قال السفير أحمد عبد العزيز قطان، سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة، إن بلاده ملتزمة بتقديم المساعدات المالية التي تعهدت بها لدعم مصر والبالغة 3.75 مليار دولار، مشيرًا إلى أن المملكة لم تربط يومًا بين مساعداتها، ومحاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك، رغم العلاقة الوطيدة بين هذا الأخير وخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، واستنكر كذلك الانتقادات الموجهة للملكة لاستقبالها الرئيس التونسى الهارب بن على، ودعمها لحكومة البحرين ضد الثورة، قائلًا «استقبلنا بن على لأنه استجار بنا، واستسلم فى بدايات الثورة دون قتل لشعبه»، وتساءل «لماذا استقبلتم الشاه وأكرمتموه رغم ما فعله بالشعب الإيرانى، وتستكثرون على السعودية استقبال بن على؟».
وعرض السفير السعودي، خلال حديث لبرنامج «آخر كلام» مع الإعلامى يسرى فودة، بيانًا صادر عن وزارة الخارجية السعودية للرد على تصريحات الدكتور كمال الجنزوري، رئيس الوزراء، بشأن عدم حصول القاهرة على المساعدات الموعودة، مشيرًا إلى أن «هناك مبالغ تم تحويلها وأخرى تحتاج إلى اتفاق».
وأكد قطان، أنه تم «تحويل نصف مليار دولار كمنحة لدعم الميزانية المصرية إلى حساب وزارة المالية المصرية في البنك المركزى المصرى بتاريخ 16 مايو 2011».
وأضاف قطان، أن بيان المملكة يأتي فى إطار حرصها على مساعدة الشعب المصري، نافيًا في ذات الوقت أن يكون هناك مقابل سياسي لهذه المساعدات قائلًا «لا تربط المملكة مساعداتها بعدم محاكمة مبارك، وليس من المنطقى أن تربط السعودية مصير مصر بالمحاكمة»، متابعًا: «لا أحد يستطيع إنكار العلاقة الوطيدة والمواقف الطيبة المتبادلة بين خادم الحرمين ومبارك، لكن إذا ثبتت عليه التهم فيجب محاسبته، فنحن لا ننحاز للرئيس السابق بالشكل الذى تتصورونه، وعلاقتنا بمصر أكبر من كل شيء».
وأشار «أرسلنا المساعدات للرئيس السابق ولم يكن ممكنًا سؤاله عن تصرفه بها، لكننا لا نرضى بالظلم».
وشدد قطان على أن ما يتردد عن أوضاع المصريين فى المملكة «غير صحيح»، مؤكدًا «ليس لدينا معتقلين سياسيين كما تزعم الصحف المصرية، ومن يتحدث عن وجود سجون وأنفاق تحت الأرض بالمملكة، فهو متأثر بالأفلام المصرية القديمة، فالمساجين المصريين لدينا، أعدادهم تتناقص يوميًا والخارجية المصرية على علم بهم».
كما استنكر التصريحات التى تصف نظام الكفيل بأنه «رق» لأنه «يحمي الطرفين»، مشيرًا إلى أنه اجتمع مع لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب فيما يختص بهذا الأمر وطالبهم بتقديم مقترحاتهم.
وأكد في ذات السياق، أن تدخل بلاده بالمبادرة الخليجية فى الأزمة اليمنية «منع صدام وبحار دماء، وأن تدخل القوات السعودية فى البحرين كان بموجب اتفاقيات ولحماية وتأمين المنشآت فقط».
وأضاف السفير أن ثورات الربيع العربي، قامت نتيجة الظلم والقهر وغياب الصلة بين الحاكم والمحكوم، وهو عكس ما يحدث في المملكة، بحسب قوله، مشددًا «هناك فرق بين زعيم يتواصل وشعبه، وآخر يصفهم بالجرذان أو الجراثيم، ففي السعودية تنتفي حاجة المواطن للغضب، فلماذا يثور المواطن على ما ينعم به من أمن ومقومات حياة؟».