصتك في الاحتراف الخارجي والعودة للدوري الإنجليزي تحديداً؟
- لا، لأن الأندية الإنجليزية والمدربين هناك يقيمون الأمور بصفة عامة ولا يحكمون على اللاعب من مباراة واحدة تألق فيها أو أخرى أخفق فيها، خصوصاً أنني لم أظهر بشكل سيىء حتى خروجى من الملعب.
■ ترددت أنباء عن تجديد بورتسموث الإنجليزي طلبه لضمك في يناير المقبل؟
- في الفترة الماضية تركت كل الأمور في يد وكيل أعمالي نادر شوقي، ووضعت كل تركيزي مع منتخب مصر، وبالتالي لم أتابع العروض التي وصلت على الرغم من معرفتي السابقة برغبة مسؤولي النادي الإنجليزي في ضمي، ولكننى سأقيم الأمور في المرحلة المقبلة بالشكل المناسب الذي يمكننى من التألق والعودة إلى نفس المستوى الذي بدأت به مشواري في الدوري الإنجليزي.
■ ولكنك في حال انتقلت إلى بورتسموث سيكون زملاؤك كلاً من نذير بلحاج وحسان يبدة، فهل ستكون هناك أزمة في ذلك؟
- لا أعتقد ذلك.. لأن التنافس على مستوى الأندية شىء والمنتخبات شىء، وفي عالم الاحتراف كل لاعب يؤدى واجبه فى الإطار المطلوب منه بغض النظر عمن معه في الفريق، وأعتقد أننى أستطيع التأقلم مع هذا الأمر بشكل جيد.
■ نعود إلى منتخب مصر، ما الخسائر التي خرجنا بها من تصفيات كأس العالم بعد تبخر الحلم؟
- عدم قدرتنا على إسعاد الشعب المصري كان أكثر الأشياء التي آلمتني بشكل شخصي، لأن هذه الجماهير كانت كرة القدم بمثابة راسم البسمة وتاجر السعادة لهم، ولكنها أبكتهم بعد الخسارة من الجزائر وتبخر حلمهم وحلمنا.
■ تردد أنك طلبت التغيير بين شوطي المباراة، فهل هذا صحيح؟
- نعم لأننى تعرضت لاصطدام شديد مع أحد مدافعى الجزائر، وشعرت بعده بألم شديد في الوتر الخلفي للركبة، وبالتالي لم أستطع إكمال اللقاء، ولم أكن أرغب في أن يقل مجهودى، وبالتالي طلبت من الجهاز الفني التغيير حتى لا تتفاقم الإصابة، وأكون عبئاً على الفريق.
■ وهل شعرت بتحسن حالياً؟
- بالتأكيد لأنني خضعت لكشف طبي دقيق بالأشعة تحت إشراف الدكتور أحمد ماجد، طبيب المنتخب، وسأستكمل العلاج تحت إشرافه لحين الشفاء نهائياً، ولن أشارك في المباريات إلا عندما يسمح لي بذلك.
■ وما هدفك في المرحلة المقبلة؟
- لدي هدفان، الأول جماعى، وهو متعلق بمنتخب مصر عن طريق الفوز بكأس الأمم الأفريقية المقبلة في أنجولا والمقررة مطلع العام المقبل، لرد جميل الجماهير المصرية التي تكبدت خسائر مادية بالسفر وراءنا إلى السودان وخسائر بدنية ومعنوية جراء اعتداء الجماهير الجزائرية عليهم، ونعدهم بأن نكون عند حسن ظنهم، والتأكيد على أن هيمنة الكرة المصرية على الكرة الأفريقية لم تكن من فراغ، وأننا كنا نستحق التأهل للمونديال.
■ والهدف الثاني؟
- هو أمر شخصى متعلق بعلاقتى مع الزمالك الذي أتمنى أن أرى أموره تتحسن في المرحلة المقبلة، وأن يستفيد الفريق من فترة توقف الدوري الماضية لإعادة بناء الصفوف والمنافسة من جديد على لقب الدوري لإسعاد جماهير القلعة البيضاء التي تعشق فريقها بكل صدق، والتي أحمل لها جميلاً شخصياً يجب أن أرده لها لأنها تقف بجواري في كل أزمة أمر بها.
■ وهل ترى الفرصة موجودة رغم ابتعاد الفريق في جدول الدوري؟
- الفرصة لم تضع، ويمكننا العودة إذا أراد اللاعبون ذلك، لأننا لا ينقصنا أى شىء لتحقيق الفوز، وأعد الجماهير بالفوز ببطولة هذا الموسم لمسح أحزانهم.