x

محللون: بيونج يانج قدّمت تنازلات لواشنطن لكنها لن تتخلى عن برنامجها النووي

الخميس 01-03-2012 15:45 | كتب: أ.ف.ب |
تصوير : other

 

يرى محللون أن نظام بيونج يانج وافق على تقديم بضع تنازلات لواشنطن رغبة منه في الحصول على مساعدة غذائية مع اقتراب موعد احتفالات الذكرى المئوية لميلاد «مؤسس الأمة»، لكنه لن يتخلى عن ورقته التفاوضية وهي السلاح النووي.

فبعد أقل من ثلاثة أشهر على وفاة الزعيم كيم جونج إيل الذي خلفه نجله الأصغر كيم جونج أون، أعلنت بيونج يانج مساء الأربعاء تعليق أنشطتها النووية، وتجارب وتخصيب اليورانيوم، مقابل الحصول على 240 ألف طن من المساعدة الغذائية.

وقد وافقت كوريا الشمالية أيضا على عودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من تجميد البرنامج النووي.

ولفت بيتر بيك الإخصائي في الشؤون الكورية في «أجيا فاونديشن» إلى أن البراجماتية هي التي غلبت، وقال «إن أفضل ما يمكن الحصول عليه في الوقت الحاضر هو تجميد البرنامج النووي».

ورأى البرفسور يانج مو جين من جامعة الدراسات حول كوريا الشمالية «إنه اتفاق مربح للجانبين»، مضيفا: «بالنسبة للولايات المتحدة يتعلق الأمر بطرح الأسس لوضع مسألة كوريا الشمالية تحت المراقبة لبعض الوقت، وبالنسبة لجونج أون يتعلق الأمر بالحصول على مكسب مادي بشكل مساعدة غذائية».

وفي 15 أبريل ستحتفل كوريا الشمالية بالذكرى المئوية لمولد كيم إيل سونج، جد الزعيم الحالي أي والد الزعيم الراحل ومؤسس كوريا الشمالية.

وقد تعود النظام على توزيع حصص غذائية إضافية أثناء الاحتفالات بمولد زعمائهم، ولهذه الذكرى المئوية وعد بـ«أمة عظيمة قوية ومزدهرة». لكن النقص الغذائي يبقى مزمناً في هذا البلد وتؤكد الأمم المتحدة أن ربع السكان بحاجة عاجلة للمساعدة الغذائية.

وقبل أشهر قليلة من الانتخابات الأمريكية، رأى المحلل جوردون فليك، مدير «مانسفيلد فاونديشن»، أن «الأسوأ بالنسبة لواشنطن هو رؤية (الوضع) ينفجر في كوريا الشمالية فيما تواجه أصلاً الأحداث في سوريا وأماكن أخرى».

وأكدت بيونج يانج مجدداً، الأربعاء، أن الطرفين اعترفا باتفاق 2005 بين الدول الست كأساس لاستئناف المحادثات، وينص ذلك الاتفاق على التخلي عن البرنامج النووي الكوري الشمالي مقابل الحصول على مساعدة اقتصادية خاصة في مجال الطاقة.

لكن كثيرين من المحللين يشككون بأن يوافق النظام الكوري الشمالي يوماً على التخلي عن برنامجه النووي الذي يستخدمه كورقة مقايضة منذ سنوات في مفاوضاتها مع واشنطن.

ورأى ريتشارد بوش، الباحث في مؤسسة بروكينج بالولايات المتحدة، «أن ذلك قد يكون خدعة للحصول على مساعدة غذائية والتدخل بشكل غير مباشر في الشؤون الكورية الجنوبية» حيث تجرى انتخابات هذه السنة.

كانت كوريا الشمالية قد وافقت في 2007 على البدء بتفكيك برنامجها النووي مقابل مليون طن من الوقود وشطبها عن اللائحة الأمريكية للدول المساندة للإرهاب، قبل أن تعود إلى موقف أكثر عدائية بعد سنة من ذلك.

وفي أبريل 2009 انسحبت بيونج يانج رسمياً من المفاوضات السداسية حول برنامجها النووي، ثم أجرت بعد شهر من ذلك تجربة نووية ثانية.

وقال بيتر بيك: «إن هذا الاتفاق يشكل في الوقت الحاضر تطوراً مرحباً به، التحدث هو أفضل من عدم التحدث وتجميد البرنامج أفضل من توسعه بدون توقف».

ولفت ستيفن هاجارد وماركوس نولاند، من معهد بيترسون للاقتصادات الدولية على مدونتهما، إلى أن بعد أسابيع من التساؤل حول الزعيم الشاب الجديد في بيونج يانج «نعلم أن هناك شخصًا قادرًا على اتخاذ القرارات، والأول يشكل بادرة مصالحة وليس عدائية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية