عاصفة من الجدل ثارت فى سماء القاهرة فور انتشار خبر القبض على سيف العدل الزعيم العسكرى لتنظيم القاعدة، الذى جاء إلى مطار القاهرة على متن رحلة جوية من باكستان مروراً بالإمارات، لكن الخبر سرعان ما كشف عن خلط إعلامى وأمنى بين شخصيتين مختلفتين تماماً، ارتبط اسمهما بتنظيم القاعدة.
الأول هو «محمد مكاوى» الضابط المفصول من القوات المسلحة، الذى خرج إلى أفغانستان منضماً إلى «المجاهدين الأفغان» فى بداية القتال ضد الغزو الروسى لأفغانستان، والثانى هو «محمد صلاح الدين زيدان» أو «سيف العدل»، الذى أعلن تنظيم القاعدة توليه مهام القائد العسكرى للتنظيم بعد مقتل أسامة بن لادن.
يحكى محمد النويهى، القيادى الجهادى السابق، المفرج عنه بعد الثورة، بعد اعتقاله عام 2004 على يد القوات الأمريكية بعد غزو أفغانستان، وعديل سيف العدل «الحقيقى» فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» قصة الخلاف بين الرجلين. ويقول: سيف العدل «الحقيقى» هو محمد صلاح الدين زيدان، من مواليد شبين الكوم، وآخر لقاء بيننا كان عام 2002، حيث رأيته رأى العين فى قندهار بأفغانستان، وانسحبت قواتنا من هناك وهرب محمد حتى استقر به الحال فى إيران، بينما ألقى القبض على بواسطة الأمريكان وتم اعتقالى فى مطار باجرام شمال كابول.
يقول النويهى: «تعرفت على محمد صلاح الدين زيدان فى أفغانستان، وتزوجنا من بنتى الشيخ مصطفى حامد، أول مراسل لقناة الجزيرة فى أفغانستان، والمقرب من أسامة بن لادن، وارتبط محمد صلاح بتنظيم القاعدة عام 1989 بعد رحلة عمرة فى السعودية تعرف فيها على أسامة بن لادن وأقنعه الأخير بالتوجه إلى أفغانستان». ونفى بشدة أى علاقة لعديله بتنظيم الجهاد فى مصر، ويوضح: «ارتبط بالقاعدة مباشرة وسافر مع أسامة بن لادن إلى السودان عام 1992، ومنها إلى الصومال واليمن قبل أن يعود ثانية إلى أفغانستان بصحبة زعيم القاعدة عام 1996، وظل بها وتزوج من بنت الصحفى مصطفى، وله منها خمسة أولاد: حفصة، وخالد، وإيناس، ورقية، فيما لا يتذكر اسم الطفل الخامس».
أما محمد مكاوى ـ والحديث للنويهى ـ فهو ضابط مظلات مصرى سابق، تطوع بمساعدة الأفغان ضد السوفييت، وارتبط لفترة بتنظيم القاعدة فى باكستان، ثم ترك التنظيم لخلافات دائمة مع أسامة بن لادن.
ويضيف الشيخ شريف هزاع، التاجر فى شبين الكوم، وشيخ «سيف العدل» أو محمد صلاح الدين زيدان، معلومات إضافية عن الرجل. يقول هزاع: محمد خريج كلية التجارة، جامعة شبين الكوم، وعرف عنه الالتزام الشخصى والحياء والميل للعزلة، وكان يتردد على مسجد فجر الإسلام فى شبين الكوم، ويستمع لدروسى ودروس الشيخ عبدالفتاح توفيق، ولم يرتبط بتنظيم الجهاد، وغادر مصر إلى باكستان نهاية الثمانينيات، وقيل إنه قبض عليه فى إيران أثناء هروبه من ملاحقة القوات الأمريكية، واستطاعت طالبان قبل عدة سنوات القبض على دبلوماسيين إيرانيين ومقايضتهم بسيف العدل و«سعد» ابن أسامة بن لادن، لكن محمد النويهى عديل سيف العدل يؤكد أن آخر معلوماته عن عديله أنه معتقل منذ عام 2003 فى إيران ولايزال رهن الاعتقال.
أما أسرة سيف العدل فى شبين الكوم فلاتزال غير متأكدة من هوية الشخص المعتقل فى مطار القاهرة. ويقول حسان صلاح الدين زيدان، شقيق «محمد زيدان»: لا نعلم عنه شيئاً منذ خرج إلى السعودية عام 1989، ولم نتلق اتصالاً أو رسالة منه تفيد أنه على قيد الحياة أو أنه انتقل إلى أفغانستان، ونظراً لتغيبه منذ أكثر من 25 عاماً توجهنا إلى محكمة الأسرة واستخرجنا إعلام وراثة بعد وفاة والدنا يثبت أن شقيقى محمد زيدان فى عداد المتوفين، وكانت «المصرى اليوم» قد انفردت بنشر حوار مع حسان زيدان مع شقيق سيف العدل فى 23 مايو من العام الماضى.