x

«رجل روسيا القوى» يتأهب لاستعادة السلطة وسط اتهامات بتزوير الانتخابات

الأحد 04-03-2012 21:15 | كتب: غادة حمدي |
تصوير : رويترز

من جديد، بات الرجل الحديدى الروسى فلاديمير بوتين قريباً من تحقيق انتصار يعود به إلى الكرملين، فى ظل الانتخابات الرئاسية الروسية التى جرت، الأحد ، التى تبدو نتيجتها محسومة سلفاً لصالح «بوتين»، على الرغم من تحدى المعارضين لشرعية الانتخابات التى يقولون إنها تشهد تلاعباً.

ووسط إجراءات أمنية مشددة، دعى حوالى 109ملايين ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم الأحد فى سائر أرجاء روسيا. وبينما أشار معارضون ومنظمات غير حكومية إلى وقوع عمليات تزوير، نفى مسؤولون فى لجان الانتخابات ذلك، متحدثين عن نسب إقبال كبيرة رغم برودة الطقس.

وبقى بوتين «رجل روسيا القوى» بعدما دفع فى 2008 بالرئاسة إلى ديمترى ميدفيديف الذى يتمتع برعايته، إذ إن الدستور لا يسمح له بالترشح لولاية رئاسية ثالثة، ما دفع الكثير من المحللين إلى تشبيه الوضع السياسى فى روسيا بلعبة «الكراسى الموسيقية» التى يتبادل فيها الزعيمان الأدوار على رأس الدولة، خاصة أن بوتين وعد باختيار ميدفيديف كرئيس للوزراء حال وصوله لسدة الحكم. وبموجب تعديل دستورى يسمح بأن تصبح مدة الولاية الرئاسية 6سنوات بدلاً من 4، يمكن أن يبقى بوتين فى السلطة - نظرياً - لولايتين جديدتين حتى 2024. ويأمل أنصار بوتين فى تحقيق فوز قوى يؤدى إلى إبطال فعالية حركة احتجاج فى المدن صورت بوتين - الضابط السابق فى جهاز المخابرات الروسية (كيه. جى. بى) - كزعيم مستبد يحكم من خلال السماح لنخبة فاسدة بنهب ثروات روسيا، أكبر منتج للطاقة فى العالم.

ويخوض بوتين الانتخابات أمام 4 مرشحين آخرين، هم الشيوعى جينادى زيجانوف، والشعبوى فلاديمير جيرينوفسكى، والملياردير ميخائيل بروخوروف، وزعيم يسار الوسط سيرجى ميرونوف وتعتبر مشاركتهم من أجل تعزيز صحة انتخاب بوتين، بينما تم رفض ترشيح الليبرالى جريجورى يافلينسكى بحجة وجود مخالفات فى لوائح تواقيع الداعمين له، مما يحرم الناخبين من مرشح وحيد يعد معارضا حقيقيا لبوتين. ويقول الخبير فى مركز كارنيجى نيكولاى بيتروف إن «بوتين اختار منافسين مريحين كما لو أن بطل العالم يختار خصومه ويحكم هو نفسه على المنافسة».

ويبدو أن فوز بوتين «59عاماً» أصبح شبه مؤكد بالفعل، فعلى الرغم من أن موجة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد نظامه - التى انطلقت شرارتها فى ديسمبر الماضى - أدت إلى تآكل شعبيته، أظهر آخر استطلاع للرأى قبيل إجراء الانتخابات أنه من المرجح أن يفوز بوتين بنسبة تتراوح بين 59 و66% من الأصوات، ومن ثم يتفادى خوض جولة إعادة من شأنها أن تؤدى إلى تقويض سلطته.

ولكن، حتى فى حال استطاع بوتين أن يحقق فوزاً كبيراً، يبدو أن فترة ولايته الثالثة ستختلف تماماً عن سابقتيها (2000-2008)، وهو ما يمكن استنتاجه من دعوة المعارضة - التى تعتبر العملية الانتخابية مزورة - إلى التجمع اليوم وسط موسكو للتعبير عن احتجاجهم على نظام بوتين، لكن سلطات الشرطة أعلنت فى المقابل تعبئة أكثر من 6 آلاف شرطى إضافى فى العاصمة، وحذر قائد شرطة موسكو فلاديمير كولوكولتسيف، قائلاً «لا أنصح أحدا بأن يختبر صلابة قوات الأمن فى موسكو».

وتبرز العديد من التحديات الصعبة التى يتعين على بوتين مواجهتها فى ولايته الجديدة المحتملة، مثل استشراء الفساد والبيروقراطية فى مؤسسات الدولة وتزاوج السلطة والمال المتمثل فى سيطرة رجاله على القطاعات الأساسية للاقتصاد الروسى، فضلاً عن قضايا أخرى مثل التضييق على حرية الصحافة وإصلاح نظام التقاعد. ويبدو أن الطموحات الكبرى التى عبر عنها بوتين خلال فترة حملته الانتخابية لم تعد قابلة للتنفيذ بالاعتماد فقط على مبيعات بلاده من النفط، بل سيكون على السلطات الروسية تعزيز الاستثمارات الخارجية التى تبقى بدونها وعود التحديث حبراً على ورق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية